حازم الشريف يكتب: هكذا الجسد العربى يمرض ولا يموت

الخميس، 13 أكتوبر 2022 02:41 م
حازم الشريف يكتب: هكذا الجسد العربى يمرض ولا يموت حازم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ستظل وحدتنا العربية هى أقوى من أى خلافات أو مجرد اختلاف فى وجهات النظر، أبى من أبى، ومهما حاول المشككون وأصحاب الأجندات التخريبية الاصطياد فى الماء العكر، أو قطع أواصر عربية ممتدة جذورها عبر التاريخ، لتعلو وتحضر القومية العربية، وتكون على الموعد فى جميع المناسبات والظروف، لتؤكد وترسخ مفهوم الأمة العربية المتحدة، ذلك هو السبيل الوحيد والحصن المنيع أمام أى أطماع خارجية تستهدف وتستنزف ثروات بلداننا العربية وتعبث بمقدرات شعوبها، فالعلاقة بين البلدان العربية وبعضها هى علاقة الجسد الواحد إذا مرض عضو من أعضائه زاد عنه باقى الأعضاء لاستعادة توازنه وقوته.

 

فالوحدة العربية هى التجسيد العملى لرابطة ثقافية حضارية عقائدية جمعت العرب في الماضى وباتت شرطاً لاستقلالهم فى الحاضر وضرورة لنهضتهم فى المستقبل.

 

إذ قلّما اجتمعت لجماعة أو أمة أو قارة عوامل تشدها إلى بعضها البعض، كما اجتمعت للأمة العربية التى يتكلم أبناؤها لغة واحدة هى اللغة العربية، وما يرتبط بها من ثقافة وتظلّلهم حضارة واحدة هى الحضارة العربية التى شارك فى صوغها الحضارة الإسلامية والقبطية ومختلف الأديان السماوية، أضف إلى ذلك مصالح مشتركة تجمع بين أقطارها سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو الثقافي ناهيك بضرورات الأمن القومى بين بلدان الوطن العربى.

 

ولكن فى الوقت ذاته قلّما اجتمعت على جماعة أو أمة أو حتى قارة من القوى لمنع وحدتها، كما اجتمعت على الأمة العربية قوى خارجية لها امتداداتها في الداخل، سعت وتسعى إلى إبقاء هذه الأمة مجزأة متناحرة لمنعها من امتلاك الإرادة والقدرة على تحقيق استقلالها واستثمار مواردها، والإسهام فى الحضارة الإنسانية من حولها.

 

فبات لم الشمل العربى ووحدة صفوفه أمراً ضرورياً وحتمياً لإجهاض كل ما يحاك من مخططات تفتيت الدول العربية، واختراق اللحمة العربية وتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد، وتغيير جغرافيا المنطقة خاصةً منذ العام 2011، بسبب ما سمى بالربيع العربى والذى أحدث خللاً فى موازين القوى وضرب استقرار المجتمعات العربية الآمنة وأنهك اقتصاد هذه الدول وكاد أن يسرق منا بعض البلدان العربية التى إلى الآن لم تستطع استعادة استقرارها وأمنها ببركة ربيعهم العربى عدا جمهوريتنا المصرية العربية وذلك لامتلاكها لحصن منيع وصمام أمان متين هو الجيش المصرى العظيم والذى أحبط ما خططه الآخرون من النّيل والتمكين من وطننا الغالى قلب الأمة النابض ومحور ارتكازها وأمنها.

 

لتعود أم الدنيا من جديد مركز القوة العربية وعاصمة القرار العربي حاملة لواء مسئولية ترتيب البيت العربي والتأكيد على إستراتيجيات تعزيز المحور العربى المشترك فى مواجهة التدخلات الإقليمية وتبنى فكرة أمن واستقرار.

الدول العربية هى جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار الدولة المصرية وسيادتها ساعد فى ذلك الدور الريادى التى تلعبه مصر فى المنطقة وقوتها العسكرية الهائلة الرادعة لكل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومى العربى.

 

فالخلاصة أن كل المؤشرات حولنا والأحداث التى تتكشف مقاصدها يوماً بعد الأخر تثبت لنا يقيناً أن قوّتنا في وحدتنا ومنعتنا فى تطهير صفوفنا من أتباع الإخوان وأصحاب الأجندات الإقليمية المشبوهة وهما الطامعان بثرواتنا ومواردنا ومقدراتنا.

 

حفظ الله بلادنا العربية بلد بلد.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة