تمثل زيادة أعداد الكلاب الضالة فى الشوارع أزمة حقيقية بالنسبة لكثير من المواطنين فى مختلف المحافظات، خاصة بعد تكرار وقائع العقر التى يتعرض لها أطفال كثر، ويؤكد عدد من خبراء الطب البيطرى والبيئة أن حل المُشكلة يبدأ من إجراء حصر لأعداد الكلاب بالشوارع، ثم تحديد طريقة علمية للتعامل مع تلك المشكلة مع الحفاظ على التوازن البيئ.
وحول طرق حصر الكلاب الضالة، قال الدكتور الحسينى محمد عوض مقرر لجنة حماية الحيوان والحياة البرية بنقابة الأطباء البيطريين، إنه يمكن إجراء تعداد دقيق بنسبة 90% للكلاب الضالة من خلال العيادات البيطرية المرخصة من النقابة العامة للأطباء والبيطريين والهيئة العامة للخدمات البيطرية، والبالغ عددها حوالى 4500 عيادة بكافة المحافظات، بالتعاون الوحدات البيطرية، مشيرا إلى أن آخر إحصائية تم إجرائها من خلال جمعية الوثبة العالمية للرفق بالحيوان فى 2012، وتم اختيار منطقتى "حدائق أكتوبر والهرم"، وتم حصر الكلاب بها، ثم ضرب هذه الأعداد فى مضاعفاتها، وأوضح ذلك وجود 12 مليون كلب ضال.
وأضاف عوض، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": واعتمدت المؤسسة على عمليات حسابية، اعتمادا على ولادة الكلب لـ8 جراوى ضغيرة فى المرة، ويعيش منها فى كل مرة من 3 إلى 4 جراوى، وتلد فى العام الواحد من 4 إلى 5 مرات، لكنها إحصائيات غير دقيقة، مشيرا إلى أن المنظمات الدولية أكدت أن الاعتراف بعدم وجود بيانات خاصة بأعداد الكلاب أول خطوات حل المشكلة، يتبعها جمع المعلومات الخاصة عن الوسائل المتاحة للحصر، والتى بناءا عليه يتم تقليل الأعداد بما يتوائم مع البيئة للحفاظ على التنوع البيولوجى من الكلاب والقطط والفئران وغيرهم.
وأوضح أن تلك الحيوانات يُطلق عليها الأعداء الطبيعيين، وفى حال انخفاض أعداد الكلاب عن المعدلات الطبيعية يؤدى ذلك لانتشار الثعالب والذئاب والكلاب تتكاثر من الحيوانات البرية، ما ينتج عنها حيوانات غريبة الشكل والطباع مثل "السلعوة"، وظهور سلالات صعب التحكم فى أمراضها وسلوكياتها، مضيفا: أن خبراء البيئة أكدوا أن 5% من العشيرة الإنسانية، ونظرا لأن عدد سكان مصر وصل إلى 100 مليون فمن الطبيعى أن يكون عدد الكلاب فى مصر من 4 إلى 6 ملايين كلب، مؤكدا ضرورة تعاون كافة الجهات المعنية من الطب البيطرى، والبيئة، والمحليات، والجامعات، والصحة، والمديريات البيطرية للإنذار المبكر بأى بؤرات مرضية لتوفير اللقاحات اللازمة للإنسان.
فى سياق مُتصل، قال الدكتور محمود حمدى أخصائى طب وجراحة الحيوان، إن زيادة أعداد الكلاب الضالة يمثل مشكلة كبيرة حاليا، ورغم ذلك لا يوجد إحصائيات دقيقة خاصة بأعدادها، مما يدفع المديريات اللجوء إلى سمها لتخفيض أعداهم، إلا أن ذلك لم يقلل من الأعداد بل إزدادت بشكل أكبر، مشيرا إلى أن الاتجاه إلى أساليب تحديد النسل لدى الحيوانات بشكل أخلاقى هى الحل مثل التعقيم، مشيرا إلى ضرورة تطعيم الكلاب لمواجهة السعار، لافتا إلى أن العيادات البيطرية يمكنها إجراء عمليات التعقيم والتطعيم معا.
ولفت إلى أن آلاف الأطباء البيطريين وحديثى التخرج قادرين على إجراء عمليات تعقيم للحيوانات بأعداد تصل للملايين، موضحا أن تعقيم القطة الذكر لا تستغرق سوى دقيقة واحدة، والكلب الذكر 10 دقائق، والقطة أو الكلب الأنثى من ربع ساعة إلى 45 دقيقة، وبتكلفة لا تتعد الـ200 جنيه للأعداد الكبيرة.
وأشار حمدى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إلى إمكانية الاعتماد على الأطباء البيطريين حديثى التخرج فى عمل حملات لتعقيم الكلاب الضالة، حيث يحقق ذلك أمرين إيجابيين، هما: منح الأطباء خبرة فى الجراحة، وحل مشكلة زيادة الأعداد ومشاكلها.
من ناحيته، قال الدكتور خالد سليم نقيب الأطباء البيطريين، إن عدد الكلاب الضالة حسب آخر الاحصائيات 15 مليون كلب ضال أو شوارع، والتوازن البيئى فى مصر يقتضى أن يكون العدد من 6 إلى 7 ملايين، وهذا يوضح أن هناك فارقا شاسعا بين المفروض والواقع ما يتطلب جهودا كبيرة، لافتا إلى أن عدد بلاغات العقر في مصر تتراوح ما بين 400 إلى 450 ألف حالة سنويا وفق آخر الإحصائيات في عام 2019 – 2020، موضحا أن عدد الوفيات يقترب من 100 حالة، وأكثر المحافظات التي بها حالات وفيات هي القاهرة والجيزة والشرقية والبحيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة