تشهد أوروبا قفزة فى الأسعار مع استمرار التضخم فى ظل استمرار حرب أوكرانيا وروسيا، وتعانى الدول الأوروبية من تصاعد فى الأسعار غير مسبوق فى العقود الأخيرة، حيث تخترق ضراوة جيوب الأسر وتغرق ميزانيات الأعمال التجارية منذ أكثر من عام.
فقد شهدت الاسواق الأوروبية ارتفاع فى الزيت بنسبة 80%، بينما ارتفعت أسعار الجبن 43% واللحوم بنسبة 27%، كما تضاعف سعر الحليب، بالإضافة إلى توقف 70% من الإنتاج الصناعى.
ويجتاح التضخم دولًا مثل ألمانيا أو هولندا مع أعلى تصعيد منذ الحرب العالمية الثانية، وفى إستونيا ولاتفيا وليتوانيا بزيادات تزيد عن 20%، وفقا لتقرير نشرته ضحيفة "الدياريو" الإسبانية.
وأشار التقرير إلى أن الأسعار ترتفع بأقصى سرعة فى دول مثل إستونيا وليتوانيا ولاتفيا، بمعدلات تجاوزت 20% فى سبتمبر، وفى ألمانيا وهولندا وصلت إلى مستويات لم تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية، فى سيناريو طغى على توقعات القاطرة الأوروبية التى توشك على الانكماش وقد تجر معها بقية الدول.
من ناحية، هناك دول البلطيق، واقتصادات أوروبا الوسطى الأخرى، مثل هولندا، وألمانيا، والنمسا، وسلوفينيا، بمعدلات تتجاوز 10% بل وتتجاوز زيادات 20%.
كما ارتفعت إنتاج الاسمدة بشكل كبير بنسبة 60% خلال عام، وهذا الامر الذى وضع المزارعين فى موقف صعب وتسبب فى توقف 70% من الإنتاج فى القارة العجوز، وذلك بالتزامن مع ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء مع إنفاق الملايين على الطاقة.
وقال بيدرو ازنار، خبير اسبانى "منطقة اليورو سوق مشتركة، حيث يشير التداول الحر للسلع والخدمات إلى وجود اتجاه معين لتوحيد معدلات التضخم. ومع ذلك، فإن البيانات التى نلاحظها تظهر تباينًا قويًا فى معدلات التضخم".
وأشار إلى أن القيود المفروضة على امدادات الطاقة وقطع الغاز الروسى على المشتريات التى تقوم بها هذه الدول، والتى هى أكثر عرضة لتقلبات الأسعار.
وقالت لوسيانا تافت، كبيرة الاقتصاديين فى المحللين الماليين الدوليين فى مؤسسة Afi الإسبانية أن "الاعتماد على الطاقة والقرب من الصراع المسلح عامل اساسى".
واوضح التقرير أن المانيا اقترب التضخم من 11%، حيث كانت تشترى 60% من الغاز الذى تستهلكه من روسيا، ولذلك فهى تعتبر اكثر الدول المتضررة فى أوروبا حيث أن باقى الدول الأوروبية تستورد حوالى 30%، وأدت الزيادة فى تكلفة الغاز الطبيعى إلى زيادة تكاليف الطاقة فى القاطرة الألمانية بنسبة 600%.
ويرى الخبراء أنه فى ظل أزمة الغاز التى تعانى منها أوروبا فإن الأزمات الصحية تزيد أيضا حيث أن كبار السن والمعاقين والذين يعانون من مشكلات فى الجهاز التنفسى قد يواجهون ظروفًا صحية متدهورة فى مثل هذه الظروف. أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو أو أمراض القلب، أو الذين يتعافون من الجراحة، هم فى نفس المخاطر، بسبب عدم المقدرة على دفع فواتير خدمات التهوية أو التدفئة اللازمة
أدت الحرب فى أوكرانيا مرة أخرى إلى تفاقم الصورة بشكل كبير، حيث تستحوذ روسيا على ما يقرب من ثلث القمح والشعير فى العالم، وثلثى صادرات العالم من زيت عباد الشمس المستخدم فى الطهى، وايضا أوكرانيا تعتبر رابع أكبر مصدر للذرة فى العالم.
وتعانى أسبانيا من ازمة زيت سواء زيت عباد الشمس أو زيت الزيتون والتى تقود إلى كارثة اقتصادية، حيث تعانى إسبانيا من نقص كبير فى إنتاج زيت الزيتون بنحو الثلث، العام الجارى وذلك بسبب تغير المناخ والجفاف الذى واجه البلاد خلال فصل الصيف، وقال المزارعون أن إسبانيا تواجه "عام أسود" بسبب نقص زيت الزيتون وارتفاع الأسعار.
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية، إلى أن إنتاج زيت الزيتون فى مقاطعة الإندلس سيكون 587 الف طن، وهو ما مثل انخفاض 49.1% مقارنة بالعام الماضى، وهو ما سيؤثر سلبا على الحالة الاقتصادية للبلاد.
وتعتبر إسبانيا هى أكبر منتج لزيت الزيتون فى العالم، حيث استحوذت على أكثر من خمسى الإمدادات العالمية العام الماضى، وفقًا للمجلس الدولى للزيتون. اليونان وإيطاليا والبرتغال أيضا من كبار المنتجين.
ويدفع المستهلكون بالفعل المزيد مقابل زيت الزيتون، ارتفعت أسعار التجزئة فى جميع أنحاء الاتحاد الأوروبى بنسبة 14% هذا العام حتى يوليو. لكن المنتجين والمشترين قالوا إن الأسعار من المتوقع أن ترتفع أكثر فى الأشهر المقبلة.
كما لجأت مدريد إلى قرار إعادة تدوير الزيت بوضع حاويات أمام المنازل لجمع الزيت لمحاولة تجمعها وإعادة تدويرها وذلك بعد أن ارتفعت أسعار الزيوت مع محاولة للحفاظ على البيئة.
كما ارتفعت أسعار العديد من السلع الأساسية، من القمح والذرة والخبز، مما أدى إلى إجهاد سلاسل التوريد العالمية، وتسبب فى فشل المحاصيل وتسبب فى حالة من الذعر فى التسوق فى محلات السوبر ماركت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة