علام عبد الغفار

فى بيتنا «معدن نفيس»

الجمعة، 21 أكتوبر 2022 08:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كل مجتمع مجموعة صفات ومبادئ وأخلاق تجعل أفراده أشخاصا أسوياء، أو العكس، فتنعكس إيجابا أو سلبا على بناء الوطن، وكلما تمسّكت الأغلبية بالسمات الحميدة كالأمانة واحترام الكبير وتوقير الصغير وتقديس العمل والالتزام بالصدق ومراعاة المريض وكل ذى حاجة، كان المجتمع صالحا للتنمية والبناء بوتيرة أسرع كثيرا عن غيره من المجتمعات التى تنتشر فيها الظواهر الاجتماعية السلبية.
 
الأخلاق الجميلة داخل الأسرة الواحدة بمثابة «معادن نفيسة» باهظة الثمن، والآن - ونحن فى القرن الحادى والعشرين - تعيش أغلب المجتمعات ظواهر اجتماعية مختلفة، منها ما يتفق مع الثقافة الدينية والاجتماعية ومُعتقدات الأمّة، وما هو ضدها، لكن تبقى فى المجتمع المصرى مئات من الصفات الحميدة التى ما زالت تبرز فى طباع المصريين وممارساتهم، وتظهر جليّة فى تعاملاتهم اليومية، ومنها «الأمانة».
 
لا يمر يوم من الأيام إلا ونرى أو نقرأ قصة مصرى أصيل يُضرب به المثل فى الأمانة والشهامة والحرص على إحقاق الحق ومساعدة الغير، ولو كانت الظروف الاجتماعية والاقتصادية تسير ضده، ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر المصرى «الجدع» أيمن شوقى منتصر، المُلقّب بـ«النقاش الأمين»، وهو ابن محافظة الغربية الذى عثر على 125 ألف جنيه فى أحد الشوارع، وظل يبحث عن صاحبها حتى أعادها، وكذلك ابن البلد إبراهيم أحمد حسن الذى عثر على 70 ألف جنيه فى حقيبة على شمّاعة بأحد المساجد فى منطقة الضبعية بمدينة القرنة غربى الأقصر، وأعادها رافضا الحصول على مكافأة نظير أمانته.
 
نماذج كثيرة لا حصر لها يوميًّا تعكس أهمية «الأمانة» فى المجتمع، وتجذرها فى نفوس ملايين المصريين، ودورها الفعّال فى نشر الطمأنينة بين أفراد الأسرة الواحدة والمجتمع ككل، فكلما انتشرت أمانة الكلمة والعمل والمعاملات شعر الجميع بالسعادة والراحة النفسية، إذ أن الأمانة طاقة إنسانية قادرة على تقريب القلوب، وفريضة عظيمة حملها الإنسان وقتما أشفقت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظمها وثقلها، مصداقا لقول الله: «إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان».
 
الأمانة صفة لصيقة بأصحاب الرسالات، فقد كان كل منهم يقول لقومه: «إنى لكم رسول أمين»، ولقد اتصف النبى بالأمانة منذ صغره حتى لقّبه قومه بـ«الصادق الأمين»، ولم ينفوا عنه تلك الصفة حتى وهم يُعادونه أو يرفضون دعوته، وكأن الأمانة دائرة تحصين حتى من الخصوم، لذا تبقى أحد أغلى المعادن النفيسة داخل البيت والمدرسة والمصنع والشركة والنادى والشارع، لأنها تشمل كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه قولا وفعلا.
 
من الأمانة أن يؤدّى كل فرد داخل الأسرة والمجتمع ما عليه بأكمل صورة وعلى خير وجه، فعن السيدة عائشة أن النبى قال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»، فالعامل مُطالَب بإتقان عمله وأدائه بإجادة وأمانة، والزارع يفلح أرضه بما يُحسن إنتاجها، والطالب يؤدى ما عليه من واجبات مجتهدا فى تحصيل علومه، وهكذا يُبنى المجتمع وينسجم أفراده، فيجد كلٌّ منّا هذا «النقاش الأمين» الذى يردّ له حقه، عندما نحفظ حقوق الآخرين، هكذا يُمكن أن تسير فى شوارع الحياة مُطمئنا إلى الناس ومعادنهم، طالما حافظت على المعدن النفيس فى نفسك وبيتك وأسرتك!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة