تنظم مؤسسة الشارقة للفنون معرضا للفنانة السودانية الرائدة كمالا إبراهيم إسحق، فى الفترة ما بين 7 أكتوبر 2022 و29 يناير2023، يقام المعرض فى جاليرى سربنتين ساوث فى لندن، ويتأسس على معرضها الاستعادى الأول "نساء في مكعبات بلورية"، ويقيّم المعرض كلٌّ من الشيخة حور القاسمى رئيس مؤسسة الشارقة للفنون؛ وصلاح محمد حسن مدير معهد إفريقيا وأستاذ بجامعة كورنيل؛ وميليسا بلانشفلور قيّم المعارض والفن العام في سربنتين؛ وسارة حامد قيّم مساعد في سربنتين.
وتعتبر كمالا إسحق واحدة من أبرز رواد الحداثة في السودان، وقد أثّرت ممارستها الفنية الممتدة لخمسة عقود فى مشهد الفن الحديث على المستويين العربى والأفريقى، وكانت من أوائل المتخرجات فى كلية الفنون الجميلة والتطبيقية فى الخرطوم عام 1963، وساهمت فى مدرسة الخرطوم قبل أن تشارك فى تأسيس المدرسة، البلورية فى السبعينيات، وهى حركة فنية مفاهيمية سعت إلى تخطى تقاليد الأطر الذكورية، حيث نادى بيانها، الذى وقعته مع طلابها، بعناصر جمالية جديدة تركز على الشفافية والتنوع.
وتتأسس ممارسة كمالا إسحق على التاريخ الثقافى السودانى من عصور ما قبل التاريخ وصولاً إلى العصور المسيحية والإسلامية، وتتأثر أيضاً بالميثولوجيا، والنباتات في حديقتها الخاصة في الخرطوم، والحكايات التي تناقلتها الأجيال، فضلاً عن ذلك، يظهر جلياً انشغالها بأعمال الرسام والشاعر البريطاني ويليام بليك، لا سيما استكشافاته للروحانية عبر قوة الشعر السامية، وذلك من خلال تأملاتها بطقوس الزار السوداني.
ويحتفى المعرض بأهمية إرث الفنانة الفنى وسعة أفقها، ويتضمن أعمالاً تُعرض للمرة الأولى بما يتيح للجمهور فرصة التعرف على عوالمها الثرية، وتقول إسحق في سياق معرضها في لندن: تشكل إقامة المعرض في جاليري سربنتين، مناسبة خاصة بالنسبة لي، إذ درست في الكلية الملكية للفنون وعشت في لندن خلال فترة الستينيات، كما قمت برسم لوحات جديدة خصيصاً لهذا العرض، إلى جانب مجموعة من الأعمال التي أنتجتها على امتداد مسيرتي الفنية، وهي في مجملها ترتبط بصورٍ للناس والنباتات والعناصر الحيوية التي تكوّن الحياة.
وقالت الشيخة حور القاسمي: «تتضح أهمية وعمق ممارسة إسحق الفنية من خلال معرضها الاستعادي الأول الذي أقامته المؤسسة عام 2016، فخلال التحضير لهذا العرض كان لي شرف قضاء وقت معها في الخرطوم، وكنت شاهدة على تأثيرها الكبير كفنانة ومعلمة على أجيال من الفنانين الذين علّمتهم عبر عقود من الزمن». وأضافت: «إن هدف المؤسسة الرئيس من تنظيم هذا المعرض، هو تسليط الضوء على الاشتغال الفني المهم لفنانة مثل كمالا، وتقديمه للجمهور العالمي، لذا فإنه من دواعي سرورنا التعاون مع سربنتين في سبيل تحقيق ذلك.
فيما أشار كل من بيتينا كورك المدير التنفيذى لسربنتين وهانس أولريخ أوبريست المدير الفنى فى الجاليري، أن معرض كمالا يأتي في أعقاب مجموعة من العروض التى قدمها الجاليري لفنانين بارزين مثل لوتشيتا هورتادو، فيث رينجولد، وجيمس بارنر، كجزء من سلسلة من البرامج التي تهدف لتقديم تجارب فنية أكثر تنوعاً من شأنها أن توسع تجارب ومعارف الجمهور بممارسة هؤلاء الفنانين العالميين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة