مجمع اللغة العربية.. القصة الكاملة لإنشائه

الأحد، 16 أكتوبر 2022 03:00 م
مجمع اللغة العربية.. القصة الكاملة لإنشائه مجمع اللغة العربية
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ89 على تأسيس مجمع اللغة العربية، عندما وقع الملك فؤاد الأول مرسومًا بإنشاء وتشكيل أعضاء المجمع، والذى صدر كان قد قرار تأسيسه فى 13 من ديسمبر سنة 1932، وبدأ العمل فيه سنة 1934، بحسب المرسوم الملكي الخاص بإنشاء المجمع عام 1932م فإن الغرض من تأسيس المجمع هو: الحفاظ على سلامة اللغة العربية، وأن يجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون في تقدمها، أن يقوم بوضع معجم تاريخي للغة العربية، وأن ينشر أبحاثاً دقيقة في تاريخ بعض الكلمات، وتغير مدلولاتها.
 
وقعت مصر تحت الاحتلال البريطانى فى عام 1882، وبدأ الهجوم على اللغة العربية يكون منظمًا، خاصة بعد إصرار المحتل على أن تكون لغة العلم فى المدارس هى اللغة الإنجليزية، وارتفاع أصوات مشبوهة تدعو إلى الكتابة باللغة العامية.
 
وفى المقابل ارتفعت أصواتهم مع بداية عهد الخديوى عباس حلمى سنة 1892م تنادى بضرورة إنشاء مجمع لغوى، يصون اللغة، ويعمل على إثرائها بما يضعه من ألفاظ جديدة، ولقيت هذه الدعوة استجابة من رجالات العلم والأدب والفكر، فاجتمعوا فى قصر "توفيق البكرى" للنظر فى قيام هذا العمل، وضمَّ الاجتماع الشيخ "الشنقيطى الكبير، أحد جهابذة اللغة الأعلام، والشيخ "محمد عبده، رائد الإصلاح فى مصر، وحمزة فتح الله، وحفنى ناصف وحسن الطويل ومحمد بيرم ومحمد المويلحى ومحمد عثمان جلال، ومحمد كمال".
 
وفى هذا الاجتماع، الذى تم فى 18 من مايو 1892م، ناقش الحاضرون الأخطار التى تهدد اللغة العربية، وضرورة إنشاء مجمع يؤدى للعربية ما تؤديه الأكاديمية الفرنسية للغتها، وانتخب الحاضرون محمد توفيق البكرى، رئيسًا لهذا المجمع، ومحمد بيرم، سكرتيرًا له، وبهذا أنشئ أول مجمع للغة العربية.
 
لم يعقد هذا المجمع سوى سبع جلسات ألقيت فيها بعض البحوث، ومن الكلمات التى وضعها المجمع وبقيت حتى الآن نستعملها فى الخطابة والكتابة فهى (شرطى فى مقابل بوليس، وبهو فى مقابل صالون، ومعطف فى مقابل بالطو، وقفاز فى مقابل جوانتى). ثم توقف المجمع عن الاجتماع  وظل الأمر فكرة معلقة حتى عادت أكثر قوة فى عام 1932.
 
ولما تولى "أحمد لطفي السيد" وزارة المعارف اشتد اهتمامه بمشروع إنشاء المجمع اللغوي، وجعله تحت إشراف وزارة المعارف، حتى لا يكون نصيبه بعد ذلك مثل نصيب سابقيه، وبعد مجهودات مضنية في إقناع الحكومة تحقق إنشاء المجمع، وصدر مرسوم ملكي في (14 من شعبان 1351هـ=13 من ديسمبر 1932م) بإنشاء مجمع اللغة العربية الملكي، وحدد المرسوم أغراضه بأن يحافظ على سلامة اللغة العربية، وجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون ومستحدثات الحضارة المعاصرة، ووضع معجم تاريخى للغة العربية، وتنظيم دراسة علمية للهجات العربية الحديثة، وإصدار مجلة لنشر البحوث اللغوية. مجمع عالمي ونصّ المرسوم على أن يتألف المجمع من عشرين عضوًا يُختارون من غير تقيد بالجنسية من بين العلماء المعروفين بتبحرهم في اللغة العربية، وأن يكون تعيين هؤلاء الأعضاء في المرة الأولى بمرسوم بناء على عرض من وزير المعارف، ثم يوكل الأمر بعد ذلك للمجمع نفسه، فيختار من يرتضيه، بشرط أن يحرز أصوات أغلبية ثلثي الأعضاء.
 
ثم صدر مرسوم في (16 من جمادى الآخرة 1352هـ = 16 من أكتوبر 1933م) بتعيين أعضاء المجمع العاملين، وكانوا عشرين؛ نصفهم من مصر، وهم: محمد توفيق رفعت، وحاييم ناحوم، والشيخ حسين والي، والدكتور منصور فهمي، والشيخ إبراهيم حمروش، والشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ أحمد الإسكندري، وأحمد العوامري، وعلي الجارم. وخمسة من المستشرقين هم هاملتون جب من إنجلترا، وأوجست فيشر من ألمانيا، ولويس ماسينيون من فرنسا، وكارلو ألفونسو نيلنو من إيطاليا، وفنسنك من هولندا. وخمسة من علماء العرب النابهين هم: محمد كرد علي، وعبد القادر المغربي من سوريا، والأب أنستاس الكرملي من العراق، وعيسى إسكندر المعلوف من لبنان، وحسن عبد الوهاب من تونس.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة