أصدر المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة بيانًا عقب لقاء مشترك جمع القادة الدينيين من الجانبين، أكد فيه: “لقد اجتمعنا نحن ممثلو الأزهر الشريف والكنائس بجمهورية مصر العربية تلبية لدعوة رئيس الأساقفة سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، ونحن نقدم خالص الشكر لنيافته على هذه الدعوة الكريمة، كما نشكر المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة على هذه المبادرة المهمة والتي تحثنا أن نقوم بمسئوليتنا كقادة دينيين نحو مواجهة تحدي تغير المناخ وتلوث البيئة.
وذكر البيان، أنه من الواضح أن العالم يواجه أزمة بيئية كونية متزايدة في ضوء هذا الواقع واعترافًا بحقيقة أن مصر الحبيبة تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ 2022 (COP 27)، وبصفتنا قادة دينيين في مصر، نعرب عن دعمنا القوى ودعائنا وصلاتنا من أجل نجاح المؤتمر القادم المنعقد في شرم الشيخ في الفترة من 6 حتى 17 نوفمبر. ووفقًا لتقاليدنا، ندعو الله أن يكون هذا المؤتمر ضوءًا يهتدي به العالم في سعيه لفهم التحديات البيئية التي نواجهها الآن والاستجابة لها.
وتابع البيان: نُهنئ الرئيس عبدالفتاح السيسي وجميع المسئولين المصريين على استضافة هذا الحدث التاريخي، وباعتبارنا قادة دينيين في مصر، وحرصًا على وصية الله لنا كبشر وجب علينا أن نعمر الأرض التي خلقها على أحسن صورة و نحميها كما هو مكتوب في النصوص المقدسة المسيحية والإسلامية التي تدعونا أن نبذل الجهد العملي وليس مجرد الدعم الرمزي أو المعنوي للمؤتمر.
وأوضح البيان، أنه بناءً على ما سبق توافق المشاركون على عدد من النتائج والتوصيات على النحو الآتي:
1. تطابق الرؤيتين الإسلامية والمسيحية في الاهتمام بالبيئة، والحفاظ عليها، والارتقاء بها، والتصدي للأخطار التي تحيق بها، باعتبار ذلك أمرًا إلهيًا، وواجبًا دينيًا، ومسئولية أخلاقية.
2. نثمن الدور الذي تقوم به المؤسسات الدينية (الأزهر والكنائس) في الدعوة إلى الحفاظ على البيئة، وإطلاق المبادرات العملية لنشر الوعي البيئي، ومواجهة التغيرات المناخية، وندعو وسائل الإعلام، والمؤسسات التعليمية إلى نشر ذلك على قطاعات عريضة من المجتمع.
3. التشديد على ضرورة وفاء الدول الغنية والصناعية الكبرى بالتزاماتها تجاه الدول النامية حتي يتسني لها مواجهة الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية من ناحية، والاتجاه نحو الطاقة المتجددة من ناحية أخرى.
4. نشر ثقافة التعامل الإيجابي مع البيئة في أوساط الأطفال والنشء والشباب حتي يتشكل وجدانهم، ووعيهم، واتجاهاتهم السلوكية في اتجاه اعتبار الطبيعة جزءًا من التكوين الإنساني، وأن الحفاظ على البيئة واجب ديني وأخلاقي وإنساني، وفي هذا الخصوص نؤكد على أهمية التعليم، بما يحويه من مناهج وأنشطة متنوعة، وممارسة الفنون بشتى أنواعها، في توجيه وعي الأجيال الصاعدة إلى أهمية الحفاظ على البيئة.
5. التأكيد على أهمية تفعيل القوانين الخاصة بالحفاظ على البيئة، ومنع الاعتداء عليها بشتى الصور، مما يستوجب مراجعة العقوبات التي تنطوي عليها هذه القوانين، حتي تناسب المخالفة، كما وكيفًا، يأتي ذلك جنبًا إلي جنب مع التوسع في توعية المجتمع للحفاظ على البيئة.
6. يثمن المشاركون ما يقوم به الأزهر الشريف والكنائس من مبادرات، وما ينتجه من خطابات دينية للحفاظ على البيئة، ويدعون إلى مزيد من العمل المشترك بين المؤسسات الدينية جميعًا، تأكيدًا على تطابق الرؤيتين الإسلامية والمسيحية في قضايا البيئة والتغيرات المناخية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة