مع ارتفاع عدد إصابات فيروس كورونا في لبنان، وضعت السلطات الرسمية قرار الإقفال العام على طاولة البحث، لأن البلاد قد تكون مقبلة على كارثة صحية في حال ارتفاع أعداد المصابين في ظل الوضع الاقتصادي الصعب.
وارتفعت إصابات كورونا في لبنان لا سيما خلال فترة الأعياد وقدوم المغتربين اللبنانيين لتمضية فرصة العيد مع أقربائهم، وهو الأمر الذي وضع وزارة الصحة في حيرة من أمرها، بشأن العودة إلى الإقفال العام، أو تشديد الإجراءات الوقائية من كورونا.
وقال نقيب الأطباء شرف أبو شرف لوكالة "سبوتنيك": "كل القطاعات في لبنان ذاهبة نحو الكارثة، والحل يكون بمساعدات مادية من الخارج، لأن البلد مفلس، وإذا لم يحل المشكل قريباً فنحن ذاهبون باتجاه كوارث مع الأسف".
وأضاف أن "الواقع الصحي مأزوم لأسباب عديدة، منها معاناة القطاع الطبي والتمريضي من نقص بالكوادر فيه بسبب الهجرة المتمادية والوضع الاقتصادي الذي نعيشه. ومن جانب آخر، المشكلة الكبير هو عدم تقيد المواطنين بالتدابير الوقائية والاستهتار فيها لدرجة أن الأعداد تزيد وبنفس الوقت لا يوجد إمكانية لاستيعاب المرضى بالعناية الفائقة والمستشفيات، والمشكلة الثالثة أن هناك قسماً كبيراً من المواطنين غير ملقحين وتقدر نسبتهم بـ60% ونناشدهم دائماً بأن يتلقحوا".
ولفت أبو شرف إلى أن "95% من المرضى الذين يدخلون إلى المستشفيات وخاصة العناية الفائقة غير ملقحين وهذا واضح علمياً فعالية اللقاح وإن كانت مرحلية، ومنها ضرورة تكرار اللقاح من فترة إلى فترة، إذاً عدة عوامل تساهم في تأزم وضعنا ولا نستطيع الاستمرار هكذا وإذا لم يتجاوب المواطنين مع نداءات نقابة الأطباء ووزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الصحية، فإن وضعنا جداً صعب".
كما أكد على أن "نسبة هجرة الأطباء والعاملين في القطاع الطبي مقلقة، هناك حوالي 2500 طبيب هاجروا وهم من الكفاءات العالية وخاصة من المستشفيات الجامعية والتي نحن بأمس الحاجة له، وفي الممرضات هناك ما لا يقل عن 3000 ممرضة هاجرت، لذلك أقول إن الطاقم الطبي والتمريضي يعاني كثيراً في الوقت الحاضر من نقص وخاصة بقطاع مرضى كورونا، ليس لدينا نفس الإمكانيات التي كانت موجودة قبل، عدا عن أن هناك أقسام في المستشفيات كانت تعالج مرضى كورونا أقفلت وهناك مستشفيات على طريق الإقفال إذا ما بقي الوضع الاقتصادي على ما هو عليه".
وحول إمكانية الدعوة إلى إقفال البلد للحد من انتشار فيروس كورونا، قال أبو شرف: "حسب ازدياد أعداد المصابين خلال العشرة أيام القادمة، ونحن متخوفون منها، وأكرر أنه إذا لم يتجاوب المواطنين، فإن طرح الإقفال التام موجود مثلما يحدث في بلاد الغرب التي قررت إما الإقفال أو اتخاذ تدابير قاسية من كل النواحي".