تغطية جديدة قدمها تليفزيون اليوم السابع، من إعداد هديل البنا وتقديم محمد أبو ليلة عن استعداد المدينة السياحية جنوب أسوان، لظاهرة فلكية فريدة سطرها القدماء المصريون داخل معبد أبوسمبل بمصر، وهي "تعامد الشمس" على قدس الأقداس بمعبد الملك رمسيس الثانى بأبوسمبل .
تستعد وزارة الآثار متمثلة في منطقة آثار أسوان والنوبة، للحدث العالمي، وتضع اللمسات النهائية ليستطيع المعبد استقبال الأعداد الكبيرة من السياح التي تأتى خصيصا من جميع أنحاء العالم لرؤية تلك الظاهرة الفريدة.
وبالفعل بدأت المنطقة أعمال التجهيز والتحضير لظاهرة تعامد الشمس المقرر الاحتفال بها مع شروق شمس يوم 22 أكتوبر، وهى الظاهرة الفلكية الفريدة التى جسدها القدماء المصريون قبل آلاف السنين، ومن ضمن تلك الاستعدادات إنهاء أعمال النظافة الميكانيكية والكيميائية للمعبد وتهذيب المساحات الخضراء، وتوفير سيارات جولف لنقل ضيوف المعبد من البوابات إلى ساحات المعبد الداخلية، وتوفير كافة سبل الراحة للزائرين خاصة كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة.
أيضا تم تزويد المعبد بـ64 كاميرا مراقبة ، بالإضافة إلى تجهيز البوابات الإلكترونية للدخول والتأكد من صيانة الأجهزة الأمنية x ray ومتابعة منظومة الإضاءة، بالإضافة إلى الاهتمام بمنظومة الإضاءة البانورامية العالمية التى تم تشغيلها بالمعبد.
ويبدأ توقيت تلك الظاهرة في تمام الساعة الخامسة وخمسون دقيقة صباحاً مع شروق شمس يوم 22 أكتوبر وتستمر لمدة 20 دقيقة فقط.
في السياق ذاته تابع اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، الجهود المبذولة وتسخير كافة الإمكانيات لإنجاح الفعاليات المتنوعة التى تقام لإحياء ليالى وأيام المهرجان الدولى بالتنسيق مع وزارة الثقافة بقيادة الدكتورة نيفين الكيلانى.
ومن اهم استعدادات المدينة للحدث، هو تجهيزات شاشات البلازما لعرض ظاهرة التعامد مع تجهيز مسرح الصوت والضوء والذى سيشهد الحفل الفنى الساهر لضيوف المهرجان من الأفواج السياحية، والذى يحيه عازف البيانو إيهاب عز الدين، وأيضاً عازفة التشلو علياء الباسوسى، ليتوازى معه تقديم ديفيليه وعروض فرق الفنون الشعبية بشوارع المدينة وقصر الثقافة.
أيضا أكد محافظ أسوان بأنه تم تنظيم أكثر من نشاط ضمن فعاليات مهرجان تعامد الشمس والتي انطلقت في 17 أكتوبر، وتختتم يوم 22 أكتوبر بحدوث ظاهرة التعامد، وذلك وسط مشاركة لـ 10 فرق للفنون الشعبية والتي قدمت عروضها فى بيوت وقصور الثقافة بمدن ومراكز المحافظة.
وكان من أبرز التصريحات حول ظاهرة تعامد الشمس على تمثال الملك رمسيس،، للأثرى أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار أبوسمبل، والذي افاد بأن التعامد يحدث حيث تتسلل أشعة الشمس داخل المعبد، وصولا أقدس الأقداس والذى يبعد عن المدخل بحوالى ستين مترًا، ويتكون من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثانى جالساً وبجواره تمثال الإله رع حور أخته، والإله آمون، وتمثال رابع للإله بتاح، والجدير بالذكر أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال "بتاح"، الذى كان يعتبره القدماء إله الظلام.
وعن السبب أفاد كبير مفتشى آثار أبو سمبل بأنه يرجع إلى سبب ذكر في روايتين، أولاً هى أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعى وموسم الحصاد، وثانياً هى أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثانى ويوم تتويجه على العرش.
وألمح أيضا إلى أنه تم اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس فى شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة البريطانية "إميليا إدوارد" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة، وقد سجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل"
