النصر والشجن والحب فى دراما الحرب.. ومحمود ياسين يحقق رقما قياسيا بمشاركاته

الأربعاء، 05 أكتوبر 2022 01:20 م
النصر والشجن والحب فى دراما الحرب.. ومحمود ياسين يحقق رقما قياسيا بمشاركاته محمود ياسين
كتب : جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتصار أكتوبر عام 1973 كان نقطة تحول فى تاريخ الأمة العربية، فهو أعظم انتصار شهدته مصر لأنه جسد أصالة الشعب وعظمة قواته المسلحة، ونحتفل كل عام بنصر حرب أكتوبر المجيد، لتخرج لنا المعلومات والقصص والحكايات الجديدة التي لم ولن تنتهى، فما زال هناك قصص ومعارك بطولية تنتظر كتاب الدراما بأنواعها المختلفة وأشكالها من سينما ومسرح وتليفزيون لتقديمها عبر الشاشة وعلى خشبة المسرح، ولدينا حكايات وقصص المراسلين العسكريين التي يجب الاستفادة منها، فنحن مقصرون فى حق الحرب فلم نوف انتصارنا العظيم حقه في التناول الدرامى "سينمائيا وتليفزيونيا ومسرحيا"، واليوم مع احتفالنا بالذكري الـ 49 لنصر أكتوبر المجيد نرصد ونتذكر الأعمال السينمائية التي تناولت بطولات القوات المسلحة، فتاريخ الجيش المصرى ووطنيته لا تخفى على أحد، والمعارك التى خاضها من أجل الدفاع عن أمته سُطرت بحروف من نور فى كتب التاريخ العسكرى على مر العصور.

من أفضل الأفلام التى أنتجت وقدمت بشكل جيد من وجهة نظرى فيلم "الرصاصة لا تزال فى جيبى" بطولة النجم الكبير الراحل محمود ياسين صاحب الرقم القياسي في تقديم الأعمال الوطنية ، ولكن سيظل دور "محمد " أحد أفراد الجيش المصرى الذى يشارك فى حرب الاستنزاف ضد العدو الإسرائيلي، أهم أدواره في سينما الحرب، فقد حمل هذا الفيلم الكثير من الإسقاط على الأوضاع في فترة ما قبل الحرب، واختلط فيه الشجن مع الحب مع النصر مع الهزيمة والانكسار، فقصة الحب التى تنشأ بينه وبين فاطمة قصة حب قوية، تتشابه وتتشابك مع قصة حبه للوطن، وحينما تتعثر قصة الحب يتعثر الوطن حتى ينتصر فى الحرب ويعود إلى فاطمة ليتزوجها.

كما قدم محمود ياسين فيلم "بدور" الذى قدم فيه شخصية "صابر" عامل المجارى الذى يعمل فى هيئة الصرف الصحى الذى يقع فى حب لصة تسرق الأشخاص، إلى أن تتخلى عن السرقة عندما تمكث فى منزل صابر وتتوالى أحداث الفيلم عندما يستدعى الجيش المصرى صابر للمشاركة فى حرب أكتوبر فيظهر بطولة وشجاعة واستبسالا ضد العدو.

قدم أيضا محمود ياسين عام 1974 فيلم "الوفاء العظيم" ولعب خلاله دور "صفوت" الذى تربطه قصة حب قوية بولاء الفنانة نجلاء فتحى، إلى أن تقوم حرب أكتوبر عام 1973 ويشارك بها صفوت كضابط جيش، وتنتظر عودته ولاء، ثم ينتصر الجيش المصرى فى الحرب وينتهى الفيلم بزواج صفوت من ولاء.

وشارك أيضا محمود ياسين فى فيلم "أغنية عن الممر" عام 1972 قبل نصر أكتوبر، لكنه تناول شجاعة واستبسال الجندى المصرى فى حرب الاستنزاف التى كانت مؤهلة لنصر أكتوبر العظيم وقدم خلاله دور "شوقى"، فرد من أفراد المشاة المصرية التى يتم حصارها من قبل العدو الإسرائيلى فى فترة النكسة وحرب الاستنزاف، وجسد حياة أفراد الجيش المصرى ومشاعر الإحباط من الهزيمة وطموحات النصر وتحرير الأرض ، كما قدم شخصية "خالد" الضابط الذى يلقى القبض على إحدى الجاسوسات المصريات فى فيلم "الصعود إلى الهاوية" عام 1978 والذى شاركته بطولته الفنانة الراحلة مديحة كامل ، وكانت آخر مشاركات النجم محمود ياسين فى سينما تتناول نصر أكتوبر العظيم فيلم "حائط البطولات" عام 1998، ولعب دور قائد جيش الدفاع الجوى المصرى أمام كوكبة من الفنانين مثل فاروق الفيشاوى، خالد النبوى، حنان ترك وآخرين، ويتناول الفيلم قصة مسيرة قوات الدفاع الجوية المصرية فى حرب الاستنزاف مع العدو الإسرائيلى بالإضافة لحياة كل فرد من أفراد الجيش المصرى.

قدمت السينما العالمية ما لا يقل عن 300 فيلم عن الحرب العالمية الأولى و245 فيلما عن الحرب العالمية الثانية ، و122 فيلما عن «الحرب فى فيتنام» منها فيلم «عبر الكون» للمخرجة جوليا تيمور، وقدم 30 فيلما عن الحرب الأمريكية في العراق منها فيلم «The Men Who Stare at Goats» «رجال يحدقون في الماعز» بطولة جورج كلوني المأخوذ عن كتاب «جون رونسون»، ونحن في مصر لم نقدم سوى ما يقل عن 10 أفلام فقط برغم أننا نمتلك أعظم حرب عرفتها البشرية تدرس في الكليات والمعاهد للطلبة فما زالت حرب أكتوبر لم تأخذ حقها في الفن المصري، فالأفلام والمسلسلات التى تناولت الحرب وما قبلها وما بعدها قليلة للغاية ولا تعبر عن عظمة الحدث ومنها مثلا فيلم «حتى آخر العمر» وفيلم «العمر لحظة» ، و«أغنية على الممر» للمخرج على عبد الخالق الذى يعتبر من أكثر المخرجين تقديمًا لمثل هذه النوعية من الأفلام، و«أبناء الصمت» عام 1974 للمخرج محمد راضي.

ابناء الصمت
ابناء الصمت

 

الممر
الممر

قيمة الحرب الحقيقية من وجهة نظري لم تظهر على شاشة السينما أو في المسرح بشكل جيد، وفيلم «الممر» ومسلسل «الاختيار» بجميع أجزائه اللذان عرضا مؤخرا كانا خطوة مهمة ومشجعة لكل صناع السينما والدراما التليفزيونية على التحرك سريعا لإنتاج أعمال فنية تبرز البطولات المصرية وتجسد ما حدث في الحرب على المستوى الإنسانى، خاصة أنه ما زال على قيد الحياة الكثير من الأبطال الذين عايشوا الحرب ويمتلكون القصص والحكايات التي تصنع مئات الأفلام والمسلسلات ولدينا قصص مراسلين عسكريين عايشوا بطولات حرب أكتوبر ما زالوا أحياء يرزقون ، وحتي الذين رحلوا فقد وثقوا ما كانوا شهودا عيانا عليه ومنهم الإعلامي القدير الراحل حمدي الكنيسي رئيس الإذاعة الأسبق فهو كان أحد أبرز المراسلين الحربيين أثناء حرب أكتوبر ومن أشهر البرامج التي عرف بها برنامج صوت المعركة وبرنامج يوميات مراسل حربى، ولدينا أيضا قصص عبده مباشر وهو أحد المحررين العسكريين والمراسلين الحربيين المعروفين في الوسط الصحفي والإعلام وغيره الكثيرون الذين قاموا بتغطية حرب أكتوبر المجيدة ونجحوا في نقل صورة حية من البطولات والأحداث والمواقف التي حفلت بها الحرب، وفى جعبتهم الكثير من القصص والحكايات التي يجب استغلالها والاستفادة منها حتي ولو رحلوا كما ذكرت لكنهم وثقوا ما شاهدوه .

هناك أيضا العديد من الأفلام لم تتحدث عن حرب أكتوبر بصفة مباشرة وإنما تناولت الفترة ما قبل الحرب، وعن الدور المهم الذى قامت به المخابرات المصرية والحربية وقتها وكيف كانا لهما التأثير فى نجاحها؛ مثل فيلم «الصعود إلى الهاوية» للمخرج العبقرى كمال الشيخ عام 1978، و«بئر الخيانة» بطولة نور الشريف وعزت العلايلى و«إعدام ميت»، ونضم إلى الأعمال السينمائية السابقة التى تناولت الحرب أو فترة ما قبلها الأعمال الدرامية التليفزيونية التى شاركت فى تقديم صورة جميلة ونجحت أيضًا، ولاقت رواجًا كبيرًا لطول التيمة نفسها منها مسلسل «رأفت الهجان»، و«دموع فى عيون وقحة» للكاتب الراحل صالح مرسى، و«السقوط فى بئر سبع» و«وحلقت الطيور نحو الشرق» و«الثعلب» وغيرها.

العمر لحظة
العمر لحظة

الجيش المصرى من أقدم الجيوش النظامية فى العالم فقد بدأ أول حروبه من أجل توحيد مصر على يد الملك مينا عام 3200 ق.م، وعلى مدى هذه القرون خاض العديد من الحروب والمعارك الكبرى بدءًا من العصر الفرعونى ومرورًا بالعصور البطلمية والرومانية والإسلامية وحتى العصر الحديث، ومع الاحتفال بالذكرى الـ49 لنصر أكتوبر المجيد، لابد من وقفة للتفكير في تقديم أعمال جديدة لجيشنا العظيم الذي تصدر قائمة  أقوى الجيوش الأفريقية والعربية محتلا المركز 12 فى ترتيب أقوى جيوش العالم، من خلال تقرير لمنظمة «جلوبال فاير باور» الأمريكية لتصنيف قدرات الجيوش حول العالم عام 2018. 

دراما الحرب
دراما الحرب









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة