فى الـ21 من أكتوبر، عام 1999 ، حصل العالم المصري الراحل، أحمد زويل على جائزة نوبل فى الكيمياء عن اختراعه لكاميرا لتحليل الطيف تعمل بسرعة الفيمتوثانية، ودراسته للتفاعلات الكيميائية باستخدامها، ليصبح بذلك أول عالم مصرى وعربى يفوز بجائزة نوبل فى الكيمياء.
الآن وبعد 23 عامًا، تمكن العالم المصري محمد ثروت حسن، الأستاذ في قسم الفيزياء والليزر بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، من رصد حركة الإلكترونات في زمن الأتوثانية وهو زمن قياسي أسرع ألف مرة من الفمتوثانية.
الدكتور محمد ثروت حسن، تحدث في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، عن تفاصيل اكتشافه العلمي "الأتوثانية" الذي كسر حاجز الاكتشاف العلمي للدكتور الراحل أحمد زويل وهو صاحب اكتشاف "الفيمتوثانية"، إنه تمكن ومجموعته البحثية بالتعاون مع باحثين يابان وألمان من قياس حركة الإلكترونات داخل المواد العازلة تحت تأثير المجال الكهربي لنبضات الليزر، في "زمن الأتوثانية".
وأوضح العالم المصري، إلى أن زمن الأتوثانية، مقياس زمني، أسرع 1000 مرة من الفمتوثانية وهو زمن حركة الذرات والجزئيات التى تم رصدها منذ حوالي ثلاثة عقود ونصف بواسطة العالم أحمد زويل، مشيرًا إلى أنه كان واحد من ضمن الفريق البحثى الخاص بالدكتور زويل فى 2013، والذى كان يضم جنسيات مختلفة وكان وقتها المصري الوحيد بالفريق.
وعن أهمية البحث، قال إن اكتشافه يرصد حركة الإلكترونات في زمن الأوتوثانية التي تعد أسرع ألف مرة من الفيمتوثانية، بما يساهم في تطوير تكنولوجيا التحكم في المجال الكهربي بنبضات ليزر الأتوثانية، وتحويل المواد العازلة للكهرباء مثل الزجاج إلى مواد موصلة للكهرباء، معقبا:" أي مادة مكون من جزيئات، فذرات، وداخلها يوجد إلكترونات، وسرعة الجزيئات والذرات هي الفيمتو ثانية، وإذا استطعنا التحكم في حركة الإلكترونات وجعلناها توصل التيار وتتحول إلى مواد موصلة وتستخدم في غلق التيار الكهربي، فإننا يمكن استخدام قطعة الزجاج أو أي قطعة غير موصلة في عمل إلكترونات في زمن الأتوثانية".
وأضاف العالم المصري محمد ثروت حسن لـ"اليوم السابع" :"لو اعتمدنا على الأتوثانية، فإن الكمبيوتر او الهاتف الذكي ستكون حركته أسرع الآن بمليار مرة.. الاستخدامات اليومية قد لا تحتاج هذا الأمر، لكن الحسابات الكبيرة والأشياء المرتبطة بعلوم الفضاء والمستقبل ستكون في حاجة أكبر، وهذه التقنية ستتاح في وقت قريب".
وحول مدى اقترابه من التتويج بجائزة نوبل، قال :"الباحث الذى يعمل وفى ذهنه الجائزة لن يحصل عليها، ولنا في مخترع المصابيح الليد خير مثال، فاليابانيين إيسامو آكاساكي، وهيروشي أمانو، والأمريكي من أصل ياباني شوجي ناكامورا، نجحوا في اختراع المصابيح الليد في التسعينيات، ولكنهم حصلوا على جائزة نوبل في 2014، بعد أثبتت أبحاثهم أهمية المصابيح كونها موفرة للطاقة وصديقة للبيئة، ونظرًا لأهمية ذلك على البشرية، وهناك ابحاث علمية تحدث نقلات نوعية في العلوم والتكنولوجيا ومع التطور التكنولجي يمكن تحويلها لتطبيقات مفيدة للانسان وبالتاكيد هذا البحث يعتبر واحد من هذه الأبحاث".