"الإلفنتين".. جزيرة سياحية هادئة فى أسوان.. تضم بقايا مدينة أثرية وهرم مدرج.. وكانت ميناءً لاستقبال عاج الأفيال الأفريقية.. وشوارعها خالية من السيارات والتكاتك.. والبيوت النوبية أبرز مقوماتها السياحية.. صور

الجمعة، 14 أكتوبر 2022 01:22 ص
"الإلفنتين".. جزيرة سياحية هادئة فى أسوان.. تضم بقايا مدينة أثرية وهرم مدرج.. وكانت ميناءً لاستقبال عاج الأفيال الأفريقية.. وشوارعها خالية من السيارات والتكاتك.. والبيوت النوبية أبرز مقوماتها السياحية.. صور "الإلفنتين" جزيرة سياحية هادئة فى أسوان
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منطقة هادئة فى قلب مدينة أسوان تعد علامة بارزة من معالم المدينة السياحية استطاعت أن تخطف أنظار السائحين جنوب مصر بهدوئها وسحر الطبيعة فيها، هى جزيرة "الإلفنتين" أو كما تُسمى بـ"جزيرة أسوان".

عبد الناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين السابق بمحافظة أسوان، تحدث لـ"اليوم السابع"، عن الأهمية التاريخية والسياحية والبيئية لهذه الجزيرة الرائعة الجمال التى تقع قبالة مدينة أسوان ويزورها السائحين من مختلف أنحاء العالم بعد أن لاقت الجزيرة إعجابهم من شتى الجوانب.

قال عبد الناصر، يعود اسم جزيرة الإلفنتين إلى شكل صخور الجرانيت فى جنوب الجزيرة والتى تبدو وكأنها ظهور الأفيال، وجزيرة الإلفنتين تتكون من طبقة سميكة من طمى النيل عالى الخصوبة  تكونت واستقرت على مدار آلاف السنين وأسفل منها صخور الجرانيت مثلها مثل كل جزر أسوان، مؤكداً أن الجزيرة عُرفت في النصوص المصرية القديمة باسم "أبو" أي "الفيل" على اعتبار أن تلك الجزيرة كانت ميناءً مهما لاستقبال العاج الأفريقي المستخرج من ناب الأفيال، ثم تحولت في اللغة اليونانية إلى كلمة "الفنتين" elephas بمعنى "عاج سن الفيل" التي تحملها الجزيرة الآن.

آثار الإلفنتين
آثار الإلفنتين

 

وتابع نقيب المرشدين السياحيين السابق، بأن أهل جزيرة أسوان مثلهم مثل كل سكان الجزر النوبية وقرية غرب أسوان هم من النوبيين الكنوز، والكنوز والفاديجا وهما المكون الرئيسى لأهل النوبة فى مصر وكان بينهما فى النوبة القديمة قرى العرب وهى المالكى والسنقارى وشاترمة والسبوع ووادى العرب، ومشهور عن أهل جزيرة الإلفنتين حبهم للعلم والتعليم ومعروف عنهم الرقى والهدوء وحسن الخلق والعشرة وهم يمتلكون كل صفات أهل القرى الطيبة وكذلك صفات أهل المدينة الحسنة .

وأشار إلى أن الجزيرة متعة حقيقية يأنس فيها الزائر بتحية من يقابلهم من أطفال ونرى السيدات يجلسن فى وقار على مصاطب بيوتهن والجولة تتم بدون أى إزعاج من أى نوع، موضحاً بأن الجزيرة تتكون من عدة أجزاء، منها الجزء الأثرى فى جنوب الجزيرة، ثم النجع القبلى ويليه غابة من أشجار المانجو ونخيل البلح وأشجار السنط متعددة الفوائد ثم النجع البحرى وأخيراً فى أقصى الشمال فندق شهير.

وأضاف، أن فى القرية بعض الزراعات لحقول صغيرة قد تفى باحتياجات بعض الأسر من سكان القرية مثلاً الخضروات والبقول والبصل والثوم و لنا زميل من أهل الجزيرة أهدانى عدة مرات ملوخية خضراء من بستانه العامر وكان الطعم مختلف تماماً عن غيرها، يوجد فى القرية مشروع رى بسيط يقوم بتنظيم الرى عن طريق قنوات صغيرة يضخ إليها الماء من مضخة ميكانيكية، لافتاً إلى أن البيوت على الجزيرة لا تتمتع بالاتساع مثل بيوت القرى النوبية الأخرى لضيق المساحة فيتم بناء طابق علوى فى معظم البيوت، والشوارع والدروب جميلة ضيقة وأعطى هذا السكان ميزة نسبية فهم يتمتعون بالهدوء لعدم وجود سيارات أو "توك توك"، مضيفاً أن من الأماكن السياحية على الجزيرة متحف أنيماليا الذى أنشأه صاحبه محمد صبحى وهو يشمل كل المعلومات عن النوبة القديمة وبيئتها ونباتاتها وزواحفها وحشراتها وحيواناتها وأحجارها وثرواتها الطبيعية، ووسيلة المواصلات التى تربط الجزيرة بأسوان هى الموتور بوت من الناحية الشرقية.

وفى السياق، أوضح عمرو عبد القادر، مرشد سياحى، بأن تاريخ الجزيرة القديم وأهميتها التاريخية والأثرية يشير إلى أنه تبقي من مدينة إلفنتين الأثرية تل من الأطلال يصل ارتفاعه إلي 12 متراً، وبدأت الحفائر عام 1969 بواسطه المعهد الألماني للآثار بالتعاون الوثيق مع المعهد السويسري للأبحاث المعمارية والأثرية لمصر القديمة، وكان الجزء الجنوبي من الجزيرة أثناء العصر العتيق "حوالي 3200 ق.م" مجموعة من الصخور الجرانتينة الضخمة ولم يكن يظهر منها أثناء الفيضان سوي صخرتين ضخمتين هما الأساس لجزيره إلفنتين، وتم ردم ما بينهما في عصر لاحق.

وقال "عبد القادر"، إن مدينة إلفنتين نشأت على الصخرة الشرقية منهما وكانت بمثابة مركز تجاري يشرف على التجارة مع الجنوب، وذلك لوقوعها شمال الجندل الأول الذي كان يمتد لمسافة 12 كيلو متر وهي منطقه كان يصعب فيها الملاحة النهرية، وترجع أقدم تجمعات سكنية على الجزيرة إلي عصور ما قبل التاريخ "نقاده الوسيط 3500 ق.م"، كما يمكن تتبع معبد ساتت سدة إلفنتين من "عصر نقاده المتأخر 2300 ق.م"، عندما كان المعبد عبارة عن كوخ من الطوب اللبن يقع بين ثلاث صخور جرانيتية، ومع توحيد القطريين أضيف إلي أهمية إلفنتين كمركز تجاري مع الجنوب أهمية استراتيجية كنقطة مراقبة الإشراف على الحدود وهي أهميه دعت إلي إقامة نقطة للحراسة ووجود حامية عسكرية.

واستكمل المرشد السياحى، الحديث عن تاريخ الجزيرة قائلاً: أقيمت على الجزيرة العربية خلال عصر الثالثة منشأة كبرى كانت مركز للسلطة المركزية للجزيرة لجمع الضرائب ودفع الرواتب لأهالي المنطقة ولعمال المناجم وتبقي من هذه المنشأة هرم مدرج صغير يمثل الوجود الرمزي للفرعون وتم اكتشافه عام 1908، ولم تبق هذه المنشأة طويلا ففي أواخر الأسرة الرابعة أقيمت مكانها ورش للحرفيين.

 
أسوان
أسوان

 

البيوت النوبية على الجزيرة
البيوت النوبية على الجزيرة

 

الجزيرة مطلة على النيل
الجزيرة مطلة على النيل

 

الجزيرة مطلة على نهر النيل فى أسوان
الجزيرة مطلة على نهر النيل فى أسوان

 

بقايا أثرية
بقايا أثرية

 

حضارة الإلفنتين
حضارة الإلفنتين

 

حضارة على الجزيرة
حضارة على الجزيرة

 

محلات الجزيرة
محلات الجزيرة

 

مقاييس النيل
مقاييس النيل

 

منظر علوى على الجزيرة
منظر علوى على الجزيرة

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة