-يحقق أكبر دخل شهرى مستدام للشباب بربح 48% سنويا
-يعتمد على التصنيع المحلى لخامات صديقة للبيئة-يحقق الاستدامة بتدوير المخلفات
وفق رؤية استراتيجية واضحة، وضعت مصر خطة للتوجه نحو الاقتصاد الأخضر ودعم المشروعات الاقتصادية والبيئية، التى تهدف إلى تقديم بدائل صديقة للبيئة، تتبع مبادئ الإنتاج والاستهلاك المستدام، وتهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية والتوجه نحو التحول الرقمى والاعتماد على الطاقة النظيفة؛ للتصدى إلى التغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية على النظام البيئى والاقتصادى الوطني.
وتستعد مصر لاستضافة مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة للتغيرات المناخية COP27 خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر القادم 2022 بمدينة شرم الشيخ، بهدف الوصول إلى نتائج منشودة فيما يتعلق بقضايا المناخ ذات الأولوية وخاصة التكيف مع تغير المناخ وتخفيف تداعياته ووضع التزامات ملزمة قانونا للدول المتقدمة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وأعلن اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، فوز 6 مشروعات بالمحافظة بالمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، كأفضل المشاريع التى حققت كافة معايير المسابقة، وذلك ضمن المشروعات التى تتنافس للمشاركة فى مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، الذى ستستضيفه مدينة شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل، بهدف إبراز الجهود الوطنية المصرية للتعامل مع البعد البيئى وتغيرات المناخ، تحقيقا لأهداف التنمية المستدامة.
ومن بين 6 مشاريع فائزة بمحافظة الجيزة فى المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، فاز مشروع مجمع دواجن يدار بالطاقة الشمسـية ونظم الذكاء الاصطناعى، عن فئة المشروعات متوسطة الحجم، كأول مشروع دواجن صحية بتكنولوجيا الاقتصاد الأخضر.
المزرعة الواحدة تحقق متوسط دخل شهرى مستدام 8000 جنيه
قالت الدكتورة حنان على فهمى أستاذ البيوتكنولوجى وسفير المناخ للمشروعات الخضراء الذكية، والمتحدث الرسمى للمشروع، لـ"اليوم السابع"، إن المجمع، يعد أول مجمع مزارع دواجن عضوية متكامل يدار بتكنولوجيا الاقتصـاد الأخضـر والطاقة الشمسـية ونظم الذكاء الاصطناعى، فى إطار أهداف الأمم المتحدة ورؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، محققا أكبر دخل شهرى مستدام للشباب من الجنسين خصوصاً المناطق المهمشة و الصحراوية البعيدة وذلك عن طريق خفض تكلفة الإنتاج بنسبة 33 % وتحقيق ربح يصل إلى 48 % سنوياً مع عائد على الاستثمار 2.3.
وأشارت المتحدث الرسمى للمشروع، إلى أن المشروع يهدف إلى تعظيم استخدام تكنولوجيا الاقتصاد الأخضر والذكاء الاصطناعى فى الحصول على عمل لائق بدخل شهرى مستدام، وتوفير منتج صحى آمن للمواطنين، موضحة أن المشروع يحقق العديد من الآثار الإقتصادية، بداية من تحقيق المزرعة الواحدة متوسط دخل شهرى مستدام يصل إلى 8000 جنيه، كما أن سرعة دوران رأس المال بمعدل 7 دورات فى السنة، وتصل أعلى نسبة أرباح بين كل المشروعات الإنتاجية إلى 48 % سنوياً، وأعلى عائد على الاستثمار فى كل المشروعات الإنتاجية ROI =2,3.
مجمع الدواجن الواحد يوفر 3200 فرصة عمل
أكدت الدكتورة حنان على فهمى، أن المشروع من أهم المشاريع البيئية الخضراء الذكية التى تحقق العديد من الأبعاد الاجتماعية، مشيرة إلى أن المجمع يوفر العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للشباب، حيث توفر المزرعة الواحدة من المجمع ما بين 5 إلى 8 وظائف لائقة مباشرة وغير مباشرة، كما أن إجمالى الوظائف للمجمع الواحد تصل إلى ما يقرب من 3200 وظيفة لـ3200 فرد يعول كل منهم أسرة مكونة من 3 إلى 5 أفراد على الأقل، بالإضافة إلى أنه ينتج دواجن عضوية صحية وآمنة وخالية من الأمراض والملوثات لصحة أفضل للمواطنين.
المشروع يحقق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030
أوضحت الدكتورة حنان على فهمى أستاذ البيوتكنولوجى، أن المشروع يحقق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، والاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، خاصة قضية التغيرات المناخية، وذلك من خلال اتخاذ عدد من الخطوات الجادة فى سبيل تقليل الملوثات البيئية والاعتماد على الطاقة البديلة وتقليل الاعتماد على مصادر الوقود الملوثة، بهدف الحفاظ على البيئة وتحسين نوعية الحياة، مشيرة إلى أن المزرعة الواحدة من المجمع تساهم فى انخفاض استهلاك الكهرباء الحكومية بنسبة تصل إلى 85 %، وانخفاض استهلاك المياه اللازمة بنسبة تصل إلى 90 %، بالإضافة إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 93 %.
وقالت إن المشروع يستهدف جميع فئات المجتمع من سن 21 إلى 55 عام، مشيرة إلى انه يهدف إلى خفض معدلات البطالة من خلال عدة اتجاهات، والحصول على دخل شهرى منتظم ومستدام من خلال بيع منتجات الوحدات الإنتاجية، وتحقيق الإكتفاء الذاتى من منتجات الدواجن (البروتين الحيوانى) لأسر المستفيدين، وتوفير منتج صحى وآمن لكل المواطنين بأسعار مخفضة وذو جودة عالية، وتقليل الاعتماد على الطاقة الكهربائية الحكومية وترشيد استخدامها من خلال استخدام الطاقة الشمسية وغيرها من نظم الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تقليل استيراد خامات الأعلاف عن طريق استخدام البدائل المحلية المتاحة.
الاعتماد على التصنيع المحلى لخامات صديقة للبيئة
قالت أستاذ البيوتكنولوجى وسفير المناخ للمشروعات الخضراء الذكية، إن المشروع يعمل على تقليل استيراد خامات تصنيع المعدات والهياكل المعدنية اللازمة لتأسيس العنابر وتشغيلها والاعتماد على التصنيع المحلى ذو العنصر الابتكارى من خامات صديقة للبيئة، وخفض معدلات تلوث الهواء وانبعاثات الغازات الدفيئة عن طريق تغيير النمط الغذائى وأسلوب التربية المتبع والتخلص الآمن من مخلفات دورة تسمين الدواجن، واستغلال الأراضى الصحراوية غير الصالحة للزراعة، والتى لا يتوفر فيها مصدر للمياه ولا الكهرباء الحكومية، بشرط أن تكون مطابقة لاشتراطات الأمان الحيوى والبعد الوقائى، بالإضافة إلى تعميق الولاء والإنتماء للوطن من خلال شعور المواطن بأنه فى عقل صناع القرار وذلك عند إتاحة تلك المشروعات للجميع وتيسير سبل الحصول على التمويل البنكى اللازم لتملكها.
مشروع صديق للبيئة يحقق الاستدامة بتدوير المخلفات
أشارت المتحدث الرسمى للمشروع، إلى أن المشروع يخدم رؤية مصر 2030 والجهود العالمية لمواجهة التغيرات المناخية، عن طريق تحقيقه لمبدأ الاستدامة من خلال عدة محاور رئيسية، وهى استدامة استخدامات الطاقة وتقليل التلوث والانبعاثات الحرارية الضارة وتدوير المخلفات والتكيف مع التغيرات المناخية الناتجة عن زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، وتسخير العلم من خلال تطبيق وتطويع التقنيات الحديثة والخاصة لنقدم حلولاً مستدامة وربحية حقيقية تعود بالنفع على الدواجن نفسها والمنتجين والبيئة وتحقق الربح، والقابلية للتكرار واستدامة الأثر، بالإضافة إلى تحقيق الاستدامة المالية من خلال اعتماد المشروع على نفسه خلال فترة صغيرة، إلى جانب تحقيق الاستدامة الفنية من خلال امتلاك كل العناصر الابتكارية.
الاستثمار فى الطاقة الخضراء والطاقة الشمسـية ونظم الذكاء الاصطناعى
قالت الدكتورة حنان على فهمى، إن المجمع يعد مشروعا صديقا للبيئة يعتمد على استخدام وسائل متقدمة وحديثة من التكنولوجيا، وتشمل الاستثمار فى الطاقة الخضراء والطاقة الشمسـية ونظم الذكاء الاصطناعى، حيث يعتمد المشروع على تصغير حجم العنبر مع الاحتفاظ بالمواصفات القياسية لنظم الإنتاج والرعاية لقطعان الدواجن وذلك باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد (وهى أحد أهم تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة)، واستخدام محركات كهربائية موفرة للطاقة وذات أداء مناسب، كما تم تطبيق نفس الفكرة فى خطوط الشرب مع الاحتفاظ بقوة ضغط الماء داخل المواسير والنبل والكب وتوفير استهلاك الماء من خلال التقليل بصورة كبيرة من هدر الماء أثناء عملية شرب الدواجن.
وأوضحت أنهم عملوا على تهيئة المناخ داخل العنبر باستخدام نظم تبريد الهواء الصحية من خلال تمريره على ألواح من الكرتون المقوى والمعالج ضد الذوبان والتلف بفعل التمزق (نظرية نسيم البحر) والتى يتدفق عليها الماء فى صورة شلال يؤدى إلى خفض درجة الحرارة تلقائياً إلى الدرجة المناسبة وحينئذ يتوقف النظام عن العمل حتى تتغير درجة الحرارة ويبدأ فى العمل من جديد، مع إعادة تدوير الماء الناتج عن عملية التبريد، وبالتجربة أثناء فترة الذروة فى الصيف كانت درجة الحرارة بداخل العنبر 27 درجة مئوية، مما أدى إلى استدامة دورات تسمين الدواجن ومواصلة التربية طوال العام دون توقف مما أدى إلى زيادة الإنتاج.
مستشعرات للحرارة والرطوبة ونظام مراقبة رقمى للتحكم
وقالت الدكتورة حنان على فهمى، إن المشروع يعمل وفق نظام تكنولوجى متكامل، حيث تم تركيب مستشعرات للحرارة والرطوبة وربطها مع نظام مراقبة بالكاميرات للتحكم واستصدار أوامر التشغيل تبعاً لمراحل الإنتاج المختلفة أثناء مدة دورة التربية والتسمين والاتصال بشبكة الإنترنت (إنترنت الأشياء)، حيث أدى ذلك إلى التعامل السريع جداً مع المشكلات خلال 30 ثانية فقط، مشيرة إلى أنه تم ربط كل ذلك على تطبيق تم تحميله على الهاتف المحمول لتسهيل رؤية ومتابعة العنبر من الداخل ومتابعة العمال والفنيين وطاقم الإدارة بالكامل لتحسين معدلات الأداء، مما أدى إلى ارتفاع إنتاجية الدواجن وأوزانها وانخفاض كبير فى نسبة النفوق لتصل إلى 1 % واختفاء عنصر الخطأ البشرى نتيجة استخدام النظم التكنولوجية الحديثة فى الإدارة، فضلا عن تفعيل ويب سايت، وصفحة للتواصل الإجتماعى مع الجمهور للإعلان عما وصلنا إليه من تكنولوجيا حديثةط ومتطورة وابتكارات غير مسبوقة فى مجال إنتاج الدواجن فى مصر.
التخلص الآمن من المخلفات واعتماد ألواح الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء
وأشارت أستاذ البيوتكنولوجى وسفير المناخ للمشروعات الخضراء الذكية، إلى أن المشروع يتميز عن المشاريع الخضراء الذكية الأخرى، فى أنه اعتمد على تصنيع عنابر الإنتاج من خامات صديقة للبيئة Environment friendly materials، متوفرة فى شتى ربوع البلاد حتى يمكننا أن نقوم بمواصلة عملية التربية والرعاية طوال العام، كما تم تركيب معدات الإنتاج بنظم تحكم أتوماتيكية تم فيها استخدام أحدث تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي، وتصميم خطوط التغذية والشرب والتهوية والتبريد والتدفئة بما يتناسب مع مساحة تلك العنابر دون إرتفاع لأسعار التكلفة، بالإضافة إلى استخدام مفاعل البيوجاز الحيوى للتخلص الآمن من المخلفات وإعادة تدويرها وتحويلها إلى غاز الميثان الذى بدوره كان يدخل فى نظام التدفئة أثناء مرحلة التحضين أو إنتاج الكهرباء النظيفة من خلال مولدات كهربائية تعمل بالغاز الطبيعى وصديقة للبيئة.
وأوضحت أن المشروع يعتمد على استخدام ألواح الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء كمصدر أساسى وربطها بالشبكة القومية للكهرباء، واستخدام بدائل للأعلاف التقليدية المستخدمة فى التغذية عن طريق نظم الزراعة المائية بدون تربة من أجل إنتاج دجاج صحى وآمن، بالإضافة إلى اعتماده على أسلوب حديث لرعاية التربة خلال دورة إنتاج دجاج صحى آمن، يعتمد على خفض تكلفة إنتاج الدواجن بنسبة تصل إلى 33 %، فضلا عن انخفاض تكلفة المشروع عن التكلفة التقليدية للمشاريع.
تكريم المشروع في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء
مجمع دواجن بتكنولوجيا الاقتصاد الأخضر يدار بالطاقة الشمسـية ونظم الذكاء الاصطناعي
مجمع دواجن بتكنولوجيا الاقتصاد الأخضر
مجمع دواجن يدار بالطاقة الشمسـية ونظم الذكاء الاصطناعى
مشروع فائز بالمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة