يرتبط اسم إيلون ماسك الملياردير الأمريكى وأغنى رجل فى العالم، بالجدل المستمر ولا يتوقف الأمر فقط على أزمته الأخيرة المتعلقة بصفقة شرائه لموقع التواصل الاجتماعى تويتر، بل إن الرجل صاحب شركة تسلا للسيارات الكهربائية أقحم فى الآونة الأخيرة نفسه فى صراعات عالمية بشكل لم يعجب البعض، وجعله عرضة للانتقادات الشديدة.
ومع استمرار الحرب الروسية فى أوكرانيا واقترابها من إتمام شهرها الثامن، اقترح ماسك عبر استطلاع رأى نشره على تويتر خطة لتحقيق السلام بين موسكو وكييف، تتضمن إعادة إجراء الاستفتاءات التى أجرتها روسيا مؤخرا فى أراضى أوكرانية مؤخرا، على أن تكون تحت إشراف الأمم المتحدة.
كما اقترح ماسك، أيضا أن تكون شبه جزيرة القرم التى ضمتها روسيا عام 2014 جزءا من الاتحاد الروسى، وأن تظل أوكرانيا على الحياد.
وقالت شبكة سى إن إن الأمريكية، إن الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى طرح استطلاعا خاصا به على تويتر، وسأل متابعيه: "أى إيلون ماسك تحب أكثر؟ الخياران: 1- من يدعم أوكرانيا، و2- من يدعم روسيا؟"، وحصل الأول على أكثر من 80٪ من الأصوات.
ورد كييف بوست وهو موقع إخبارى أوكراني، أيضا على استطلاع ماسك، مشيرا إلى مسقط رأسه فى جنوب إفريقيا: "إيلون، أنت رجل رائع وشكرا لستارلينك، لكن سيكون من الرائع جدا إجراء تصويت على أشياء تعرفها، نحن لا نجرى تصويتا على نظام الفصل العنصرى ونيلسون مانديلا".
من ناحية أخرى، رحب المسئولون الروس بتغريدات ماسك، وتوقع ديمترى ميدفيديف، الرئيس الروسى السابق أن إيلون ماسك يقول فى تغريدة تالية إن "أوكرانيا دولة مصطنعة".
ولم يكد صخب حديثه عن أوكرانيا وروسيا يهدئ، حتى دخل فى أزمة جيوسياسية أخرى، وهى الموقف بين الصين وتايوان. فخلال مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، قال ماسك، الذى تملك شركته تسلا مصنعا فى شنغهاى الصينية: اقتراحى يتعلق بتحديد منطقة إدارية خاصة لتايوان، وهذا أمر مستساغ بشكل معقول، وربما لن ينال رضا الجميع. ونقلت الصحيفة عن ماسك قوله: "من الممكن، وأعتقد أنه من المحتمل فى واقع الأمر، أن يكون لديهم ترتيب أكثر تساهلا من (المطبق في) هونج كونج".
وقال ماسك، إنه يعتقد أن اندلاع صراع بشأن تايوان أمر حتمي، وحذر من تأثيره المحتمل ليس فقط على "تسلا"، لكن أيضا على شركة "آبل" وعلى الاقتصاد على نحو أوسع نطاقا.
تدخلات ماسك القادم من عالم المال والاعمال فى السياسة ليست بجديدة، فسبق أن اصطدم مرارا بالسياسيين الأمريكيين فى السنوات الأخيرة بسبب آرائه. ففى يونيو الماضى، كتب ماسك رسالة بالبريد الإلكترونى إلى مسئولين تنفيذيين يقول إنه ينتبه شعور سىء للغاية بخصوص الاقتصاد الأمريكي، وقال إنه يحتاج إل خفض الوظائف بنسبة 10% فى شركة تسلا. وما كان من الرئيس الأمريكى جو بايدن إلا أن يريد ساخرا بالقول: "حظا وفيرا فى رحلته إلى القمر".
وفى يوليو الماضى، كتب ماسك على تويتر مهاجما ترامب، وقال إنه يعتقد أن الوقت قد حان لترامب "لتعليق قبعته والإبحار حتى غروب الشمس"، وفى سلسلة تغريدات ، قال ماسك إنه "لا يكره" ترامب ، لكن أيامه فى طليعة السياسة يجب أن تنتهي. ورد عليه الرئيس الأمريكى السابق بالقول: كنت السبب وراء العديد من نجاحات ماسك، وادعى أن المدير التنفيذى لشركة Tesla أخبره أنه من مؤيديه.
وقال ترامب، "عندما جاء إيلون ماسك إلى البيت الأبيض يطلب منى المساعدة فى دعم مشاريعه العديدة، سواء كانت السيارات الكهربائية التى لا تسير لفترة كافية، أو السيارات ذاتية القيادة التى تتعطل، أو إرسال الصواريخ إلى لا مكان، والتى بدونها سيكون بلا قيمة. وأخبرنى كيف كان معجبا كبيرا بترامب وجمهوريا".
وأضاف، "كان بإمكانى أن أقول له اركع على ركبتيك واستجدي.. وهو كان سيفعل ذلك. الآن يجب أن يركز إيلون على إخراج نفسه من فوضى تويتر لأنه قد يدين بمبلغ 44 مليار دولار لشيء ربما لا قيمة له.. كما أن هناك الكثير من المنافسة على السيارات الكهربائية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة