يحتفل جموع المسلمين بمولد النبي صل الله عليه وسلم بمظاهر الاحتفالات المختلفة، بالذكر والصلاة وشراء الحلوى، ومن أبرز مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هي صناعة عروسة المولد والحصان المصنوعين من السكر والتي تعد من أقدم العادات التي مازالت مستمرة منذ مئات السنين، ورغم التطور فى تصنيع الحلوى، إلا أن صناعة عروسة المولد مازالت موجودة ومازالت هناك مصانع صغيرة تقوم بتصنيعها وتوزيعها على الأسواق، حيث يحرص الأهالي على شرائها لأطفالهم لإدخال البهجة والفرحة عليهم.
وفي مدينة طنطا وتحديدا بمنطقة الجلاء تتواجد مجموعة من الرجال والسيدات داخل مصنع صغير يقوم كل منهم بدوره فى تصنيع عروسة المولد، فمنهم من يقوم بإذابة السكر على النار ومنهم من يقوم بصبه فى قوالب خشبية، ومنهم من يقوم بتزيين المنتج.
وأمام بوتجاز عليه حله نحاس كبيرة يقف عم محمد ربيع ممسكا فى يده عصا خشبية يقوم من خلالها بتقليب السكر للوصول به لدرجة الذوبان.
يقول عم محمد أنه يعمل فى هذه المهنة منذ سنوات طويلة، ويقوم بإذابة السكر فى حله مصنوعة من النحاس لاستخدامه فى تصنيع العروسة والحصان، مشيرا أن السكر يوضع فى حلة نحاس وعليه كمية من الماء وتوضع على النار مع إضافة ملح الليمون ويستمر فى التقليب حتي يصل السكر لدرجة الذوبان.
وأشار أن عندما يصل للقوام المطلوب، يتم إنزال الخليط من على النار وصبه فى قوالب خشبية على شكل حصان وعروسة بأحجام مختلفة، وبعد الصب يترك لدقائق ثم يتم فك القوالب ورفع العروسة والحصان منه.
وأوضح أنه الخليط المذاب لا يمكن صبه إلا وهو ساخن ويتم وضع ملح الليمون حتي يحافظ على قوامه ولا يتعرض للكسر، مبينا أنه يتم لصق المنتج على قطع خشبية لسهولة تثبيتها أو حملها، وبعد أن تتماسك العروسة أو الحصان يتم وضعها على طبليات ونقلها للمرحلة الثانية وهي التزيين.
وأكد أن هذه العادة مستمرة منذ سنوات طويلة، وتعد من أبرز مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث يأتي الزبائن من القرى والمدن لشراء العرائس وبيعها للمواطنين لإدخال الفرحة على أطفالهم.
وتابع بأنهم رغم تطور العرائس وغزو العرائس البلاستيك الأسواق، إلا أن العروسة والحصان المصنوعين من السكر مازالوا محافظين على مكانتهم ويطلبهم الزبائن.
وتضيف أم فرحة إحدى السيدات اللاتي يعملن فى المصنع أن دورها يقتصر على تزيين العروسة والحصان باستخدام ورق الفضة وورق السلوفان وورق الهدايا، واستخدام الكُحل والألوان لرسم الرموش والعينين وبعد الانتهاء تصبح جاهزة للبيع.
وأوضحت أنها تعلمت المهنة من والدتها وبدأت فيها منذ سن الطفولة ومازالت تعمل بها، حيث تبدأ عملها فى العاشرة صباحا ويستمر حتى منتصف الليل.
وأشارت أم دنيا عاملة بالمصنع أنها تقوم بتزيين الحصان باستخدام ورق الفضة، ويتم لصقها على الحصان باستخدام عجينة السكر، مشيرة أنها تعمل فى المهنة منذ طفولتها ومازالت تعمل فيها وتعد هي المهنة الوحيدة التي تعرفها ولا تعرف غيرها.
وأوضحت أن المهنة أوشكت على الانقراض لكنها مازالت محتفظة بمكانتها وهناك مصانع محدودة التي تعمل فى هذا المجال، مشيرة أنه رغم غزو العرائس البلاستيك للأسواق، إلا أن الزبائن يطلبون العروسة السكر لأنها تذكرهم بذكريات الماضي ويجدون فيها وسيلة لإدخال الفرحة على أطفالهم.
العروسة
ألوان مختلفة للعروسة
تزيين العروسة بأوراق الفضة
تزيين العروسة
عروسة المولد بعد تصنيعها
عروسة المولد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة