تضم المنطقة العربية صناعة غازية متكاملة ومستقلة، ويشمل ذلك احتياطيات مكتشفة برا وبحراً وحقولا منتجة للغاز للطبيعي، وشبكات أنابيب لنقل وتوزيع الغاز، ومحطات لمعالجة وتنقية الغاز الطبيعي، وبنية تحتية عملاقة لتصدير الغاز إلى الأسـواق الإقليمية والعالمية وذلك وفقا لدراسة "إنتاج الهيدروجين ودورة فى عملية تحول الطاقة" لمنظمة "أوابك".
وأضافت، الدراسة التى أعدها المهندس وائل حامد خبير الصناعات الغازية بالمنظمة ونشرت بمجلة النفط والتعاون العربى،أن المنطقة العربية تعد أحد أكبر منتجي الغاز الطبيعي عالمياً، ومن مصـدري الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب ومن الغاز الطبيعي المسـال، وبالتالي، فإن الدول العربية تستطيع البناء على تلك البنية القائمة لإنتاج ونقل الغاز الطبيعي لاستغلاها في إنتاج الهيدروجين بتكاليف استثمارية ستكون الأقل عالمياً مقارنة بباقي مناطق العالم.
وتابعت الدراسة، أنه علاوة على ما سبق، فإن أسعار الغاز الطبيعي في الدول العربية تعد الأقل عالمياً مقارنة بباقي مناطق العالم، وتعد أسـعار الغاز أحد أهم العوامل المؤثرة على تكلفة إنتاج الهيدروجين بجانب التكاليف الرأسمالية والتكاليف التشغيلية ،وبالتالي فإن إنتاج الهيدروجين باستخدام الغاز الطبيعي في الدول العربية سيكون تنافسي للغاية حتى إذا ما اقترن بعملية اصطياد واستخدام وتخزين الكربون.
وذكرت الدراسة، أن المنطقة العربية تعد الأقل في التكلفة في إنتاج الهيدروجين الرمادي أو الأزرق مقارنة بباقي مناطق العالم، حيث تصـل التكلفة الإجمالية إلى أقل من 1 دولار لكل كجم من الهيدروجين الرمادي، ومع تطبيق تقنية التقاط واستخدام وتخزين الكربون، سترتفع تكلفة الهيدروجين الأزرق إلى 1.5 دولار لكل كجم، ويعود ذلك إلى انخفاض تكلفة إنتاج الغاز الطبيعي، وانخفاض التكاليف التشغيلية بشكل عام وبالتالي تستطيع المنطقة العربية تولي ريادة العالم في مجال إنتاج الهيدروجين الأزرق وهو ما يضمن استمرار تطوير موارد الغاز الطبيعي على أراضيها، مع الأخذ في الاعتبار التوجهات الدولية في مجال انخفاض انبعاثات الكربون.
كما سـيـسـاهم ذلك في الإسـراع ببناء اقتصـاد للهيدروجين داخل المنطقة وتأمين طلب عليه من عدة قطاعات، ومع إمكانية استغلال شبكات تصدير الغاز الممتدة من المنطقة إلى الأسـواق الأوروبية يمكن أن تتحول المنطقة ككل إلى مصدر عالمي له.
