خدمة وشوشة: "أمي تدعى المرض وأنا تعبت من المسئوليات"

السبت، 15 أكتوبر 2022 09:00 م
خدمة وشوشة: "أمي تدعى المرض وأنا تعبت من المسئوليات" وشوشة
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بنبرة يملؤها الكثير من الغضب أرسلت تقول: "والدتى تدعى المرض ولا تنظف أو تطبخ أي شىء فى البيت منذ 5 سنوات، هى فى الخمسينات من العمر، ويوجد من يكبرها بعشرات الأعوام ويقومون بدورهم المنزلى، وأنا نفسيتى لا تقدر على تحمل هذا الضغط المنزلى وحدى بوجود 4 أشخاص يحتاجون رعاية ولن أقدر على العطاء أكتر من ذلك".

يزعجني أن أمى من طبعها الإهمال، وترى انها تستحق كل شىء فى الدنيا بدون أن تبذل أى جهد، وترى أن إنفاقها علينا من مال والدنا المتوفى، نعمة، يجب أن نشكرها عليها ونحن نشكرها ونعوض مشكلة عدم توظيفنا وعدم إنفاقنا على البيت، بالعمل داخل المنزل، فهى منذ وفاه والدى، تستخدمنا كالعبيد، وأبسط الأشياء لا تفعلها بنفسها بل تطلب من احد أن يفعلها، مبرره بأن قدمها يؤلمها، ومهما كنت متعبة من مشواير و تنظيف وطبخ وغسل طوال اليوم، فهى لا ترضى ولا تخجل من طلب المزيد، وأنا لا يعود هذا علي إلا بالانهيار النفسى لفقدانى العائد المادى أو المعنوى من بذل مجهود لا يقابله أى تقدير".

****

ولصاحبة الرسالة يقول د.ريمون ميشيل استشارى الصحة النفسية والإرشاد الأسرى وتعديل السلوك: علينا أولًا أن نمدح ما رأيناه فيكما من خير ظهر في شكر الوالدة مع الحرص والاهتمام على القيام بالواجبات المنزلية وهذا يدل على تأصل صفة الخير في نفوسكم لأن الوصية تأمرنا بإكرام الوالدين لكي تطول أيامنا على الأرض، وحتى نجد خيرًا ورزقًا واسعًا لنا في حياتنا وفي نفوس أولادنا، فما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا.

قبل أن نبدأ في تحليل تفاصيل المشكلة علينا أن ندرك جيدًا طبيعة تلك العلاقة الخاصة، فمكانة الأبناء في قلوب والديهم قد صنفت ضمن أسمى وأعظم العلاقات الإنسانية، والتي يكون فيها العطاء دائمًا دون انتظار المقابل، أو ما نسميه الحب غير المشروط، فتلك المحبة هي فطرة جبلها الله ووضعها في قلب كل أم، لدرجة أنها تفضل أن تلحق الضرر بنفسها في سبيل سلامة أولادها، وتلك المحبة هي فطرية وليست مكتسبة، فلا يمكن فقدانها إلا في الحالات المرضية.

حتى نطمئن أولًا على ما ذكرتموه بخصوص إدعاء الوالدة المرض فأنا أقدر جهودكم المبذولة في رعايتها والقيام بأعمال المنزل، ولكن قبل أن أتفق معكم في ذلك كان من الأفضل الاطلاع على التاريخ الطبي والمرضي للوالدة أولًا، فهنالك بعض الأمراض المزمنة كالسكري والضغط يعاني أصحابها من سرعة الاستثارة نتيجة لطبيعة المرض وشدته وحدته، وما قد يزيد الأمر سوءًا هو التعرض لصدمة نفسية شديدة تتمثل في فقدان الزوج، والتي تزامنت مع سن انقطاع الطمث عند النساء والذي يحدث غالبًا ما بين عمر 45 إلى 50 سنة، والذي جرت العادة على تسميته بسن اليأس ومن أعراضه التغيرات المزاجية والشعور بالإعياء وفقدان الطاقة وضعف جودة النوم والاصابة بالاكتئاب متوسط الشدة.

ومن خلال ما ذكرناه نرى أن سلوك الوالدة له عدة تفسيرات، وهذه كلها أمور وارده:

- قد تكون الوالدة مريضة بالفعل أو مصابة بمشكلة نفسية تحتاج إلى طلب المساعدة من مختص في العلاج النفسي والطبي، خاصة وإنكِ قد ذكرتِ أن بعض المشكلات بدأت بالظهور بعد وفاة الزوج والوالد كسوء المعاملة والشعور بالوهن.

- قد يكون هذا الأسلوب الخاطئ الذي تتبعه الوالدة حدث نتيجة أمور سلبية متراكمة معها بينكما أو خبرات سيئة أدت إلى احتقان نفسي داخلي قد يظهر في تلك الصورة وهذا افتراض وارد.

ولذلك نحن نوصي بالأتي

- تقصير الأم في آداء واجباتها لا يبيح لنا التقصير بالمثل، فهي ليست علاقة منفعة تبادلية ولكنها ضرورة دعت إليها كل الأديان السماوية بإكرام الوالدين طالما لم يطلبا أمر فيه معصية.

- إذا استطعتم التحدث مع أحد أقاربها في الأمر فقد تجدون في ذلك خيرًا بإذن الله في التعرف على مسببات المشكلة وطلب المساعدة في علاج الأمر.

- قد تحدثتم في رسالتكم بصيغة الجمع في بعض العبارات فذكرتم نعوض عدم توظيفنا بالعمل في المنزل وتستخدمنا كالعبيد، فمن الواضح أنك لست بمفردك، وقد ذكرتِ أيضًا القيام برعاية أربعة أشخاص بمفردك فأين دور البقية؟ فعليكم بتوزيع المهام فيما بينكم مع الاتفاق على منهج واحد لمعاملة الوالدة بمساعدة مختص في العلاج النفسي فهذا يساعد كثيرًا في التقليل من حدة الضغط النفسي عليكِ.

 

صفحة وشوشة
صفحة وشوشة

فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة