أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

إفريقيا وفرص المستقبل

الإثنين، 03 أكتوبر 2022 10:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سألني أحد أساتذة العلوم السياسية، لماذا تهتم أمريكا وروسيا لأمر  القارة الإفريقية؟ فكانت إجابتي حاضرة ولم أتمهل لأفكر، وأخبرته أن موارد إفريقيا كانت دائماً سبباً في استعمارها واستغلالها، فهذه القارة السمراء تمتلك أكثر  من 26% من الأراضي الصالحة للزراعة حول العالم، ونصف إنتاج العالم من الذهب، وأغلب إنتاج العالم من الماس، وبها أنهار  وبحار  وغابات وبترول ومعادن، تجعلها مطمعاً للجميع.

ورغم كل ما تمتلك القارة الإفريقية من موارد وقوى بشرية تزيد عن 1.2 مليار  نسمة، إلا أنها أفقر  قارات العالم وأقلها من حيث مستوى دخل الفرد، بل إن العديد من دولها تعاني نقصاً حاداً في إنتاج الكهرباء، ولا توجد دولة واحدة لديها مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية في إفريقيا سوى جنوب إفريقيا، وتجربتها في هذا المجال قديمة وتعود إلى ما يقرب من 50 عاماً، ثم مصر التي تبني في الوقت الراهن محطة نووية متكاملة تشمل 4 مفاعلات من الجيل الثالث المتطور، منتظر  أن تدخل الخدمة في العام 2028.

إفريقيا مازالت تحلم بقطار فائق السرعة يربط عواصمها ومدنها المختلفة ويخلق مناطق تجارية وسياحية، ويسهل الحركة بين سكانها ويعمق الروابط والصلات بين شعوبها، لكن حتى يتحقق  هذا الحلم، لابد أن يكون هناك جواز سفر  إفريقي موحد، يضمن حرية الحركة والتنقل بين الأراضي الإفريقية، وهذا لم يحدث حتى الآن، على الرغم من طرحه كهدف ضمن أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.

القارة السمراء تضم 55 دولة، جميعهم تحت مظلة الاتحاد الإفريقي، لكنها لم تنجح في إزالة الحواجز الجمركية بين دولها، ولم تتمكن من تأسيس منطقة تجارة حرة، يمكن أن تكون سوق عملاقة لـ 1.2 مليار  موطن على أراضيها، إلا أنه لم يتم الشروع في التنفيذ الفعلي من أجل خلق هذه السوق، وتوقف الأمر عند مجرد التوصية، نتيجة خوف بعض الدول الإفريقية على اقتصادها وصناعتها المحلية، بعد ضغوط من المصدرين ورجال الأعمال.

أظن أن إفريقيا وأجندتها في 2063 التي وضعتها في العام 2013 بمناسبة مرور 50 عاماً على منظمة الوحدة الإفريقية التي تأسست في العام 1963، كانت طموحة أكثر من اللازم، وهذا كان سبباً هاماً في أن التنفيذ الفعلي للمقترحات والأفكار  لم يكن من نصيبها، رغم مرور  ما يقرب من 10 سنوات على إعلانها، فالمقترح الخاص بإنشاء بنك مركزى إفريقي وصندوق نقد إفريقي وبورصة إفريقية، وبنك استثمار إفريقي، لا يمكن أن يتحقق دون أن تكون هناك عملة إفريقية موحدة كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي، الذى اعتمد اليورو  عملة موحدة ورسمية للدول الأعضاء، لذلك أتصور أن الطرح الأفريقي كان حسن النية، إلا أنه لم يضع الضوابط اللازمة والإجراءات الفاعلة التي تكفل التنفيذ.

رغم كل التحديات التي تعاني منها القارة السمراء إلا أن الفرص أمامها مازالت واعدة وتحمل الكثير من الإيجابيات، سواء على مستوى القوة البشرية الهائلة التي تمتلكها، أو على مستوى الموارد والثروات التي تزخر  بها أراضيها، وأظن أن المستقبل القريب سيضع هذه القارة في صورة أفضل، ويمنحها الفرصة الكاملة لتمنح شعوبها حياة أفضل.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة