رحلة من الشقاء فى سبيل توفير لقمة العيش، يواصلها السبعينى "مسعود" فى رعى أغنامه يوميا من الصباح الباكر حتى غروب الشمس بمناطق الصحراء الغربية على تخوم محافظة مرسى مطروح.
راعى الأغنام "مسعود عبد القادر"، هو أحد ابناء قبائل مناطق السلوم غرب محافظة مطروح، من ممتهنى مهنة رعى الأغنام، روى لـ" اليوم السابع" من حيث كان يرعى أغنامه فى أطراف قرية "بقبق" التابعة لمركز ومدينة السلوم حكايته مع الرعى، لافتا أنه يعمل فى مهنة الرعى " بالإيجار"، حيث هو إنسان بسيط يبدأ عمله مع شروق الشمس بالإنطلاق خلفها، وهى تسير فى عرض الصحراء بحثا عن الكلاء فى المراعى حتى زوال أخر ضوء نهار، ليعود بها إلى بيته ويستريح من عناء ومشقة السير طوال النهار.
أضاف أن والده كان مزارع، بينما هو اختار أن يكون راعيا للأغنام لأنها مهنة اعظم الانبياء والرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولايزال يواصل بعد أن وصل عمره 72 عاما بينما عمره غى رعى الغنم 65 عاما واكثر حيث بدأها وهو طفل صغير، وله من الأبناء 4 فى أعمار مختلفة، بدورهم يمتهنون حرفته وهم صغار يساعدونه ثم يعملون بمفردهم.
وأشار الراعى مسعود، إلى أنه مع انطلاق رحلة رعى كل يوم يحمل معه طعامه من الخبز وقربة الماء، ويحملها على ظهر حماره ويسير خلف قطيع حلاله من الأغنام والماعز، بينما هذه الأغنام يتقدمها خروف كبير معلق فى رقبته جرس ليستدل به بقية القطيع ويسمع صوته إذا ابتعد عنه.
"الله يساعدنى".. كلمته فى إشارة أنه يسير وراء غنمه فى رحلات الرعى على قدميه بمفرده، ولكنه يتذكر ايام خوالى عندما كان فى شبابه وكامل صحته، وكيف كان يسير مسرعا وراء القطيع الذى يقل عدده ويكثر بحسب ملاكه، لافتا أنه " راعى بالإيجار" يرعى الغنم لمن يحضرها له من ملاكها.
واستطرد أنه لكل فصل من العام متاعبه ودائما للراعى افضل الفصول الربيع حيث تنمو الأشجار والحشائش، وتهجع الأغنام بحثا عنها لتلتقط اهداب طلعها من الأخضر والزهر، ويتحسن حالها وصحتها، وتدر اللبن الذى منه يقتات وأسرته، ويصنعون مشتقاته من الزبد والمش وغيره، بينما فى شهر مايو يبدأون جز الأغنام والاستفادة من أصوافها وشعرها، حيث كان فى الماضى تستخدم لصناعة بيوت الشعر والفرش والأن تباع فى الأسواق.
وقال إن أشهر أشجار الصحراء التى تبقى حية طوال العام وتلتهمها الأغنام وهى ترعى "المتنان والعجرم والرمث"، وانه ياقلم حياته يوميا وفق تقلبات مواسم العام فى الصيف يستظل بالأشجار المعمرة، بينما فى الشتاء يتخذ الأشجار ذات الكثافة سياج له إذا ما هبت الريح واشتد هطول الأمطار، ودائما أينما سار ينشد اغانى واهازيج متوارثة يسلى بها حاله، ويطرب مسامع أغنامه بأبيات يتوارثون قولها فى الرعى، وأثناء جز صوف الغنم وشعر الماعز وعند حلبها.
وأشار إلى أن الراعى هو أمين على ما يرعاه من الحلال التى تواجه فى الصحراء كثير من الأخطار بينها هجمات الكلاب والذئاب ولدغات الثعابين والعقارب، ولكل خطر طرق مواجهته التى يجيدها الراعى، كما أنه يجيد لغة التفاهم مع حلاله من خلال أصواتها وحركاتها التى تنبئ بخطر أو تطلب مساعدة.
الراعى-مسعود
الراعى-مع-اغنامه
رحلات-الرعى-اليومية
مع-اعنامه
مع-محرر-اليوم-السابع
هنا-مع-اغنامه
يروى-حكايته-لمحرر-اليوم-السابع
يوميات-رحلاته-وبرفقته-ابنه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة