فى الوقت الذى يترقب فيه الأمريكيون الانتخابات النصفية المقرر إجراؤها الشهر المقبل لمعرفة لمن سيكون السيطرة على الكونجرس خلال العامين المقبلين، فإن تلك الانتخابات تشعل الحديث مبكرا عن معركة الرئاسة المبكرة، التى يتوقع البعض أن تكون تكرارا لسباق 2020 بين ترامب وبايدن.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس، إن الانتخابات النصفية الأمريكية التى تجرى الشهر المقبل تبدو هذه المرة وكأنها استمرارا غريبا للسباق الرئاسى الأخير وربما استعراضا محتملا للانتخابات القادمة.
وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب الذى رفض أن يبتعد عن الساحة بعد هزيمته فى عام 2020، أمضى أشهر يشن غضبه ضد بايدن، ويعيد تشكيل حملات انتخابية عادة ما كانت بمثابة استفتاء على الرئيس الحالي. وكانت النتيجة حلقة من الملاكمة السياسية ليس لها سوابق كثيرة، بين الرئيس الحالى وسلفه الذى ربما يكون منافسه فى الانتخابات القادمة، اللذين يجوبان البلاد لدعم مرشحى حزبيهما.
فقد شارك ترامب فى عدد من الفعاليات الصاخبة فى الولايات الرئيسية، حيث مزج ما بين الترويج للمرشحين الذين اختارهم والتنديد بخصومه، ويقلل من شأن بايدن ويهاجمه بينما يكذب ويقول إنه لم يخسر الانتخابات الماضية.
أما بايدن، فقد ابتعد حتى الآن عن بعض السباقات القوية فى الانتخابات النصفية، وركز بدلا من ذلك على الفعاليات الرسمية وجمع التبرعات مع عقد مقارنات بين الأجندة السياسية للديمقراطيين والجمهوريين. وتجنب بايدن الإشارة المباشرة إلى الرجل الأخير، لكنه حذر يوم السبت الماضى من أن ترامب يسيطر على الحزب الجمهورى.
وفى بعض الأحيان يسافر الرجلان إلى نفس الأماكن مثلما حدث عندما زار كليهما ويلكس بار فى بنسلفانيا فى غضون أيام قليلة تفصل بينهما، فى انعكاس للخريطة السياسية الضيقة التى ستحدد الحزب الذى سيسطر على مجلس الشيوخ الأمريكي.
وقال جيفرى إنجيل، المدير المؤسس لمركز التاريخ الرئاسى فى جامعة "ثوزرن ميثوديست" أن الأمر غير معتاد بشكل كبير، فلم يكن هناك رئيس سابق يعتقد أنه لا يزال لديه حياة سياسية قادمة منذ فترة الكساد الكبير، عندما حاول الرئيس الجمهورى هيربت هوفر التخطيط للعودة على السلطة رغم أنه خسر أمام الديمقراطى فرانكلين روزفلت عام 1932.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة ذا هيل أن الديمقراطيين خلف الكواليس يتحدثون ويضعون خطط طوارئ لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 فى حال ما قرر الرئيس جو بايدن أنه لن يسعى للترشح لفترة ثانية، وهى الخطوات التى من المتوقع أن تزداد حدة بعد الانتخابات النصفية.
وأوضحت الصحيفة أن انتخابات الثامن من نوفمبر المقبل لن تقرر فقط كيف سيكون شكل الكونجرس خلال العامين المقبلين. لكنها ستطلق بطرق كثيرة موسم حملات الانتخابات الرئاسية وستحدد كيف ستبدو الأمور بالنسبة للديمقراطيين.
ولو كان أدائهم أفضل من المتوقع، فإن بايدن قد يكون لديه دافع قوى للترشح مجددا، واحتمالية أن يكون هناك منافس موثوق به فى الحزب الديمقراطى. لكن لو لم يحقق المرشحون الديمقراطيون نتائج جيدة، فإن البعض فى الحزب يتوقع أن يكون هناك دعوة لمزيد من الخيارات. وقال النائب تيم ريان إنه كان وضحا للغاية، فهو يريد أن يرى تغييرا بين الأجيال.
وكان بايدن، البالغ من العمر 79 عاما قد وصف نفسه بالجسر بين الأجيال من السياسيين الديمقراطيين. فالقادة الكبار مثل رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى وزعيم الأغلبية تشارلز شومر فى نفس عمره تقريبا، وعادة ما يبتعد مسئولو الإدارة عن الرد على أسئلة حول ما إذا كان بادين سيترشح مجددا، بينما تشير التصريحات العامة والخاصة على نيته فى ذلك.
لكن بالتزامن مع عدم اليقين الخاص بالانتخابات النصفية، فإن عامل السن يترك الباب مفتوحا أمام الديمقراطيين للبدء فى إرساء بعض الأسس، وقد أظهر عدد منهم بالفعل مؤشرات على تطلعاتهم.
وتقول ذا هيل أن السفر إلى الولايات المتأرجحة وولايات التصويت المبكر أحد أفضل الطرق لتقييم اهتمام السياسى فى السعى إلى منصب أعلى. ووفقا لتقرير فى صحيفة بولتيكو، فإن المرشح لمجلس الشيوخ فى ويسكونسن مانديلا برنر يأمل من أن تأتى شخصيات بارزة مثل السيناتور بيرنى ساندرز على تلك الولاية الرئيسية. وهذه الزيارة لو حدثت يمكن أن تثير تساؤلات حول الاستعداد السياسى المحتمل للسيناتور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة