أثارت الطيور فى الفترات الأخيرة قلقا كبيرا فى أوروبا، سواء بالنسبة لانتشار فيروس أنفلونزا الطيور أو بالنسبة لارتفاع الأسعار التى جاءت بسبب نقص الحبوب والعلف اللازمة للطيور، وذلك بسبب الحرب فى أوكرانيا.
فيروس أنفلونزا الطيور
تسجيل عدد غير مسبوق من الاكتشافات لفيروس أنفلونزا الطيور الشديد (HPAI) فى الطيور البرية والداجنة بأوروبا بين يونيو وسبتمبر، وفقًا لملخص حديث قدمته EFSA والمركز الأوروبى للوقاية من الأمراض ومكافحتها، ولمختبر المرجعى للاتحاد الأوروبي، فإنه فى السنوات السابقة، وخلال فترة الصيف لوحظ ارتفاع كبير فى حالات الإصابة بأنفلونزا الطيور.
وأشار التقرير إلى أنه بين 11 يونيو و9 سبتمبر 2022، تم الإبلاغ عن 788 حالة إصابة بفيروس أنفلونزا الطيور العالية فى 16 دولة من دول الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة، مع 56 حالة فى الدواجن و22 و710 فى الطيور البرية وفى الأسر، على التوالي.
تمثل الطيور المصابة بشدة خطرًا مستمرًا لإصابة الطيور الداجنة أيضًا. من يونيو إلى سبتمبر، انخفض عدد حالات تفشى الطيور الداجنة مقارنة بالأشهر السابقة، لكنه كان أعلى بخمس مرات مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
المملكة المتحدة
وأشار التقرير إلى أنه تم إعدام حوالى 48 مليون طائر فى أوروبا، وفى المملكة المتحدة، اكتُشف 161 حالة إصابة بإنفلونزا الطيور شديدة العدوى (اتش بى أى آي) فى الدواجن والطيور الداجنة، مما أدى إلى إعدام 3.2 مليون طائر، ويعد ذلك رقما كبيرا مقارنة بـ26 حالة سُجلت العام الذى سبقه 2020/2021.
وقالت حكومة المملكة المتحدة أن الطيور التى أُعدمت كانت "نسبة صغيرة" من إجمالى الإنتاج - الذى يصل إلى حوالى 20 مليون طائر فى الأسبوع.
كما كانت هناك أيضا 1727 حالة إصابة بإنفلونزا الطيور فى مجموعات الطيور البرية فى المملكة المتحدة، سُجلت فى 406 مواقع وشكلت 59 نوعا من الطيور، وفى الأسبوع الماضي، أصبحت كلا من مناطق نورفولك وسفولك وأجزاء من إسيكس هى أحدث المناطق التى تم وضعها ضمن مناطق الوقاية من تفشى إنفلونزا الطيور (أى آى بى زد).
فى السنوات السابقة، مات واختفى الفيروس فى الغالب خلال أشهر الصيف، لكن التفشى استمر على مدار العام، حيث ثبت أنه ينتشر بسهولة أكبر بين مجموعات الطيور.
وأعلن مسؤولون فى المملكة المتحدة الإثنين عن وجود "مستويات غير مسبوقة" من تفشى إنفلونزا الطيور على مستوى المملكة المتحدة.
فرنسا
وفى فرنسا، يصبح الوضع معقدا أكثر، حيث يعانى الفرنسيون من ارتفاع كبير فى أسعار الدواجن والبيض بجانب انتشار انفلونزا الطيور، وأعلنت وزارة الزراعة فى فرنسا ذبح أكثر من 300 الف طائر منذ مطلع أغسطس الماضى فى المزارع الفرنسية وذلك فى إطار الحد من العودة المبكرة لأنفلونزا الطيور.، وفقا لصحيفة "290 مينوتوس" الإسبانية.
وقالت الوزارة - إن معظم الحالات المؤكدة تقع غرب فرنسا لاسيما فى "بلاد للوار" (هى منطقة فى وسط غرب فرنسا وعاصمتها هى نانت) و"بروتاني" و"نورماندي".
وكانت فرنسا قد شهدت أسوأ أزمة إنفلونزا الطيور على الإطلاق بين شهرى نوفمبر ومايو الماضيين، حيث أعدمت السلطات الزراعية أكثر من 19 مليون طائر، لوقف سلالة إنفلونزا الطيور القاتلة، والتى انتشرت فى مناطق تربية الدواجن الرئيسية فى غرب فرنسا.
وشهدت فرنسا هذا العام ارتفاع كبير فى الأسعار وخاصة فى الطيور التى ارتفعت أسعارها بنسبة 51% فى اقل من عام، وذلك بسبب انتشار انفلونزا الطيور وأيضا ارتفاع أسعار الحبوب ونقص الإنتاج والاستيراد بعد حرب أوكرانيا .
كما شهدت أسعار البيض ارتفاعا كبيرا بأكثر من الضعف فى فرنسا بسبب ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة ونفص الامدادات، وهو ما دفع شركات الأغذية إلى خفض الإنتاج او تغيير الوصفات، حسبما أكد المزارعون فى فرنسا.
هولندا
وأعدمت السلطات الصحية الهولندية، حوالى 300 ألف دجاجة فى أعقاب أكبر انتشار لأنفلونزا الطيور شديدة العدوى هذا العام، قائلة أن الوباء المستمر حتى الآن قتل ما يقرب من ستة ملايين طائر.
وأفادت وكالة سلامة الغذاء الهولندية NVWA أن أحدث انتشار لفيروس H5 شديد العدوى أصاب مزرعة دجاج فى مقاطعة ليمبورج، حسبما نقلت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
وقالت الرابطة "حظرنا على الفور نقل" جميع منتجات الدواجن، مضيفة أن القرار يشمل البيض ولحوم الدواجن والسماد الطبيعي، حيث أن خمس مزارع دواجن أخرى فى دائرة نصف قطرها خمسة كيلومترات "يجرى اختبارها وستتم مراقبتها للكشف عن إنفلونزا الطيور خلال الأسبوعين المقبلين".
وقالت السلطات الهولندية إنها أعدمت نحو 5.8 مليون طائر، بما فى ذلك دجاج وديك رومى وطيور مائية، فى 98 موقعا فى جميع أنحاء البلاد منذ اكتشاف السلالة الجديدة من إنفلونزا الطيور لأول مرة فى أكتوبر من العام الماضي.
وأعلن وزير الزراعة الهولندى، بيت أديما، الأسبوع الماضى فى رسالة إلى البرلمان أن "هذا الوضع غير مستدام، فمن أجل الحيوانات ومزارع الدواجن والمجتمع يجب علينا تكثيف اسلوبنا فى التعامل مع مرض انفلونزا الطيور.
وأشارت الصحيفة إلى أن هولندا فرضت إبقاء جميع الطيور الداجنة فى الداخل اعتبارًا من 5 أكتوبر فى محاولة للحد من الفيروس.
كيف تؤثر أزمة الطيور على احتفالات عيد الميلاد
تؤثر أزمة الطيور فى أوروبا أيضا على احتفالات عيد الميلاد فى أوروبا، حيث وفقا لصحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية أن فطائر فلو جرا التى يتم اعدادها كأحد تقليد عيد الميلاد فى بعض الدول الأوروبية لم يتم تناولها العام الجارى بسبب ارتفاع فى الأسعار بجانب انفلونزا الطيور.
كما أيضا يعد تناول "البط" من ابرز التقاليد الأوروبية للاحتفال بعيد الميلاد، وبسبب ارتفاع الأسعار وانفلونزا الطيور، يمتنع الأوروبيين أيضا من اعداد وجبة البط للاحتفال بهذه المناسبة.
وتعد فرنسا من أكثر الدول التى تشتهر بفطائر فلو جرا حيث أنها تعتبر أكبر منتج لها وأكبر مستهلك فى العالم، ولكن الفرنسيين هذا العام سيعانون من عدم تناولها بسبب انفلونزا الطيور.
وفى فرنسا بلغت مبيعات الفطائر بقيمة 53.77 مليون يورو فى عام 2021، وذلك لوجود 24 مزرعة تربية وتسمين موجودة فى البلاد والتى تم فيها إنتاج 516 طنا من فطائر فوا من ما يقرب من مليون طائر.
وقالت جوان مولينر، المديرة التجارية لشركة Coll Verd، إحدى الشركات المخصصة لتربية وإنتاج البط فى مقاطعة جيرونا: "من مارس إلى يونيو، لم نستقبل أى طيور وتركنا بدون منتجنا الخاص".
وأضافت مولينر: "يتعين علينا الآن شراء المنتجات من بلغاريا وبيعها لعملائنا. نحن لا نضع علامة عليها بعلامتنا التجارية لأنها ذات جودة رديئة، ولكن عملائنا يحتاجون إلى الطيور، مع هذه المشكلة، نقص المنتج المحلى، وخاصة المطاعم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة