لا يزال القرار الذى اتخذته منظمة أوبك مؤخرا بخفض إنتاج النفط بواقع 2 مليون برميل يوميًّا، يفرض نفسه على الساحتين الإقليمية والدولية، وأثار العديد من ردود الفعل، ما بين دول ترى أنه ضربة جديدة لأسواق الطاقة العالمية التى تعانى معاناة كبيرة على وقع الحرب الروسية الأوكرانية، وبين دول أخرى فى مقدمتها بلدان الخليج ترى فيه قرارا صائبا .
ويعد ذلك الخفض الأكبر منذ جائحة كورونا، السعودية وروسيا تصدرت قائمة الدول الأكثر خفضًا للإنتاج بنحو 526 ألف برميل يوميًّا لكل منهما، بينما بلغت حصة العراق من الخفض نحو 226 ألف برميل والإمارات نحو 160 ألف برميل يوميًّا.
زيارة للجزائر
وفى إطار تنسيق التعاون بين الدول المنتجة للطاقة يقوم الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" هيثم الغيص بزيارة إلى الجزائر، اليوم السبت، وتستمر ٣ أيام، وذلك تلبية لدعوة وزير الطاقة الجزائرى محمد عرقاب.
وأوضحت وزارة الطاقة الجزائرية، فى بيان، أن عرقاب والأمين العام لمنظمة أوبك سيعقدان اجتماع عمل حول أوضاع سوق النفط العالمية وتوقعاتها على المديين القصير والمتوسط.
ويجرى الأمين العام للأوبك، خلال هذه الزيارة، محادثات مع كبار المسؤولين فى قطاع المحروقات فى الجزائر، لاسيما مع المدير العام لمجمع إنتاج النفط والغاز الجزائرى الحكومى "سوناطراك".
قرار صائب
من جانبه وصف الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) على سبت بن سبت، القرار الذى اتخذته مجموعة " أوبك + " فى اجتماعها الأخير بشأن خفض الانتاج بمقدار 2 مليون برميل فى اليوم إعتبارا من الأول من نوفمبر القادم، وصفه بـ " القرار الصائب" وأنه جاء فى الوقت المناسب، مؤكدا أن القرار أخذ فى الاعتبار حالة عدم اليقين التى تكتنف أداء الإقتصاد العالمى حيت يتوقع إنخفاض معدل نموه بنحو 3% خلال عام 2023.
فيما قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن دول منظمة "أوبك+" تصرفت بمسؤولية واتخذت القرار المناسب، مؤكدا أن المنظمة تعمل على استقرار السوق وتحقيق مصالح المنتجين والمستهلكين، واتخذت قرارها بخفض إنتاج النفط بالإجماع.
وقررت دول مجموعة "أوبك بلس" خفض إنتاجها النفطي، تحسبا لانخفاض الأسعار فى ظل الانكماش الاقتصادى العالمى المتوقع.
وعن العلاقات السعودية الأمريكية قال الأمير فيصل، أن العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، قدمت فوائد كبرى للبلدين والمنطقة، فهى علاقات استراتيجية وقديمة.
وأوضح، وفق "العربية"، أن القرار جاء تماشيا مع النهج الناجح المتبع من قبل مجموعة أوبك+ فى إتخاذ خطوات إستباقية من شأنها تفادى أى إختلالات فى السوق النفطية وخاصة على جانبى الطلب والعرض.
وأشار إلى أن الهدف الرئيسى من القرار هو ضمان تحقيق الاستقرار والتوازن فى السوق النفطية العالمية والوصول بأسعار النفط إلى مستويات مقبولة من جميع الأطراف الفاعلة فى السوق.
دوافع وتداعيات
كانت أهم دوافع قرار أوبك + لخفض الإنتاج فى ظل تباطؤ الاقتصاد العالمى وسط تشديد السياسة النقدية للبنوك المركزية العالمية من خلال رفع معدلات الفائدة بمعدلات متسارعة بالإضافة إلى انخفاض الطلب على النفط مع دخول فصل الشتاء والرغبة فى تحقيق توازن فى أسواق النفط بعد تراجع الأسعار بنحو 25% خلال الربع الأخير من العام الحالي.
فيما تتمثل أبرز تداعيات القرار فى اضطراب فى أسواق الطاقة مع توقعات أن تزيد الاضطرابات فى سوق الطاقة العالمية فى ظل الحظر المفروض على صادرات النفط الروسية والإيرانية وعدم رغبة المنتجين الأمريكيين فى رفع مستويات إنتاجهم للمحافظة على مستويات الأسعار، ومن المتوقع أن يكون للقرار تأثير على الدول النامية المعتمدة على استيراد احتياجاتها من النفط من الخارج وذلك فى ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة