أظهر حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة دفعة 2022، الاثنين الماضى، والتى شرفها الرئيس عبدالفتاح السيسى بالحضور، الكفاءة الأمنية لجناحى الأمن فى مصر «جيش وشرطة»، من خلال العروض الاحترافية والرائعة التى قدمها طلاب الشرطة، ورفقاء دربهم من الكلية الحربية الذين شاركوهم فى الاحتفال، حيث بات هناك تطور كبير تشهده الأجهزة الأمنية، بما يضمن مكافحة الجريمة، وخلق أجواء آمنة للمواطنين، ونرصد فى هذا الملف أبرز إنجازات وزارة الداخلية وما شهدته من تطوير وتحديث.
الشهداء الغائبون الحاضرون
يولى الرئيس السيسى اهتماما خاصا بأسر الشهداء، هؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم من أجل هذا الوطن، حيث تحدث الرئيس السيسى عن الأبطال ودورهم فى حالة الأمن والاستقرار التى تشهدها البلاد حاليا، مؤكدا أن التضحيات التى قدمها الشهداء كبيرة من أجل أمان واستقرار ومستقبل الدولة المصرية، قائلا: «هبدأ كلمتى غير المخططة بكلمة لأسر الشهداء الأول.. كلامى ليهم كله احترام ومحبة.. كل احترام ومحبة.. احترام للعطاء اللى اتقدم لأجل خاطر بلدنا وشعبنا.. وعايز أقول لكل الأسر اللى موجودة معانا.. اوعى تفتكروا.. والكلام ده قولته قبل كده وبأكده.. الدماء اللى قدمت والأرواح اللى راحت عند ربها.. تمن بسيط.. ده فى رقبتنا احنا فى شعب مصر كله.. وعند ربنا سبحانه وتعالى»، متابعا: «كنتم سبب فى أن أبناءكم وأزواجكم يقدمون التضحية من أجل مصر.. بتكلم عن كل الشهداء من كل القطاعات.. هما السبب فى اللى احنا فيه دلوقتى، وتابع: «اللى انتوا شايفينو ده.. ده تمن لأرواح أبناء مصر.. تمن غالى أوى.. لكن أن يكون التمن ده حماية وتأمين واستقرار أكثر من 100 مليون مش بس فى أمانهم وسلامهم.. ومستقبلهم.. ولو البلد كانت راحت مكنشى هيكون فيه مستقبل لحد.. مش هقول مش تزعلوا ولا تتأملوا.. احنا معاكم.. وقبلنا.. ربنا موجود معاكم.. خلى بالكم.. الشهيد عند ربنا حاجة جميلة أوى، مشددا على مكانة الشهيد عند الله قائلا: «والله الشهيد عند ربنا حاجة جميلة أوى.. ربنا اللى بيعطيه وبيعوض عليه.. وعليكم.. هو ربنا سبحانه وتعالى.. علشان مش ننسى.. الحمد لله رب العالمين.. الأمور اتحسنت كتير أوى بفضل الله سبحانه وتعالى.
الشرطة النسائية تخطف الأنظار
«كان لهن أن يعشن مدللات، لكنهن اخترن أن تكون مصر المدللة، وهن لها الحارسات»، هكذا قررت الشرطة النسائية أن يكن جزءا من المنظومة الأمنية لحفظ الجبهة الداخلية لمصر، ومكافحة الجرائم بشتى صورها وأشكالها، فى مشاهد متحضرة وراقية، خطفت الشرطة النسائية الأنظار، داخل أرض العروض بحفل تخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الشرطة، الذى شرفه بالحضور الرئيس السيسى، من خلال عروض رائعة للعناصر النسائية.
لأول مرة فى تاريخ وزارة الداخلية، تظهر الشرطة النسائية فى الحراسات الخاصة، وهن يمتلكن مهارات فائقة على حراسة المواكب والشخصيات العامة، وفى بيانات عملية قوية، تنم على سرعة رد الفعل، ظهرت الشرطة النسائية وهن يتعاملن مع المواقف الطارئة والتصدى للخارجين عن القانون الذين يعترضون المواكب، والقدرة الفائقة على التأمين لاسيما خلال المؤتمرات والفاعليات الكبيرة، حيث تأتى هذه الجهود تزامنا مع اقتراب انطلاق مؤتمر المناخ الذى يقام فى مصر خلال شهر نوفمبر المقبل.
وتكاد القلوب تتحرك من أماكنها، وأنت تشاهد عناصر الشرطة النسائية يتسلقن الحبال لعدة طوابق متعددة ومرتفعة، تدريبا على تحرير الرهائن، والتصدى للخارجين عن القانون، واقتحام المبانى من خلال النوافذ. ويشتد الأمر صعوبة، بقفز العناصر النسائية لعدة حواجز على مسافات طويلة، والقفز من أعلى أماكن بها خناجر وحواجز حديدية، والقدرة على الاقتتال والالتحام والتصويب بكفاءة عن بعد، لا شك أن الشرطة النسائية لم تعد منظرا جماليا، ولكنها جزء أصيل من جهاز الشرطة الذى يتطور، ويحدث من نفسه، ويعتمد بشكل كبير على الشرطة النسائية، حيث لا يخلو جهاز أمنى متحضر من الشرطة النسائية.
تطوير منظومة التدريب
حفل تخريج طلاب الشرطة، أظهر التطور الكبير الذى لحق منظومة التدريب، وتطويع التكنولوجيا الحديثة لخدمة العمل الأمني، وضمان التفوق على الخارجين عن القانون، وتحقيق أعلى معدلات الأمن، من خلال التدريبات الحديثة التى يتلقاها طلاب الشرطة، وقدرتهم على التعامل مع كل أنواع الجرائم، واختراق أوكار الجريمة، وتصميم مسارح للجريمة والتدريب على اختراقها، فضلا عن استحداث تدريبات الـ باركور «Parkour»، وهى عبارة عن مجموعة حركات يكون الغرض منها الانتقال من النقطة «أ» إلى النقطة «ب» بأكبر قدر ممكن من السرعة والسلاسة، وذلك باستخدام القدرات البدنية، وقد وُجد الباركور أساسا كطريقة جديدة ومختلفة لتخطى العقبات أو الموانع، سواء كانت صخورا أو قضبان حديدية أو حتى جدران، وتساهم تدريبات الباركور التى استحدثتها أكاديمية الشرطة، فى التعامل مع العناصر الإجرامية أثناء اقتحام الأوكار بالمناطق الجبلية والصحراوية، مما يساهم فى إحباط الأعمال التخريبية، ويتم تدريب رجال الشرطة من خلال تدريبات الباركور على اقتحام الأوكار من خلال تسلق الأسوار، والاستعانة برجال المفرقعات لفحص أية مواد متفجرة تكون داخل الأوكار، حيث يرتدى رجل المفرقعات بدلة واقية تزن نحو 39 كيلو، ويستعان بالكلاب البوليسية لتفتيش الوكر قبل دخول رجل المفرقعات، حفاظا على العنصر البشرى، ويتم التعامل مع المواد المتفجرة بواسطة الأدوات الحديثة وإبطال مفعولها.
براعم المناطق الحضارية الجديدة
ظهرت لأول مرة فى احتفالات أكاديمية الشرطة، براعم المناطق الحضارية الجديدة، «الأسمرات وأهالينا وبشائر الخير» الذين شاركوا فى حضور الحفل، مما يحرك المشاعر الوطنية لدى هذه الأجيال، ويزيد من مد جسور التواصل مع المؤسسات الشرطية، حيث تأتى هذه المشاركة بعد زيارات عديدة رتبتها الداخلية لهم لزيارة أندية واتحاد الشرطة وقضاء يوم فى أكاديمية الشرطة، والاهتمام بهم ثقافيا ورياضيا وصحيا، والعمل على خلق أجواء رائعة لهم، مما لاقى استحسانا لديهم، ورسم البسمة على الوجوه.
الجمهورية الجديدة وحياة كريمة
«حياة كريمة»، كانت حاضرة فى الحفل، بعدما شكل الطلاب بأجسادهم «حياة كريمة» بأرض العروض، تأكيدا على التزامهم بتوفيرها للمواطنين، والحرص على احترام كرامتهم وصونها، فضلا عن الاهتمام بتطوير الأمن بما يتوافق مع الجمهورية الجديدة، وهو ما أكد عليه وزير الداخلية، قائلًا: «هناك تكامل بين جناحى الأمن بالأمة المصرية فى دفع مسيرة العمل الوطنى لتحقيق العبور نحو آفاق الجمهورية الجديدة».
ذوو الهمم وحقوق الإنسان
حرصت الداخلية على الاهتمام بأصحاب الهمم وملف حقوق الإنسان، واستحداث مناهج دراسية فى هذا الشأن، فقد أصبحت مبادئ حقوق الإنسان محورًا رئيسيًا فى آليات أداء العمل الأمنى تعتمد على منهج علمى يتم تدريسه بمختلف المعاهد التدريبية بالوزارة والفرق التخصصية لضباط الشرطة. كما يجرى إعداد مناهج متطورة وفقا لأحدث النظم الدولية فى مجال التعامل مع النزلاء بمراكز الإصلاح والتأهيل بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، فضلا عن الاهتمام بذوى الهمم، تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسى، بأهمية شمول المناهج التدريبية لآليات التعامل مع ذوى الهمم، لاسيما الذين يعانون من إعاقة غير ظاهرة قد يؤدى عدم اكتشافها مباشرة إلى تعرضهم للإيذاء النفسى، فقد تم إدراج مادة أساسية بأكاديمية الشرطة ومعاهد معاونى الأمن وبالدورات التدريبية اعتبارا من العام الدراسى والتدريبى الحالى لتزويد رجال الشرطة بالخبرات اللازمة فى هذا المجال وبما يعظم الدور الإنسانى للشرطة لدى كل شرائح المجتمع.
رسائل حاسمة
رسائل حاسمة وقوية جاءت من وزير الداخلية خلال حفل كلية الشرطة الأخير، أبرزها التصدى الحاسم والاستباقى لكل أشكال الجريمة وإجهاض المحاولات اليائسة والمتواصلة للتنظيمات الإرهابية ومن يدور فى فلكها لاستهداف استقرار المجتمع عبر أسلوب التشكيك والتحريض ونشر الشائعات، والتى تمنى بالفشل فى ظل يقظة أمنية ووعى شعبى بالأهداف الحقيقية لتلك المخططات الآثمة، مشددا على التحديث المستمر لكل مفردات منظومة مواردها البشرية لإعداد رجل شرطة عصرى لديه المقومات القادرة على استيعاب ومجابهة التطور اللامحدود فى الجريمة وذلك عبر برامج تدريبية تخصصية تعتمد على استخدام المعدات والتقنيات الحديثة وأساليب المحاكاة الواقعية لسيناريوهات العمل الأمنى بما يحقق الاستمرار فى التفوق والريادة الأمنية.
جامعة عصرية
تعد الأكاديمية جامعة عصرية متكاملة تسعى إلى تطبيق أحدث نظم التعليم والتدريب فى العالم لإعداد وتأهيل ضابط الشرطة المحترف والقادر على مواجهة التحديات الأمنية، وتعد كلية الشرطة من أقدم الكليات فى منطقة الشرق الأوسط، حيث تم إنشاء مدرسة البوليس فى ثكنات عابدين 1896 لمدة 10 سنوات، ثم صدر أول قانون للمدرسة فى 1907 حتى 1924، حيث تعدل اسم مدرسة البوليس إلى كلية البوليس 1925 حتى 1952، وبعدها بعام تغير اسمها إلى كلية الشرطة حتى سنة 1974، وبعدها بعام أصبحت كلية الشرطة أحد كيانات أكاديمية الشرطة.
تراجع معدلات الجريمة
يتخرج جيل جديد من الشرطة لينضموا لمن سبقوهم لمكافحة الجريمة وخلق أجواء آمنة للمواطنين، حيث ساهم التطور الكبير الذى لحق جهاز الشرطة، والحرص على تطوير منظومة التدريب والتحديث، فى تراجع معدلات الجرائم، لا سيما الجنائية بشكل ملحوظ، وخلق أجواء آمنة للجميع، وهو ما تلاحظ خلال السنوات الماضية، لا سيما مع استخدام التقنيات الحديثة فى العمل الشرطى، وسرعة ضبط الجرائم فور وقوعها، مما يحقق الردع العام، ويحقق العدالة ويؤكد على هيبة الدولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة