أنزل البابا ليون العاشر بابا الكنيسة الكاثوليكية الحرمان الكنسى على الراهب الألماني وأستاذ اللاهوت، مارتن لوثر في 3 يناير من عام 1521 بعد أطروحاته التى أثارت الجدل حول السلطة المطلقة للكنيسة في ذلك العصر.
ويعتبر مارتن لوثر مُطلق عصر الإصلاح في أوروبا وفقا لكتاب "ما قاله مارتن لوثر" لإدوالد بلاس، بعد اعتراضه على صكوك الغفران، حيث نشر في عام 1517 رسالته الشهيرة المؤلفة من خمس وتسعين نقطة التى تتعلق فى أغلبها بلاهوت التحرير وسلطة البابا في الحل من "العقاب الزمني للخطيئة".
رفض مارتن لوثر التراجع عن نقاطه الخمس والتسعين بناءً على طلب البابا ليون العاشر عام 1520 وطلب الإمبراطورية الرومانية المقدسة ممثلة بالإمبراطور شارل الخامس ما أدى به للنفي والحرمان الكنسي وإدانته مع كتاباته بوصفها مهرطقا كنسيًا وخارجا عن القوانين.
أبرز مقومات فكر لوثر اللاهوتي هي أن الحصول على الخلاص أو غفران الخطايا هو هدية مجانية ونعمة الله من خلال الإيمان بيسوع المسيح مخلصًا، وبالتالي ليس من شروط نيل الغفران القيام بأي عمل تكفيري أو صالح؛ وثانيًا رفض "السلطة التعليمية" في الكنيسة الكاثوليكية والتي تنيط بالبابا القول الفصل فيما يتعلق بتفسير الكتاب المقدس معتبرًا أنّ لكل إمرئ الحق في التفسير؛ وثالثًا أنّ الكتاب هو المصدر الوحيد للمعرفة المختصة بأمور الإيمان؛ وعارض رابعًا سلطة الكهنوت الخاص باعتبار أن جميع المسيحيين يتمتعون بدرجة الكهنوت المقدسة، وخامسًا سمح للقسس بالزواج، ورغم أن جميع البروتستانت أو الإنجيليين في العالم يمكن ردهم إلى أفكار لوثر، إلا أن المتحلقين حول تراثه يطلق عليهم اسم الكنيسة اللوثرية.
قدّم مارتن لوثر أيضًا ترجمة خاصة به للكتاب المقدس بلغته بدلاً من اللغة اللاتينية التي كانت اللغة الوحيدة التي سمحت الكنيسة الرومانية باستخدامها لقراءة الكتاب المقدس، ما أثر بشكل كبير على الكنيسة وعلى الثقافة الألمانية عمومًا، حيث عزز الإصدار من قياس مفردات اللغة الألمانية وطورت بذلك أيضًا مبادئ الترجمة، وأثرت ترجمته لاحقًا على ترجمة الملك جيمس باللغة الإنكليزية للكتاب المقدس؛ كما ألف لوثر عددًا كبيرًا من التراتيل الدينيّة التي أثرت في تطور فن الترنيم في الكنائس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة