أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن التعاون بين بلاده والصين وصل إلى مستويات غير مسبوقة، مشيرا إلى توقعات بتحقيق مؤشرات قياسية في التجارة بين البلدين بحلول نهاية العام الجاري.
وقال لافروف، اليوم الإثنين، خلال كلمة ألقاها أمام المشاركين في مؤتمر جمعية الصداقة الروسية الصينية بمناسبة الذكرى الـ 65 على تأسيسها: "لقد وصل التعاون اليوم بين روسيا والصين إلى مستويات غير مسبوقة، وتوسع هذا التعاون مستقبلا ليلبي تماما مصالح مواطنينا".
وأضاف أن التعاون الروسي الصيني يقوم على مبادئ المساواة والثقة والاحترام المتبادل، وكذلك على تطابق أو تقارب النهج إزاء مشاكل العصر، لافتا إلى أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين بلغت رقما تاريخيا تجاوز 140 مليار دولار وسوف يتجاوز بنهاية هذا العام مستويات قياسية جديدة.
وشدد على أن التعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا والصين يتطور بالرغم من عدم استقرار الأوضاع حول العالم، موضحا أنه يتم تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في قطاعات الاستثمار والصناعة والنقل بشكل منهجي وتعزيز الشراكة الاستراتيجية في قطاع الطاقة.
وتابع لافروف: "أن الغرب الذي يتخذ موقفا متشنجا في الحفاظ على هيمنته، يستخدم أكثر الأساليب عديمة الضمير مع روسيا والصين، اللتين يعتبرهما الخصمين الرئيسيين له"، مؤكدا أن الترابط بين موسكو وبكين هو أحد العوامل الرئيسية في تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلاً.
من جهة أخرى، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، إن روسيا على اتصال مع قيادات العديد من الدول الأفريقية بعد تعليق مشاركة موسكو في صفقة نقل الحبوب.
وقال بوجدانوف: "بالطبع، نحن على اتصال مع قيادة العديد من الدول، وخاصة تلك الموجودة في أفريقيا التي تحتاج إلى المساعدة في توفير إمدادات الغذاء والأسمدة"، مضيفا أن روسيا ستواصل دعم الدول الأفريقية بعد تعليق الصفقة، قائلا: "بالطبع (روسيا ستواصل دعمها)"، بحسب وكالة أنباء تاس الروسية.
وكانت روسيا قد أبلغت، أمس الأول، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش رسميا بقرار تعليق مشاركتها في صفقة الحبوب الأوكرانية في أعقاب هجوم أوكرانيا على سفن أسطول البحر الأسود الروسي العاملة في ضمان أمن ممر الحبوب.
وفي السياق ذاته، أفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، حسبما أوردت وكالة أنباء (يوكرين فورم) الأوكرانية، بارتفاع عدد قتلى الجنود الروس إلى 71 ألفا و820 جنديا، منذ بدء العملية العسكرية في 24 فبراير الماضي ، من بينهم 620 قتلوا أمس.
وذكرت الهيئة، أنه خلال هذه الفترة "خسرت روسيا أيضا 2686 دبابة و5 آلاف و485 من المركبات المدرعة و1728 من النظم المدفعية و383 من أنظمة راجمات الصواريخ المتعددة و275 طائرة و253 مروحية و16 سفينة حربية فضلا عن 154 وحدة من المعدات الخاصة و4 آلاف و128 من المركبات وخزانات وقود".
بدوره، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إنه سيجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في المستقبل القريب.
وأضاف لوكاشينكو، خلال اجتماع لمجلس الأمن البيلاروسي اليوم "في المستقبل القريب، سألتقي أنا وفلاديمير بوتين مرة أخرى لتلخيص نتائج العام والتخطيط، على الأقل على مستوى الرؤساء، لمهامنا للعام المقبل"، بحسب وكالة أنباء /بيلتا/ البيلاروسية.
وتطرق لوكاشينكو إلى مشاريع التكامل مع الاتحاد الروسي، وقال في هذا الصدد: "لقد اتفقنا مع الرئيس بوتين على تخصيص حوالي 1.5 مليار دولار لمشاريع التكامل هذه. إنها مشاريع مشتركة. تستفيد منها كل من بيلاروسيا وروسيا أيضا".
وكان آخر اجتماع بين بوتين ولوكاشينكو عقد - في 14 أكتوبر الجاري - قبل قمة رابطة الدول المستقلة في أستانا.
يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمر في 24 فبراير الماضي، ببدء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، وشدد بوتين على أن موسكو ليس لديها خطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية، لكنها تهدف إلى نزع السلاح، وردت الولايات المتحدة وحلفاؤها بفرض عقوبات صارمة، وقاموا بزيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.
