تتوجه أنظار العالم اليوم، الاثنين، إلى مدينة نيويورك الأمريكية حيث مقر مجلس الأمن الدولى الذى يشهد اجتماعا يناقش لأول مرة تواجد القوات الروسية قرب حدود أوكرانيا، ويأتى الاجتماع بطلب من الولايات المتحدة.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس إنه من المتوقع أن تحدث مواجهة علنية بين جميع الأطراف الرئيسية فى هذه الأزمة بشأن احتمال غزو روسيا لأوكرانيا وتأثيره العالمى.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، إن تحركات روسيا تمثل تهديدا واضحا للأمن والسلام الدولين ولميثاق الأمم المتحدة، وقالت إنه يجب على أعضاء المجلس أن يفحصوا الحقائق بشكل مباشر، وأن ينظروا فيما هو على المحك بالنسبة لأوكرانيا وروسيا وأوروبا والإلتزامات والمبادئ الأساسية للنظام الدولية فى حالة غزو روسيا لأوكرانيا.
ورد نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة ديمترى بوليانسكى بغضب، وقال على تويتر: لا أستطيع أن أتذكر مناسبة أخرى اقترح فيها أحد أعضاء مجلس الأمن مناقشة مزاعمه وافتراضاته التى لا أساس لها باعتبارها تهديدا للنظام الدولى من قبل طرف آخر. وأضاف قائلا: ندعم ألا يدعم الزملاء من أعضاء مجلس الأمن هذه الحيلة الدعائية الواضحة والمشينة لسمعته.
ورأت أسوشيتدبرس أن رد بوليانسكى يشير إلى أن روسيا ربما تبدأ الاجتماع بطلب إجراء تصويت إجرائى عما إذا كان ينبغى المضى قدما فى الجلسة. ومن أجل منع الاجتماع، تحتاج روسيا لدعم تسعة من الأعضاء الخمسة عشر.
وقال مسئول رفيع المستوى فى إدارة بايدن إن الولايات المتحدة تجرى اتصالا منتظما بأعضاء المجلس، ولديها ثقة بأن هناك دعم أكثر مما يكفى لإجراء الاجتماع.
وقال المسئول، الذى رفض الكشف عن هويته، إن هذا الاجتماع من صميم دور مجلس الأمن نفسه، وهذه الدبلوماسية الوقائية هى بالتحديد ما يفترض أن يقوم به مجلس الأمن، واعتقد أن الدول الأعضاء يفهمون ذلك.
ولو تم المضى قدما فى الاجتماع، فإن المجلس سيستمع فى البداية إلى إحاطة من مسئول رفيع المستوى بالأمم المتحدة، يليه كلمات الأعضاء الـ 15 بمن فيهم روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيرلندا وبريطانيا وألبانيا. وبموجب قواعد المجلس، فإن أوكرانيا ستتحدث أيضا.
وأشار سفير الصين لدى الأمم المتحدة زهانج جون، الذى تجمع بلاده علاقات وثيقة مع روسيا، إلى أن بكين تدعم موسكو فى معارضتها لاجتماع المجلس. وقال فى تصريحات سابقة للصحفيين إن كلا الجانبين قد أظهرا استعدادا لمواصلة المفاوضات فدعوهم يسوى خلافتهم من خلال الحوار والمفاوضات.
وأضاف أن روسيا قالت إنها تنوى خوض الحرب، وينبغى على مجلس الأمن أن يساعد فى وقف تصعيد الموقف بدلا من إضافة البنزين إلى النار.
من جانبه، رفض رئيس مجلس الأمن الروسى نيكولاى باتروشيف التحذيرات الغربية بشأن الغزو، وقال إنهم يقولون هذه المرة إن روسيا تهدد أوكرانيا، وهذا أمر سخيف تماما، نحن لا نريد الحرب، ولا نحتاج لهذا على الإطلاق.
وعلى صعيد آخر، أعلن اثنان من أبرز أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى أنهما يقتربان من التوصل إلى اتفاق حول العقوبات على روسيا فى ظل ارتفاع حدة التوتر بشأن أوكرانيا، وفقا لصحيفة "ذا هيل".
وقال السيناتوران بوب مينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وجيمس ريش العضو البارز باللجنة، إنهما على أعتاب اتفاق بهدف الانتهاء من التشريع خلال هذا الأسبوع.
وقال مينينديز لشبكة سى إن إن إنهم يأملون أن يتمكنوا من الانتهاء من العقوبات بنجاح، ووصف المفاوضات فى هذا الشأن بأنها جهد مكثف.
وتابع قائلا إن هناك تصميما هائلا من الحزبين الديمقراطى والجمهورى على دعم أكرانيا وعزم قوى بشكل لا يصدق من الحزبين على أن تواجه روسيا عواقب وخيمة إذا قامت بغزو أوكرانيا، وفى بعض الأحيان على ما فعلته بالفعل.
وأضاف ريش إنه يشعر بتفاؤل حذر فى هذه المرحلة من أنه مع عودة المجلس للانعقاد بعد انتهاء العطلة، فغنهم سيمضون قدما.
وسبق أن قدم السيناتور مينينديز تشريعا لفرض عقوبات على روسيا لو قامت بغزو أوكرانيا. ومن شأن هذا التشريع أن يستهدف المسئولين والمؤسسات المالية الروسية لو قرر الرئيس بايدن أن روسيا قامت بغزو أوكرانيا أو انخرطت فى تصعيد كبير للعداوات ضد أوكرانيا. ويفوض التشريع أيضا بعقوبات على شركات فى روسيا توفر أنظمة رسائل آمنة مثل سوفيت، وهو النظام الدولى الذى تستخدمه البنوك، وتشمل أيضا مساعدات أمنية إضافية لأوكرانيا على مواجهة ما وصفته بالتضليل المعلوماتى الروسى.
لكن السيناتوران كانا يقدان مجموعة من الأعضاء من كلا الحزبين فى مجلس الشيوخ للتفاوض على إجراء تغييرات على مشروع القانون للوصول إلى حل وسط بين الحزبين للحصول على الأصوات العشرة اللازمة من الجمهوريين لتجنب استخدام آلية المماطلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة