قال السباح البريطاني لويس بو، أول سباح يعبر البحر الأحمر من السعودية إلى مصر للتأكيد على ضرورة الحفاظ على الحياة البحرية، إن مصر لديها إرث تاريخى لا مثيل له، وكانت مهد الحضارة ومع استضافتها قمة المناخ بعد أيام، سيكون عليها الدعوة لحماية الإرث الطبيعى المذهل لديها المتمثل فى الشعاب المرجانية.
وكان سبح لويس بو إلى شرم الشيخ قادما من السعودية، حيث قام بالسباحة مسافة 160 كيلومترًا عبر البحر الأحمر، في محاولة منه لتسليط الضوء على مدى الآثار المدمرة لتغير المناخ على الشعاب المرجانية قبل بدء قمة المناخ cop27 المقرر عقدها الشهر المقبل في شرم الشيخ.
السفير البريطانى مع لويس بو
وأكد أن كل جيل لديه فرصة لتغيير العالم وجعله أكثر أمانا وعدلا واستدامة، داعيا الجيل الحالي إلى عدم توفيت الفرصة وإحداث فرق الآن.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقد في السفارة البريطانية بالقاهرة ظهر اليوم أن ما يحدث الآن في القطب الشمالي والجنوبي من ذوبان للجليد بشكل سريع سيؤثر على كل كائن حى على وجه الأرض.
وأضاف أن أكثر منطقتين يتأثران بتغير المناخ هم الأقطاب الشمالية والجنوبية والشعب المرجانية معربا عن أن السباحة عبر البحر الأحمر جعلت لديه رغبة في أن يضع رؤوس المسئولين تحت الماء ليرون الطبيعة الخلابة التي تنبض بالحياة.
وأوضح أنه طوال 35 سنة من السباحة حول العالم، وطوال سنوات عمره الـ52 خسرت الحياة البيولوجية ما يقرب من 70% منها.
وأضاف أن العلم محدد ويقول إن ارتفاع درجات الحرارة بنسبة 1.5 درجة مئوية ستتسبب فى خسارة 70% من الشعب المرجانية وإذا ارتفعت درجات الحرارة عن 2% سيفقد العالم 90% من الشعب المرجانية ونحن فى طريقنا إلى حرارة أعلى من ذلك.
السباح البريطانى
وأكد أن الشعاب المرجانية فى البحر الأحمر كنز عالمى، ورسالتى لقادة العالم الذين سيجتمعون فى القمة المناخية فى شرم الشيخ أن على الجميع توحيد الصف لتقليل الانبعاثات والمشاركة فى التوصل لحل لهذه المشكلة، لأنه لم يعد هناك وقتا يضيع، لاسيما مع ما يقوله العلماء إنه علينا حماية 30% من المحيطات هذا العقد.
وبسؤاله عن رسالته للدول الغنية المسببة لأكثر الانبعاثات، قال فى رده على "اليوم السابع" أن الشباب هم من يدفعون الثمن فهم من يعاصرون ظواهر مناخية صعبة ولو كان قادة العالم اتفقوا قبل سنوات منذ بدء قمم المناخ لكان العالم فى مكان مختلف الآن، وعلى الجميع التوقف عن الأمل فقط وإنما اتخاذ إجراءات فعالة.
وقال "هذه رسالتى للناس المشاركين فى قمة المناخ من فضلكم ضعوا رؤوسكم تحت مياه البحر الأحمر كى تعرفوا ما سنحسره إذا لم نتخذ إجراءات الآن فى القمة فى مصر."
وحول الشعاب المرجانية فى البحر الأحمر، قال إنها مذهلة بألوانها الزاهية وطبيعتها المقاومة للتغير المناخى.
وبسؤاله عن أكثر لحظة تحدى لن ينساها خلال رحلته، قال السباح البريطانى، إن العبور عبر الممر الملاحى لقناة السويس كانت أكثر لحظة لن ينساها. موضحا أن المرور عبر المجرى الملاحى يمكنه تلخيص ما يحدث فى قضية تغير المناخ، ففى وقت واحد، اضطر لمواجهة السفن العابرة والرياح والأمواج المرتفعة والتيار الشديد، ولتزداد الأوضاع صعوبة، رأى سمكة قرش تسبح على عمق حوالى 25 مترا.
السباح البريطانى ومصطفى زكى السباح المصرى
ومن جانبه قال السباح المصرى، مصطفى سعيد زكى، الذى شارك لويس بو في الرحلة عبر مياه البحر الأحمر فى مصر، أنه وجد الفكرة جذابة سواء من الناحية الرياضية أو من حيث الرسالة المتعلقة بحماية الحياة البحرية والشعاب المرجانية، فهى رسالة تخاطب العالم كله.
وقال إنه شارك من قبل في مسابقة في زيورخ ولكن تحمل هذه الرحلة مكانا خاصا في قلبه لأنها تمت في بلده الذى يستضيف قمة المناخ بعد أيام في شرم الشيخ.
وقال إن التجربة كانت مميزة ولا تنسى، لاسيما الجزء المتعلق بالمرور عبر ممر قناة السويس الملاحي، فكان التحدى الأكبر خلال الرحلة حيث اضطر هو ولويس للسباحة إلى جانب السفن الضخمة التي تعبر من القناة إلى الشرق الأوسط وآسيا. وقال إن الفريق احتفل بعيد ميلاده بعد الانتهاء من السباحة فى الممر للعبور إلى الغردقة وكان بمثابة احتفال انتهاء التحدى فى الممر الملاحى.
وأوضح أن الرحلة استمرت 16 يوم سبح خلالها هو ولويس123 كيلو متر هي طول الرحلة.
ومن جانبه، قال نور الدين فريد، المدير التنفيذي لجمعية المحافظة على البيئة بالغردقة (هيبكا) إن الرحلة فرصة لتعزيز أهمية الحفاظ على الحياة الطبيعية قبل تجمع قادة العالم فى مؤتمر، مؤكدا أن الشعاب المرجانية هى داعم للحياة البحرية في مصر والعالم كله.
وقال إن وضع الشعاب المرجانية مؤشر على وضع الكوكب حيث بدأت بالفعل في تموت فى أماكن كثيرة حول العالم، موضحا أن الشعاب المرجانية فى البحر الأحمر تتسم بخصائص مميزة فلديها قدرة أكبر على البقاء ومقاومة التغيرات المناخية، وهناك تقارير تقول إنها لديه القدرة على الصمود أكثر من أي شعاب أخرى حول العالم، مما يعنى أنها بالفعل كنز ليس فقط لمصر ولكن للعالم.
وقال إن الجمعية تعمل على إعلان البحر الأحمر فى قمة المناخ "بقعة أمل"، حيث يمكن للشعاب المرجانية أن تستخدم فى إنقاذ الشعب حول العالم.
وأكد أن هناك جهد يبذل من أجل تحويل أجزاء من البحر الأحمر لمحميات طبيعية لأنها طريقة للاستثمار فى المستقبل. ودعا إلى حماية الشعاب فى البحر الأحمر من خلال إدارة موارده بطريقة مستدامة وقال إن جمعيته طرحت فكرة تحويل 3 مناطق إلى محميات طبيعية هي جنوب سيناء والجزر الشمالية ووادى الجمال، حيث تشكل 50% من الشعاب المرجانية فى البحر الأحمر، وذلك بهدف الحفاظ عليها.
وأشار إلى أن قمة المناخ فرصة للدفع من أجل حلول فعلية لأنه لم يعد هناك وقتا لإنقاذ الكوكب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة