شهدت محافظات الضفة الغربية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، إضرابًا شاملا، الثلاثاء، فى أعقاب المواجهات بين جيش الاحتلال الإسرائيلى وشبان فلسطينيين فى مدينتى نابلس ورام الله، والتى أسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة 23 آخرين.
وشيّع عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطينى فى نابلس والمدن والبلدات المجاورة، فى موكب جنائزى مهيب، جثامين الشهداء الخمسة الذين ارتقوا برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها المدينة فجر اليوم.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا وسط غضب عارم وهتافات فلسطينية واضراب وحداد شل مرافق الحياة فى مختلف محافظات الوطن، بالتزامن مع اشتباكات ومواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال على خطوط التماس، وشارك فى موكب التشييع، إلى جانب عشرات آلاف المواطنين، ممثلو القوى والفعاليات الرسمية والشعبية، رفعوا خلاله الاعلام الفلسطينية والرايات السوداء ورددوا الهتافات الوطنية، والمنددة بجرائم الاحتلال.
كانت قوات الاحتلال الإسرائيلى قد اقتحمت العديد من أحياء البلدة القديمة فى نابلس، واستهدفت منزلا بصواريخ "الأنيرجا"، وسط اندلاع مواجهات استمرت قرابة ثلاث ساعات، أسفرت عن استشهاد: وديع الحوح (31 عاما)، وحمدى شرف (35 عاما)، وعلى عنتر (26 عاما)، وحمدى قيم (30 عاما)، ومشعل زاهى أحمد بغدادى (27 عاما)، قصى التميمى، وإصابة 23 آخرين برصاص الاحتلال، خمسة منهم فى حالة الخطر.
ووفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فإن الاحتجاجات، التى دعت لها القوى الوطنية والفعاليات الشعبية الفلسطينية، جابت شوارع المدن والبلدات والقرى والمخيمات، رفضًا لقتل جيش الاحتلال للشبان الفلسطينيين فى نابلس وقرية النبى صالح شمال رام الله.
وندد المشاركون بـ"الصمت الدولى على جرائم الاحتلال المُستمرة"، وطالبوا بتوفير الحماية الدولية، فى حين أعلنت "لجنة التنسيق الفصائلي" فى نابلس، الثلاثاء، "يوم غضب وإضراب شامل فى المحافظة، حدادًا على أرواح الشهداء".
بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أن "مكتب عباس تواصل مع الولايات المتحدة لطلب مساعدتها من أجل وقف العدوان والجرائم اليومية الإسرائيلية التى لا يمكن السكوت عليها"، محذرًا من "تداعيات خطيرة".
فيما نعى رئيس الوزراء الفلسطينى محمد اشتية، الشهداء الفلسطينيين حمدى قيم، وعلى عنتر، وحمدى شرف، ووديع حوح، ومشعل بغدادى، وقصى التميمى، الذين ارتقوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلى فى البلدة القديمة من مدينة نابلس وفى قرية النبى صالح برام الله.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني: "المجد والخلود لأقمار فلسطين الستة، الذين ارتقوا فجر اليوم فى نابلس ورام الله، وقد حفروا أسماءهم فى قلوب أبناء شعبهم بأنهم المعتصمين باليقين وبحتمية انتصار صاحب الأرض على المحتل، والعار لهذا الاحتلال المجرم الذى يمّول انتخاباته بالدم الفلسطيني".
وتمثل مجموعة "عرين الأسود" أحد أبرز المجموعات الفلسطينية المقاومة التى تشكلت العام الجارى فى شمال الضفة الغربية مثل "كتيبة جنين"، و"كتيبة طولكرم"، و"كتيبة طوباس"، وغيرها نموذجًا جديدًا من العمل السياسى الفلسطينى بشكله المسلح والشعبى، فهى مجموعات شبابية لا تنتمى لأى من الفصائل السياسية التقليدية.
وتصاعد التوتر فى الأشهر الأخيرة فى شمال الضفة الغربية، لا سيما فى منطقتى نابلس وجنين وهما معقلان للفصائل الفلسطينية، حيث كثّفت القوات الإسرائيلية، مداهماتها منذ مارس وأبريل الماضيين.
موكب جنائري مهيب في نابلس
آلاف الفلسطينيين يشيعون جثامين شهداء نابلس
تشييع جثامين شهداء مدينة نابلس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة