قال الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربى للمياه أن النشاط البشري یلعب الدور الأساسي في انبعاثات الغازات الدفيئة وحدوث ظاھرة الاحتباس الحراري والتأثیر على النظام المناخي، و وتؤدي زیادة درجات الحرارة العالمیة إلى الجفاف وأحياناً الى الفیضانات وغیرھا من الظواھر الجویة المتطرفة وكلھا تشكل تھدیداً مباشراً علي توافر المیاه اللازمة للاحتیاجات البشریة الأساسیة، وتتسبب في تحدیات كبیرة في الإدارة المستدامة لموارد المیاه ، التي تخضع بالفعل لضغط شدید في العدید من مناطق العالم.
أضاف أبو زيد خلا ورشة عمل بعنوان "دور البحث العلمي والتكنولوجیا في مواجھة التغیر المناخي وبعده الاقتصادي على قطاع المیاه في مصر" على هامش اسبوع القاهرة للمياه أن التكیف مع تغیر المناخ والتخفیف من حدته من خلال إدارة المیاه هو أمر بالغ الأھمیة، وضروري لتحقیق خطة التنمیة المستدامة لعام 2030، واتفاق باریس وإطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث.
أوضح أنه نحو هذا الهدف تتخذ مصر خطوات سریعة لتلبیة متطلبات السلامة البیئیة والحفاظ على المناخ والتحول إلى الاقتصاد الأخضر، حيث طرحت مصر في عام 2011 استراتیجیتھا الوطنیة للتكیف، كما أطلقت استراتیجیة التنمیة المستدامة 2030 وتم أيضاً إطلاق الاستراتیجیة المصریة لتغیر المناخ 2050 وكذلك التحرك نحو الاقتصاد الأخضر والمؤسسات الصدیقة للبیئة كأحد أھداف رؤیة مصر 2030. وتتویجاً لجھود مصر العالمي في دفع عجلة مواجھة تغیر المناخ، تقرر أن تنعقد قمة المناخ (COP27) في شھر نوفمبر 2022 علي أرض مصر في شرم الشیخ.
أشار أبو زيد إلى البحث العلمي الذى يعد قاطرة التنمیة المستدامة موضحا أن الحدیث عن دور البحث العلمي ھو حدیث عن بناء رؤي استراتیجیة في عصر التسارع المعلوماتي والتفوق التكنولوجي اللذان جعلا التطور العلمي والتكنولوجي اساساً لتنمیة جمیع مجالات الحیاة ونھضة الأمم.
وقدم مجلس بحوث المیاه، أحد المجالس النوعیة لأكادیمیة البحث العلمى، ھذه الدراسة عن دور البحث العلمي والتكنولوجیا في مواجھة التغیر المناخي وبعده الاقتصادي على قطاع المیاه في مصر.
وتھدف الدراسة الي تحدید المخاطر التي تواجه قطاع المیاه بسبب تغیر المناخ وأسالیب وتكنولوجیات التكیف معھا وذلك لتحدید دور مجتمع البحث العلمي والتكنولوجیا في مصر لتحقیق المزید من المرونة في قطاع المیاه علي أسس علمیة قویة وخلفیة اقتصادیة صلبة وتطویراً للتكنولوجیا المناسبة وتصنیعھا محلیاً. وتتصف الدراسة بأنها دراسة توثیقیة وتحلیلیة ، لیس فقط لآثار تغیر المناخ على النظام الھیدرولوجي والإیكولوجي وسبل التكیف وأدواته التقنیة ، ولكن أيضاً بتبعاته الاقتصادیة والاجتماعیة علي التنمیة المستدامة، وتمتد الي تحدیات توفیر التمویل اللازم للتخفیف والتكیف عالمیاً ومحلیاً .
ولتحقیق ھذا الھدف تسعي الدراسة فى فصولها السبعة لتقدیم مراجعة شاملة للحالة العالمیة والمعرفة الوطنیة والخبرة فیما یتعلق بتأثیرات تغیر المناخ التقنیة والاقتصادیة والاجتماعیة والبیئیة على المیاه وتدابیر التكیف المقابلة لھا، كما تسعى لتقديم البدائل الفعالة للتكیف مع تغیر المناخ والتكنولوجیات ذات الصلة، مع رؤیة واضحة لمجالات العمل المناخى ذات الأولویة.
وتقدم الدراسة أيضاً فرص البحث العلمي المستقبلي ومتطلبات تطویر وإنتاج تكنولوجیات تكیف قطاع المیاه محلیاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة