وفاة الفنانة التشكيلية فاطمة العرارجى عن عمر يناهز الـ91 عامًا.. تعرف على مشوارها

الإثنين، 31 يناير 2022 09:56 ص
وفاة الفنانة التشكيلية فاطمة العرارجى عن عمر يناهز الـ91 عامًا.. تعرف على مشوارها عمل فنى للراحلة
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رحلت عن عالمنا  الفنانة فاطمة العرارجى، وهى رائده من رائدات التصوير المعاصر في مصر والشرق الأوسط، فهى من مواليد الإسكندرية عام 1931، وكان والدها محمد العرارجي، أحد رموز ثورة 1919.

وتخرّجت في كلية الفنون الجميلة عام 1955، وأصبحت عام 1981 رئيسة لقسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، وشقت طريقها في فن التصوير متوجهة ومجسدة لما يدور حولها من سجالات سياسية وفكرية ثرية أثارها جيل الستينات، فإختارت التعبير بالفن مقدمة فهماً عميقاً لجماليات الفن المصري القديم، القبطي والشعبي، وابتُعثت إلى روما لتكتسب مزيداً من التواشج مع حركة الفن العالمية.

وتشكلت لدى العرارجي رؤية إبداعية وحياتية لمظاهر الحياة اليومية من حولها وحول تكوينها الفني، كانت علاقتها بالفن في مرحلة الطفولة هواية حرصت الأسرة على تنميتها، وتحوّلت فيما بعد إلى شغف وعشق أثقلته بالدراسة، ثمّ تحول إلى مسار أكاديمي، لكنّ قوة التعبير بالفن ظلّت تراوغها، فحاولت التوفيق بين الدراسة والاستمرار بالرّسم بكل إصرار.

ما بين دقّة التصوير وبراعة الاختزال، تنسج الفنانة التشكيلية المصرية فاطمة العرارجي، فضاءات مصرية خالصة، ضاربة فرشاتها بعمق في إيقاع الحياة ودروبها. ما أن تقع عيناك على إحدى لوحات الفنانة، ستتلمّس روح وسمات الجيل الثالث من رواد الحركة التشكيلية المصرية.

لوحات العرارجي بموضوعاتها التكوينية، وحسّها اللوني الشاعري، وألوانها التي تُغني التجربة البصرية، تخلقُ سطوحاً إيهامية تتركها ضربات الفرشاة على أسطح لوحاتها في توليفة أسلوبية منمّقة من المشاعر والفكر وجماليات التراث المصري.

لا تميل الفنانة لخامة معينة أو ألوان محددة، بل تترك اللوحة تختار طبيعة ألوانها (زيتية أو مائية أو فريسك)، لكنّها تختار التكنيك وفقاً لرؤيتها التي بنتها حول ظاهرة ما ، فلا بد للفنان أن يعبّر عن منظوره للأمور وللحياة من حوله كمن يراقب مشهداً من بعيد ويدمج معه ثقافته الفنية .

يطغى اللون الأزرق على غالبية لوحات الفنانة، ويبدو تأثرها بالطبيعة البحرية ما بين الإسكندرية وبورسعيد والقاهرة. ما بين النيل والبحر، تعبر بنا العرارجي إلى المسطحات المائية المصرية والحياة حولها مجسّدة حياة الصيادين في بحيرة المنزلة، وتذهب أبعد من مجتمع الصّيادين لتجسّد حياة أسرة الصّياد في لوحتها «عائلة الصياد»، بينما نجدها في مجموعة «جدران الزمن»، متأثرة بحياة أهل الواحات والمنازل الحجرية المنحوتة في الجبال، من ثمّ تأخذنا لصعيد مصر مع أهل قرية القرنة بمنظورها الخاص، لكنّها لا ترسم الطبيعة.

الفنانة فاطمة العرارجي حفرت لنفسها مكانة خاصة في فضاء التشكيل المصري، وهي تنتمي لجيل الستينات الذي تميز بتقنين الهوية المصرية في الفن والتفاعل مع الأحداث الاجتماعية والسياسية التي عايشتها مصر في تلك الفترة ، حيث نجد لديها نفس التوجهات التي لدى عبد الهادي الجزار وباقي جيلهما، وهو التيار الذي أثرى الحركة التشكيلية المصرية برؤية غنية معاصرة .

 اللوحات الفنية  (1)
اللوحات الفنية (1)

 

 اللوحات الفنية  (2)
اللوحات الفنية (2)

 

 اللوحات الفنية  (3)
اللوحات الفنية (3)

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة