موسم الخير بأسوان.. المزارعون يبدأون عملية جنى وتجفيف التمور.. فرز الأنواع المختلفة ووضعها فى الهواء وتحت أشعة الشمس قبل التخزين داخل أجولة لموسم رمضان.. و"الملكابى والبرتمودى والسكوتى" أبرز الأصناف.. صور

السبت، 01 أكتوبر 2022 06:00 ص

المزارعون يبدأون عملية جنى وتجفيف التمور

أسوان – عبد الله صلاح

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى أرض فضاء تحت أشعة الشمس، يفترشن مجموعة من السيدات الأرض ويجلسن فوق "مشمع بلاستيكى" ليبدأن فى فرز أصناف البلح وإخراج التالف منها، بينما يتحرك رجل على الجانب الآخر بين أكوام البلح ويقلب فيها مستخدماً آلة حديدية فى يده "جاروف"، ويحمل شاب فوق أكتافه أقفاص بلاستيكية "برنيكة" يستخدمها فى نقل أصناف البلح.

هذه هى المشاهد الأبرز فى موسم "تجفيف التمور" داخل محافظة أسوان، وفرزها فى مناشر البلح تحت أشعة الشمس حتى تجف ويتم تخزينها لموسم شهر رمضان المعظم، وانتقلت كاميرا "اليوم السابع" إلى أحد هذه المناشر الموجودة فى منطقة جبلية بخور أبوسبيرة شمال مدينة أسوان لرصد موسم جنى البلح الأسوانى وتجفيفه.

قال محمد مصطفى أبو زرار، تاجر ومنتج بلح بمحافظة أسوان، إن محافظة أسوان تشتهر بنوع البلح الجاف بدرجة 90 % من كميات النخيل الموجودة فى مختلف مراكز وقرى المحافظة، وموسم جنى وجمع محصول البلح فى محافظة أسوان يبدأ فى النصف الأخير لشهر سبتمبر من كل عام، حينها تكون ثمار النخيل بدأت فى النضج ويتم جمع المحصول فى أماكن التجفيف "مناشر البلح" وتكون عبارة عن مخازن مكشوفة ومفتوحة ومعرضة لأشعة الشمس المباشرة.

وتابع تاجر البلح الأسوانى، بأنه يتم جمع ثمار النخيل فى أقفاص بلاستيكية "برانيك" وذلك بهدف الحفاظ على الثمرة من التشوه أو التعرض للضغط وكذلك تحميها هذه "البرانيك" من الأتربة والرمال، ويوضع المحصول على "مشمع" بلاستيكى بسمك لا يتجاوز 7 أو 8 سنتيمتر، حتى يتم تجفيف الثمرة من المياه وحتى يتم حفظ البلح كمنتج جاف بعد تعريضه للهواء وأشعة الشمس ولحمايته من التلف الذى قد يحدث مع مرور الوقت فى ظل وجود المياه فى الثمرة، وتظل هذه العملية لتجفيف البلح لمدة 25 يوماً تقريباً، وخلال هذه المدة يتم تقليب الثمار كل يومين أو ثلاثة أيام حتى تتعرض كل الثمار لأشعة الشمس والهواء وتأخذ لون موحد، ويؤدى هذه المهمة "العم حسام" مستخدماً آلة حديدية "جاروف" فى يده.

وأضاف "أبو زرار"، أن السيدات يبدأ دورهن فى فرز المحصول يدوياً عن طريق استخراج الثمار التالفة من كميات البلح والتى تعرضت للتلف بسبب عوامل البيئة أو بسبب أكل الطيور منها أو التمرة التى أصابها العفن "المعطبة" وغير ذلك، ويتم تعبئة الأصناف الجيدة منها وتقسيمها بحسب النوع وحجم الثمرة وغير ذلك، تمهيداً لشحنها سواء بالحالة الرطبة إلى الأسواق أو تجفيفها وتعبئتها فى أجولة من الخيش وتعقيمها وتخزينها لموسم البيع "الرمضانى" الذى يأتى بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك من كل عام.

وتحدث تاجر البلح الأسوانى، عن طبيعة العمل داخل المناشر والتى يبدأ اليوم فيها مع دقات الساعة السادسة والنصف صباحاً وتبدأ العمالة بعمليات الفرز وأيضاً استقبال البلح بعد جنيه من الأراضى الزراعية ونقله إلى أماكن التجفيف، موضحاً بأنه يتم فى الغالب الاستعانة بعمالة من محافظات أخرى مجاورة لأسوان، لأن العمل يحتاج فى المتوسط إلى نحو 150 عامل يومياً رجالاً وسيدات، وينتهى العمل مع الساعة الرابعة مساءً ويكون هناك ساعة للغداء والراحة خلال وقت الظهيرة.

وأشار إلى أنه بعد تجفيف البلح تحت أشعة الشمس، يتم تعقيمه باستخدام أقراص "الفيستوكسين" أو غاز "الفوسفين" عن طريق أنابيب لحفظه من الآفات ودودة البلح والحشرات، ثم يظل فى مخازن مفتوحة على أجولة فى "لطات" مرصوص ويتم تخزين التمور الجافة فى أسوان داخل أجولة من الخيش لحين موسم التسويق الخاص بشهر رمضان وقبل ذلك خلال شهرى رجب وشعبان من العام الهجرى، وذلك لارتباط البلح بإفطار الصائمين وباعتباره أيضاً القاسم المشترك فى الموائد الرمضانية عند كل المصريين.

وأوضح المزارع الأسوانى، بأن أسوان تشتهر وتتفرد بالأصناف والأنواع الجافة من التمور، ولعل أبرزها "الملكابى والبرتمودى والقنديلة والسكوتى" وغير ذلك، لافتاً إلى أن البلح فى مصر 3 أنواع، وهى الرطب مثل "الزغلول والسمان" وغيرها، وهى موجودة فى مناطق الوجه البحرى "الدلتا" والساحلية فى مصر، والنوع الثانى هو النصف جاف، الموجود فى محافظة الوادى الجديد، ثم يأتى النوع الثالث وهو البلح الجاف ويقتصر وجوده فى محافظات أسوان والأقصر وقنا نظراً للارتفاع الشديد فى درجات الحرارة بجنوب مصر.