عادل السنهورى

منير مراد يستحق أكثر من تكريم

الأربعاء، 19 أكتوبر 2022 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل انتهى الجدل حول إلغاء تكريم الملحن والفنان مراد منير في مهرجان الإسكندرية السينمائي.. بالطبع لم ينته.. فاللغط والحديث بين النقاد والفنانين والسينمائيين مازال دائرا، حول سر إلغاء تكريم فنان وملحن له قيمته الفنية، وممثل موهوب أثرى السينما المصرية بعدد لا بأس به من الأفلام.

 

كان من المفترض أن تكرم الدورة الدورة الثامنة والثلاثون من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط الملحن والممثل الراحل منير مراد، شقيق الرائعة ليلى مراد، وابن الموسيقى والملحن زكي مراد.

 

لكن المهرجان وعلى لسان رئيسه الصديق الأستاذ الأمير أباظة رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما أصدر بيانا يؤكد فيه أنه أرجأ الاحتفال بمئوية الملحن الكبير منير مراد، لأنه لم يوقن بعد من تاريخ ميلاده، وبالتالي لن يتورط فى توثيق حدث مرور 100 عام على بزوغ أول ضحكة، وقررت إدارة المهرجان الإسكندرية إرجاء الاحتفال بمئوية منير مراد ، بعد "أن تأكد للناقد السينمائي أشرف غريب المكلف بوضع الكتاب الخاص بتكريمه عدم وجود تاريخ ميلاد محدد متفق عليه لمنير مراد" كما جاء في البيان.

واقع الأمر فقد تم اختلاق وافتعال أزمة بلا داع، وربما تكون هذه أول أزمة تصاحب مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي منذ افتتاحه عام 1979، من قبل الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، التي رأسها وقت إنشائها عام 1973 الناقد كمال الملاخ. وكنت من المؤيدين بشدة ضرورة تفويت الفرصة على المتربصين بالمهرجان الذي لا تنقصه الأزمات، وتعرض لأزمات كثيرة، وخاصة أزمات التمويل والرعاية، واستطاع مواجهتها. وكان المهرجان الوحيد الذي لم تتوقف أنشطته وفعالياته في سنوات الكآبة والانفلات التي مرت بها مصر منذ 2011 وحتى 2013 وأصرت إدارة المهرجان على استمراره بأقل التكاليف.

لم تكن هناك أزمة في تكريم مراد منير حتى لا يثار القيل والقال حول نوايا الإلغاء وإقحام ديانة الفنان في الأقاويل، وخاصة أن المهرجان في مدينة الإسكندرية التي تميزت طوال تاريخها بأنها المدينة (الكوزموبوليتانية) أي المدينة العالمية التي احتوت وضمت ثقافات مختلفة من عرب وأجانب ومن مسلمين ويهود ومسيحيين وتعايش الجميع في بلورة الحضارة المصرية على شواطئ المتوسط.

فالتكريم كان سيضيف للمهرجان ولن ينقص منه شيئا، فليس هناك علاقة إطلاقا بتكريم فنان وبتاريخ ميلاده، فالتكريم يأتي بناء على المنجز الفني سواء في الغناء والألحان والتمثيل، فكان يمكن تكريم منير مراد هذا العام والعام القادم أو ما عبده عند التوثق من عيد ميلاه . ففي رأيي كان سيضيف بهجة وفرحة الى مهرجان الى جانب باقي المكرمين. خاصة أن دار الأوبرا الحكومية احتفلت بمئويته العام الجاري، ويشير الناقد إبراهيم داوود الى أن نعيه سنة 81 كان مكتوبا فيه أنه مات عن عمر 59 عاما. وبعض الروايات تشير إلى أنه ولد في العام 1920، في حين قالت أخرى إنه ولد في العام 1922، وثالثة حددت سنة ميلاده في 1924، ورابعة في 1928.

 

عموما إدارة المهرجان لم تجد أي أوراق تحسم تاريخ ميلاد مراد، سواء في نقابة المهن الموسيقية أو غيرها، لذلك تقرر انتظار حضور حفيده من خارج مصر لاستكمال الأوراق الرسمية والتأكد من تاريخ ميلاد الفنان. ومع ذلك كل هذا لا يبرر تأجيل التكريم.

 

واقترح على الصديق الأمير أباظة أن تنظم جمعية كتاب ونقاد السينما إقامة احتفالية مصغرة داخل مقر الجمعية للاحتفال ولتكريم منير مراد لإبداء حسن النوايا في التأجيل على ان يقام التكريم في المهرجان العام القادم، فمصر قد احتوت هؤلاء الفنانين ووفرت الملاذ الفني لهم واتاحت لهم فرصة الابداع والتألق بالتالي لن تبخل بتكريمهم كأبناء لها أسهموا وأثروا مجالها الفني

ومنير مراد لا يحتاج إلى تعريف أو تذكير بفنه وإبداعه فهو شقيق الفنانة ليلى مراد، ولد لعائلة فنية عريقة تدين باليهودية، قبل أن يعلن إسلامه بعد شقيقته ليلى مراد التي أعلنت إسلامها أيضا.درس في الكلية الفرنسية، لكنه فضّل دخول المجال الفني مبكرا على استكمال دراسته، وبدأ في حياته العمل كمساعد مخرج، لكنه اتجه للتلحين، بدايته الحقيقية كانت مع أنور وجدى (زوج شقيقته) فى فيلم "ليلة الدخلة" بطولة شادية بأغنية "واحد اتنين"، نجحت الأغنية، وسط أغنيات الفيلم التى كانت من ألحان عظيم الشأن محمود الشريف، لتبدأ رحلة  الثنائى (شادية ومنير)، وقدما معا 69 أغنية من أعذب وأرق الألحان.

ويرى الموسيقار سليم سحاب أن الأسلوب المتفائل المرح الاستعراضي الذي وجده منير في أول فيلم لشادية (العقل في أجازة) المفقود، وأن أغنية «متشكر» فى هذا الفيلم كانت قاعدة الانطلاق لأسلوب منير مراد الخفيف المرح المتفائل والاستعراضي الذي لازمه طوال حياته الفنية وبالذات في ألحانه لشادية"، لحن منير 3000 أغنية، من أشهر ألحانه على سبيل المثال "أول مرة تحب يا قلبى، استعراض الطلبة، وبكرة وبعده، بحلم بيك، حاجة غريبة، دقوا الشماسى، ضحك ولعب، وحياة قلبى وأفراحه لعبد الحليم حافظ، وقدم لوردة الجزائرية أغنية «من يوميها»، ولفايزة أحمد «شغلونى عيونك، وبغير عليه، ولشريفة فاضل، فلاح كان ماشى بيغنى، والشيخ مسعود، أنا قلبى بابه حنين، حارة السقايين، الليل، وقدم لمحمد قنديل «زعلوا الأحباب، ولمحمد رشدى كعب الغزال، وقدم لأخته ليلى مراد طبيب القلب، وأنا زى ما أنا وأنت بتتغير، بخلاف الديالوجات الشهيرة لشادية مع كمال الشناوى وعبد الحليم"، الى جوار التلحين أبدع فى مجالات متنوعة، شاهدناه مغنيا فى أفلامه، وحصر غنائه فى تقليد أصوات مشاهير الغناء مثل استعراض "ما حدش شاف" الذى قلد فيه عبد الوهاب وفريد الأطرش، معرفته بأنواع الفنون الموسيقية الاستعراضية العالمية وتأثره  بجين كيلي وفريد أستير، ظهرت فى الأفلام الثلاثة التي مثلها: أنا وحبيبي  الذي ضم 12 أغنية واستعراضا، نهارك سعيد ، موعد مع إبليس، وبالطبع لم يبخل على فن الرقص الشرقى بمقطوعات رشيقة لتحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف، رحل منير مراد فى 17 أكتوبر سنة 1981 عن 59 عاما بعد تناوله السحور كما جاء في نعي وفاته في الصحف الصادرة في هذا اليوم.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة