- كريمة مختار أنقذت ملايين الأطفال من الجفاف وعبدالعزيز محمود ساهم فى التوعية بترشيد المياه
-
حسنين ومحمدين شاركا فى تنظيم الأسرة ويسرا تطوعت لحماية الكائنات البحرية من البلاستيك ..وهكذا ناقشت الأفلام العالمية التغيرات المناخية
جلس عم محمد، الذى يعمل بإحدى البواخر السياحية بالغردقة بعد يوم عمل شاق يشرب كوبا من الشاى وهو يستمع إلى نشرة الأخبار فى التليفزيون، كان المذيع يتحدث مع أحد الخبراء عن الاستعدادات لمؤتمر قمة المناخ العالمية 27 COP التى ستنعقد بعد أيام بشرم الشيخ مستخدماُ مصطلحات مثل الاحتباس الحرارى، وخفض الانبعاثات والتنوع البيولوجى، والتصحر، والحياد الكربونى، والتنمية المستدامة وغيرها من مصطلحات، اعتدل عم محمد من جلسته ونادى ابنه أيمن قائلاً : تعالى يابنى شوف لنا قناة تانية فيها مسلسل ولا مسرحية مش فاهمين حاجة ومش ناقصين وجع دماغ، ورغم عدم اهتمامه بما دار بين المذيع والضيف عن قمة المناخ إلا أنه تحدث مع زوجته وأولاده عن فرحته بانعقاد المؤتمر الذى سيحضره حوالى 30 ألف مشارك من 197 دولة فى شرم الشيخ، وتأثير ذلك على رواج السياحة وزيادة الرزق قائلاً : « أهه أى مؤتمر بيتعمل فى شرم بيعم الخير على الكل والسياحة بتنتعش وربنا بيرزقنا، يارب كتر مؤتمراتنا وسياحنا، ده احنا شوفنا أيام ربنا لا يرجعها فترة الكورونا»، قال عم محمد هذه الكلمات، بعد أن أدار مؤشر التليفزيون إلى قناة تذيع مسلسل عربى.
لم يبد عم محمد أى اهتمام بموضوع المؤتمر أو المخاطر التى يناقشها ولم يفهم الكثير من المصطلحات التى يسمعها عبر القنوات المختلفة عن التغيرات المناخية، يمضى كل يوم لعمله على الباخرة السياحية، يلقى ببعض النفايات والمخلفات بالبحر، دون أن يعرف تأثيرها على الشعاب المرجانية والأسماك والكائنات المائية التى تشكل جزءا من ثروة مصر السياحية، حيث تحتل مصر المرتبة الأولى من حيث الدول الأعلى فى قوائم السياحة القائمة على الشعاب المرجانية، ويوجد بها ما يزيد على 200 نوع من الشعاب المرجانية التى تجذب الغواصين والسياح من كل أنحاء العالم، وفى ظل هذه التهديدات المناخية وارتفاع درجات الحرارة فوق معدلاتها الطبيعية أصبحت مصر واحدة ضمن الدول الساحلية المُعرَّضة لفقدان نسبة كبيرة من إيرادات سياحة الشعاب المرجانية.
ويلحظ الغواصون الذين يعملون فى المدن السياحية بالبحر الأحمر التغيرات التى تحدث للشعاب المرجانية، ومنهم عزت محمود الذى يعمل منذ سنوات فى التدريب على الغطس بمدينة شرم الشيخ واستطاع أن يلاحظ التغيرات على ألوان الشعاب المرجانية وتحول بعضها تديجياً إلى اللون الأبيض، وبالرغم من أنه لا يعلم أن إحصائيات الصندوق العالمى للطبيعة تشير الى أن 8% من الشعاب المرجانية فى العالم اختفى عام 1998، بينما ابيضت نسبة 14% منها فى العشرين سنة التالية وفقدت ألوانها بفعل التغيرات المناخية فى العالم، وأن ربع الشعاب المرجانية فى العالم يعانى من أضرار لا يمكن تعويضها، والثلثين مهدد بشكل خطير، وأن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر وخطر ذوبان الجليد وارتفاع منسوب سطح البحر الأحمر وزيادة الأعماق التى تعيش فيها الشعب المرجانية، يؤدى إلى حجب الضوء عنها وموتها، إلا أن عزت يوقن بأن وجود هذه الشعاب المرجانية هو مصدر رزقه ورزق الكثيرين غيره ممن يكسبون رزقهم مع انتعاش السياحة القائمة على هذه الثروة وأن أى تهديدات لهذه الكائنات البحرية تهدد مصدر رزقهم فى المستقبل.
يعنى إيه تغيرات مناخية واحتباس حرارى؟
وببساطة فإن تعريف الاحتباس الحرارى وتغير المناخ كما وصفه الدكتور حمدى الغيطانى عميد معهد البحوث الهندسية والطاقة الجديدة والمتجددة بالمركز القومى للبحوث هو مصطلح يطلق على ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة عن معدلها الطبيعى والذى ينتج عنه انبعاث مجموعة من الغازات التى تسمى غازات الاحتباس الحرارى، ومنها غاز أول وثانى أكسيد الكربون وأول وثانى أكسيد الكبريت وأول وثانى أكسيد النيتروجين وغاز الميثان ووسائط التبريد المختلفة وبخار الماء، والتى تؤدى إلى سقوط الأمطار الحامضية وتؤثر سلبا على النظام البيئى وتتسبب فى تصحر مساحات واسعة من الأراضى مما يؤدى إلى موجات جفاف وتأثر طبقة الأوزون وتغير مناخ العالم، كما يؤدى ارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان الجليد إلى زيادة منسوب البحار والمحيطات وبالتالى ينتج عنها الفيضانات التى تهلك الحرث والنسل، وتؤدى إلى اختفاء مدن ساحلية بأكملها.
ولذلك يعيش العالم حالة من الخوف بسبب التغيرات المناخية و تأثيراتها وما يمكن أن تؤدى إليه -إذا استمرت- من خسائر هائلة على البشر والطبيعة وكل الكائنات الحية، وهو ما دفع العالم للاهتمام بضرورة الحد من التغيرات المناخية، حيث عقدت الأمم المتحدة قمة الأرض فى ريو دى جانيرو عام 1992، ووقعت العديد من الدول ومنها مصر على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ودخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ منذ عام 1994، حيث تعقد قمة سنوية كل عام تحضرها 197 دولة من أجل مناقشة تغير المناخ، وما تفعله هذه الدول لمواجهة النشاط البشرى الذى يؤثر بشكل سلبى على المناخ، ومنها الأنشطة الصناعية وحرق الوقود، وحرق الغابات وقطع الأشجار وزيادة نسبة التلوث وبعض الأساليب الضارة فى الزراعة، وتعقد هذه القمة الـ27 هذا العام فى مصر بمدينة شرم الشيخ فى الفترة من 6 - 18 نوفمبر 2022.
وبينما يهتم الخبراء والمتخصصون بهذه القمة وبالتغيرات المناخية، لكن ربما لا يعرف المواطن العادى شيئا عن تفاصيلها وأهميتها وعن التغيرات المناخية وتأثيراتها على حياته ومستقبله ومستقبل أبنائه بالرغم من أنه يؤثر ويتأثر بشكل مباشر بهذه التغيرات.
قد لا يدرك محمود الصياد الذى ورث مهنة الصيد عن أجداده أن بعض الأساليب التى يستخدمها هو ورفاقه تضر الكائنات البحرية، وتتسبب فى موتها ، وتضر بالثروة السمكية التى يعتمد عليها رزقهم، وأن مجرد إلقاء كيس بلاستيك فى المياه يؤثر على الكائنات البحرية لمئات السنوات، ويهدد مهنته التى لن يستطيع أن يورثها لأبنائه، وقد لا يدرك أهل الإسكندرية أن التغيرات المناخية إذا استمرت قد تقضى على مدينتهم الجميلة وتخفيها تماماً بعد أن يغمرها البحر، وقد لا يدرك الفلاح البسيط أن زراعته ومحاصيله وحياته معرضة للخطر بسبب هذه التغيرات التى يساهم بشكل أو بآخر من خلال ممارساته الخاطئة فى تفاقمها.
وبالرغم من جهود مصر وحكومتها وإدراكها المبكر لخطورة هذه التغيرات واتخاذها العديد من الإجراءات فى هذا الإطار، حيث تم إنشاء «المجلس الوطنى للتغيرات المناخية»، بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1912 لسنة 2015، كجهة وطنية رئيسية معنية بقضية التغيرات المناخية، وبدوره وضع الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، لرفع مستوى التنسيق بين كل الوزارات والجهات المعنية فى الدولة لمجابهة هذه المخاطر والتهديدات، إلا أن هذه الجهود لن تكتمل إلا بتوعية المواطن بالخطورة المباشرة للتغيرات المناخية على حياته ومستقبله ومستقبل أبنائه ودوره فى الحد من هذه التغيرات، فمهما بذلت الحكومات والدول من جهود لن يكون لها مردود إلا إذا أيقن المواطن أنها تمس صميم حياته ومستقبل أبنائه، وضرورة أن يكون مشاركا وفاعلا، وهو ما يحتاج إلى خطة وحملات إعلامية وفنية للتوعية بهذه القضية، التى لا يتناسب حجم حضورها الفنى والإعلامى مع درجة اهتمام الدولة بها.
المناخ والطبيعة فى الأعمال الفنية
على الرغم من أن قضية البيئة والتغيرات المناخية حازت مؤخرا اهتمام عدد من الفنانين والتشكيليين والرسامين الذين أقاموا بعض المعارض لمناصرة قضايا البيئة فى مصر وقدموا رسومات وصورا وأعمالا فنية صديقة للبيئة من مخلفات المصانع، ومنها ما قدمه عدد من الفنانين فى مهرجان العلمين الأول للفنون، إلا أن هذه المعارض على أهميتها قد لا يكون لها مردود كبير لدى المواطن البسيط الذى تظل الإذاعة والتليفزيون وما يبث خلالهما من أفلام ومسلسلات وبرامج وحملات إعلامية التأثير الأكبر عليه.
ورغم ذلك ربما لا يمثل المناخ والتغيرات الطبيعية حضورا فى المواد الفنية إلا نادرا وبشكل رمزى، فعلى سبيل المثال اعتاد المشاهد أن يرى مشهد هطول الأمطار وأصوات الرعد والبرق من خلف شباك زجاجى ليرمز فى الأفلام القديمة إلى مشهد اغتصاب أو علاقة غير شرعية بين رجل وامرأة ، فيما ظهرت فى بعض الأعمال الفنية معاناة المصريين وقت فيضان النيل قبل بناء السد العالى، ومنها فيلم ابن النيل الذى قام ببطولته الفنان شكرى سرحان وفاتن حمامة وتم إنتاجه عام 1951، كما ظهر مؤخراً فى مسلسل موسى الذى قام ببطولته الفنان محمد رمضان وعرض فى رمضان 2021، وسبق وتناول مسلسل النوة للكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة والذى عرض فى بداية التسعينات تأثيرات النوات فى الإسكندرية على الناس، وتناولت بعض الأعمال الفنية ظاهرة تجريف الأراضى الزراعية للبناء عليها، كما ظهرت علاقة الإنسان بالطبيعة بشكل رمزى وصوفى فى مسلسل جزيرة غمام الذى عرض فى رمضان 2022 وجسد فكرة غضب الطبيعة وتمردها بسبب سوء أفعال الناس، واعتمدت فكرة المسلسل على انتظار وتوقع ظاهرة «الزوبع» وهى العاصفة التى تجتاح الجزيرة وتأكل الأخضر واليابس، وتقترب كلما ازداد ظلم الناس وفسادهم ، وكأنها تجسد الأية الكريمة «ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس»، وحين تهب «الزوبع» ويثور البحر والطبيعة لا ينجو سوى الطيبين الأخيار الذين اعتصموا بكهف النجاة.
وهكذا ظهرت تأثيرات المناخ والطبيعة على المواطن فى الأعمال الفنية على استحياء وبصورة غير مباشرة، بالرغم من أن التجارب التى تمت الاستعانة فيها بالمواد الدرامية لتوعية المواطنين بالقضايا المهمة حققت نجاحات كبيرة، ومنها ما حققه مسلسل «سر الأرض» الذى عرض عام 1994 واستمر عرضه لسنوات، حيث قدم الكثير من المعلومات للفلاحين والمزارعين عن طرق الزراعة وأساليبها الصحيحة، وما يرتبط بها من أنشطة مثل تربية الحيوانات وأنتجه التليفزيون المصرى بالاشتراك مع وزارة الزراعة، ورغم كونه موجها للمزارعين إلا أنه حاز إعجاب واهتمام العديد فئات الشعب من مختلف المراحل العمرية، واشترك فيه عدد من كبار الفنانين.
وحققت العديد من الحملات الإعلامية نجاحات كبيرة ومنها حملات تنظيم الأسرة ومقاومة البلهارسيا وحملات الحفاظ عل النيل من التلوث وترشيد المياه وحماية الأطفال من الجفاف، حتى وصلنا مؤخرا إلى حملة «اتحضر للأخضر» وهى المبادرة البيئية التى تأتى فى إطار الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة مصر 2030 وتهتم بنشر الوعى البيئى وتشجيع المواطنين على الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية والمحميات الطبيعية والتوازن البيئى، ورغم ذلك نحتاج إلى تكثيف العمل على التوعية بهذه القضية وتنوع المواد الفنية والإعلامية لتوعية المواطنين بها بشكل أكبر.
«توصيل المعلومة يحتاج لدراسة فئات الجمهور واختيار الأوقات والصيغة المناسبة لبث الرسالة الإعلامية وحسن اختيار من يقدمون هذه الرسالة».. هكذا لخص الناقد الفنى محمود عبدالشكور النقاط التى يمكن من خلالها توظيف الأعمال الفنية والحملات الإعلامية لتوعية المواطنين بقضية التغيرات المناخية، مؤكدا على ضرورة أن يعرف المواطن البسيط أن هذه التغيرات تمس حياته بشكل مباشرا، ويعى أن ما يلحظه من تغيرات شديدة فى الجو بمصر إحدى نتائج التغيرات المناخية.
يؤكد الناقد الفنى الكبير أن العديد من المشاهير يمكنهم أن يكونوا مؤثرين فى مثل هذه الحملات، قائلا: «ملايين الأطفال أنقذتهم الفنانة كريمة مختار خلال حملة التوعية لمقاومة جفاف الأطفال واستخدام محلول معالجة الجفاف، وهنا نرى كيف تم اختيار الشخصية المناسبة لتقديم الرسالة المناسبة، وهو ما حدث أيضا فى حملة مقاومة البلهارسيا التى قدمها الفنان محمد رضا وكلاهما حقق نجاحا كبيرا، إلى جانب عدد من الحملات الناجحة التى ما زلنا نتذكرها ومنها إعلان «حسنين ومحمدين» ضمن حملة التوعية بتنظيم الأسرة، وحملات الحفاظ على النيل من التلوث، وقبلها إعلانات الست سنية لترشيد المياه».
يشير إلى مشاركة كبار الفنانين والمبدعين فى صناعة هذه الحملات حيث وضع الفنان الكبير عبدالعزيز محمود لحن إعلان الست سنية، ولحن الموسيقار الكبير منير الوسيمى أغنية حسنين ومحمدين، مؤكدا ضرورة تعاون المتخصصين والمبدعين لترجمة المعلومات فى رسائل ومواد إعلامية وفنية ناجحة لتوعية المواطنين بقضية التغيرات المناخية».
وتابع: «الكثير من المشاهير على استعداد للمشاركة والتطوع فى مثل هذه الحملات فالفنانة يسرا شاركت بالتعليق الصوتى على إعلان عن خطورة الأكياس البلاستيك وكيف يمكن أن يؤثر الكيس البلاستيك على الحياة البحرية لمئات السنين».
يتحدث الناقد الفنى الكبير عن الأعمال الفنية التى تناولت علاقة الإنسان بالطبيعة وتأثره وتأثيره عليها: «هناك أفلام عديدة نقلت صورة الطبيعة فى الريف، وأعتبر فيلما مثل «خرج ولم يعد» مناصرا للطبيعة، فهو يحكى عن مواطن يعيش فى المدينة المتكدسة ويسافر ليبيع أرضه الزراعية، ليفاجأ بأن الجنة فى الريف بسمائه الصافية وطبيعته الخضراء، وخلال الفيلم تم استخدام المشاهد والألوان فى لوحات فنية، فاستخدمت الألوان الرمادية للمدينة والخضراء للريف، وهكذا استخدم الفيلم رسائل غير مباشرة للحفاظ على البيئة والأراضى الزراعية وعلاقة البشر مع الحيوانات وباقى الكائنات».
وأضاف: «هناك القليل من الأعمال فنية استلهمت فكرتها من التلوث بالإشعاع الذرى ومنها فيلم تصريح بالقتل الذى قام ببطولته الفنان الكبير محمود ياسين، وقدم المبدع أسامة أنور عكاشة مسلسل ما زال النيل يجرى ليتحدث عن النيل والزيادة السكانية، وقدم مسلسل جزيرة غمام الفكرة الصوفية فى التواصل بين الإنسان والبحر والطبيعة وباقى الكائنات، وترجم فكرة غضب الطبيعة من أفعال الانسان»، مؤكدا ضرورة تعاون المتخصصين مع المبدعين لتكثيف مثل هذه الأعمال للتوعية بقضية التغيرات المناخية.
وأوضح عبدالشكور أن هناك عددا من الأفلام التسجيلية وأفلام الكارتون تناولت قضايا التلوث البيئى والمناخ، مشددا على ضرورة مراعاة صناعة أفلام كارتون شيقة لتوعية الأطفال بقضية المناخ وعلاقة الإنسان بالبيئة والطبيعة، ومؤكدا أن لدينا الكثير من المبدعين يستطيعون صياغة وصناعة هذه الرسائل بشكل احترافى، وأنه يمكن تبسيط الأفلام التسجيلية والمواد العلمية وتقديمها بشكل شيق، كما كانت تقوم بذلك برامج كبيرة مثل برنامج العلم والإيمان وعالم البحار وعالم الحيوان.
التغيرات المناخية فى الأعمال الأجنبية
وبينما تظهر قضية التغيرات المناخية فى الأعمال الفنية العربية بصورة غير مباشرة نجد على العكس من ذلك فى الخارج حيث ظهرت هذه القضية بشكل مباشر وقوى فى عدد من الأعمال المهمة، سواء فى السينما والدراما أو فى المعارض الفنية، وأقيمت فى البرازيل وسنغافورة وأمريكا وفرنسا العديد من المعارض التى أقامها فنانون مهتمون بقضية البيئة للتعبيرعن الأزمات المخاطر التى تعانى منها الأشجار والغابات والمحيطات والكائنات المعرضة للانقراض بسبب التغيرات المناخية.
وبينما غابت قضية التغيرات المناخية والتلوث البيئى أو ظهرت على استحياء فى الأفلام العربية نجدها حاضرة فى العديد من الأفلام الأجنبية، وبدأ الاهتمام بها منذ سنوات، وكان من أهم الأفلام التى تناولت قضية التغيرات المناخية فيلم اليوم الذى تبقى فيه الأرض صامدة «The Day the Earth Stood Still» وهو فيلم خيال علمى إنتاج عام 2008 للمخرج سكوت ديركسون، ويتناول الفيلم الأضرار البيئية التى يسببها البشر على كوكب الأرض.
وفى عام 2013 تناول الفيلم الكورى الجنوبى محطم الثلج «Snow piercer» المأخوذ عن الرواية المصورة الفرنسية «Le Transperceneige» ، قصة فشل إحدى التجارب لمواجهة الاحتباس الحرارى مما يتسبب فى بداية عصر جليدى وانتهاء الحياة تقريباً على الأرض، ليتبقى عدد قليل من الناجين يعيشون فى قطار دائم الحركة يطلق عليه «محطم الثلج» ، حيث وضع الفيلم سيناريو مأساوى لاستمرار ظاهرة الاحتباس الحرارى.
وفى عام 2014 تناول فيلم «Interstellar» الأمريكى قضية كفاح البشرية من أجل البقاء بسبب الظروف المناخية الصعبة، بعد أن أصبح كوكب الأرض غير صالح للحياة ليبحث مجموعة من رواد الفضاء عن كوكب جديد يعيش فيه البشر، وبلغت تكلفة إنتاج الفيلم 165 مليون دولار، وفاز بجائزة الأوسكار لأفضل تأثيرات بصرية، كما تطرق فيلم «Avatar» للمخرج جيمس كاميرون إلى فكرة نهاية كوكب الأرض بسبب الاحتباس الحرارى والتغيرات المناخية، والانفجار السكانى.
وإلى جانب الأفلام السينمائية ناقشت العديد من الأفلام الوثائقية الأجنبية قضية التغيرات المناخية ومخاطر استمرارها وتأثيراتها على الكائنات المختلفة.
وفى النهاية ننتظر أن نرى قضية التغيرات المناخية فى المزيد من الأعمال الفنية والحملات الإعلامية العربية حتى يعرف المواطن البسيط مدى خطورتها على حياته ومستقبل أبنائه، فيكون مشاركا للدولة وحريصا على جهودها للحد من مخاطر هذه التغيرات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة