مراكز الشباب تم بناؤها بمجهود الشباب، وبمشاركة الشباب، وبإدارة الشباب، لتحتضن إبداعات ومهارات الشباب، وتتيح لهم التشارك والتفاعل واستغلال كامل إمكانياتهم وطاقاتهم ضمن بيئة صحية تهدف إلى بناء مجتمعات شبابية رائدة.
مقدمة لازمة وهامة، كان لزاما علىَّ بدء مقالتى بها، بعدما هالنى وأفزعنى ما لمسته مؤخرا خلال إجازتى التى قضيتها بقريتى سنتريس فى المنوفية، مع اقتراب ماراثون "خناقة" انتخابات مجلس إدارة مركز شباب القرية.
صراعات.. حشود.. ائتلافات وقوائم.. انقسامات وشقاقات.. توجيه اتهامات وتجريح.. إثارة فتن وترويج شائعات.. ودعوات للعصبية القبلية المقيتة.. مشاهد لمستها طاغية على السطح خلال الدعاية الانتخابية لمرشحى مجلس إدارة مركز الشباب، مشاهد أعادت إلى ذهنى سيناريو ظننت للأسف أنه لن يعود للظهور مرة أخرى.. مشهد انتخابات البرلمان والمحليات إبان الحزب الوطنى البائد.
قرية سنتريس لمن لا يعرفها، إحدى القرى التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، قرية شهرتها الرئيسية نابعة كونها أخرجت لمصر رموزا مثل زكى مبارك، ما صبغ على تاريخ القرية غرس بذور العلم والثقافة فى نفوس أبنائها، فتبوأت قرى المحافظة فى القضاء على الجهل والأمية ورفع راية العلم والعلوم.
أقول ذلك لكل من يحاول أو تسول له نفسه، أن ينصب نفسه قيما على شباب القرية، لاعبا على وتر العصبية القبلية التى نحاول خلع عباءتها، مؤكدا له أن شبابنا لديه من الوعى والإدراك والفطنة، ما يعينه على الاختيار والتفرقة بين الغث والثمين، لن يترك نفسه فريسة بين أيدى من يحاول الوقيعة بين أبناء البلدة.
أوجه رسالة إلى كبار العائلات ورموزها.. أرجوكم.. أستحلفكم بالله.. خلوا بينكم وبين الشباب.. اتركوا لهم الفرصة ليختاروا مرشحيهم وفق قناعاتهم.. لا تحجروا على اختياراتهم.. لا تصادروا أفكارهم.. هم مستقبل هذا البلد.. علموهم اختيار المرشح الأصلح وليس للأقرب.
ورسالتى إلى المرشحين لمجلس إدارة مركز الشباب.. من فضلكم.. المنصب فى النهاية خدمى تطوعى هدفه الأول والأخير خدمة شباب القرية والارتقاء بمركز الشباب.. لا تحاولوا اللعب على وتر العصبية وحشود العائلات.. القرابة والمصاهرة والجوار جعلت من جميع عائلات القرية أسرة واحدة مترابطة.. لا تركز دعايتك على الإساءة لمنافسيك.. خاطب الشباب حسب حاجاته ومتطلباته.. ركز على برنامجك وخطتك لتطوير مركز الشباب.. ويوم الاقتراع تعامل مع القائمة المنافسة بشرف ونزاهة وابتعد عن المشاحنات والمشاجرات التى لن تسفر إلا عن إساءة لأبناء البلدة بالكامل وأنت أولهم.. مع ظهور النتيجة يجب على الخاسر تهنئة الفائز وتوجيه الشكر للناخبين مع وعد بالتعاون والدعم بين الخاسر والفائز لمصلحة الشباب ومركزهم.
وأخيرا أوجه رسالتى لأعضاء الجمعية العمومية من يحق لهم التصويت.. ضع نصب عينيك وأنت تشير بالعلامة على مرشحك أنك تختار الشخص المناسب لخدمة مركز الشباب بعيدا عن المجاملات والقرابات والصداقات.. لا تلق بالا للشائعات المحرضة والمثيرة للنفوس والكراهية.. استمع لصوت العقل وقيم برامج المرشحين بموضوعية وتجرد.. جميع المرشحين فى النهاية أصدقاء وأقارب وجيران لا تنجرف بعداوة طرف لصالح طرف فتصبح أداة لتنفيذ مآرب الآخرين.
حفظ الله بلدنا وشبابنا وجنبنا أهل الشر والفتن.