تعتبر القهوة من أكثر المشروبات المفضلة لدى شعوب العالم ، الذين يستهلكون حوالى 3 مليار فنجان قهوة يوميا ، كما يعمل فى مجال زراعة البن والقهوة حوالى 10 مليون شخص، ولكن تغير المناخ تؤثر بشكل مباشر الآن على هذا القطاع وخاصة فى أمريكا اللاتينية حيث تعرضت الدول لانخفاض فى الانتاج والتصدير فى الآونة الأخيرة.
وتعد دولة البرازيل هي أكبر الدول المنتجه عالميا للبن، حيث تنتج 3.75 ملايين طن تعادل 36.8% من الإنتاج العالمي من البن، تليها فيتنام بإجمالي 1.80 مليون طن بنسبة 17.6% من الإنتاج، تليها كولومبيا بإجمالي 837 ألف طن 8.2%، ثم تليها في المركز الرابع إندونيسيا بإجمالى 612 ألف طن بإجمالي 6%، وإثيوبيا 450 ألف طن بنسبة 4.4% من الإنتاج العالمي.
ويعانى مخزون الاحتياطى من البن فى البرازيل الى تسجيل مستوى متدن قياسى ، فعلى الرغم من أنها أكبر منتج للبن في العالم. مما يهدد بارتفاع الأسعار في ظل التضخم المستمر في أسعار الغذاء.
القهوة
وأعلن رئيس المجلس الوطني للبن في البرازيل، سيلاس برازيليرو، أن "مخزونات البن في البرازيل قد تنخفض إلى 7 ملايين كيس في مارس المقبل"، فيما يقول محللون إنَ المستوى الأكثر اعتدالا هو تسعة ملايين إلى 12 مليون كيس، يزن كل منها 60 كيلوجراما، وفقا لصحيفة فولها دى ساو باولوا البرازيلية.
وقد انخفضت مخزونات قهوة "أرابيكا" في مستودعات الموانئ، والتي ترصدها Intercontinental Exchange، إلى أدنى مستوى لها منذ 23 عاما.
وقال نيلسون كارفالهايس، عضو مجلس إدارة مجموعة المصدرين في البرازيل Cecafe، إن المخزونات "منخفضة لدرجة أننا إذا حصلنا على محصول جيد العام المقبل، بالكاد ستتمكن البرازيل من تلبية الطلب"، مضيفا: "نحن بحاجة إلى المطر فقط".
وأدى الضغط على المخزونات العالمية إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة لقهوة "أرابيكا" في نيويورك بنسبة 11% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، في حين يتوقع المحللون استمرار ارتفاع الأسعار حتى في سوق البرازيل المحلية.
كما ارتفع سعر توصيل كيس من القهوة إلى المنطقة الاستهلاكية الرئيسية في ساو باولو 19% مقارنة بالعام الماضي، بحسب بيانات من جامعة ساو باولو.
وفى هندوراس ، قالت السلطات إنها انهت موسم حصاد البن بانتاج وصادرات أقل بنسبة 20% عن العام الماضى ، وذلك يعود الى نقص الانتاج بعد تلف المحاصيل بعد ظهور الصدأ على نباتات البن.
وأشارت صحيفة "انفوباى " الأرجنتينية إلى أن المبيعات الخارجية لأكبر مصدر في أمريكا الوسطى 4.698.191 كيسًا وزن كل منه 60 كيلوجرامًا في موسم الحصاد مقارنة بـ 5.873.200 كيس في السابق ، وفقًا للبيانات الأولية من قسم التسويق في معهد القهوة الهندوراسي (IHCAFE).
وقال داجوبيرتو سوازو مدير IHCAFE لرويترز "انخفضت المبيعات بشكل أساسي بسبب انخفاض الإنتاج وعواقب الصدأ على المزارع."
وبلغت صادرات سبتمبر 168254 كيسا ، أي أقل بنسبة 28.4٪ عن نفس الشهر من موسم حصاد 2020-2021 ، من 235،050 كيسًا ، وفقًا لمركز IHCAFE.
كما هو الحال فى كوستاريكا حيث أعرب معهد القهوة الكوستاريكي (ICAFÉ) عن قلقه بشأن زيادة وجود الصدأ في مناطق زراعة البن وتأثيره على إنتاج الحبوب.
وأشارت صحيفة "مومينتال" الكوستاريكية إلى أن الصدأ الذى ظهر على محصول البن هو مرض تسببه إحدى الفطريات والتي تؤدى الى إضعاف النباتات وتجعل الأوراق تتساقط قبل أن ينضج المحصول ، وهو ما أثار مخاوف منتجى البن من نقص إنتاج البن في الوقت .
بالنسبة إلى مزارعي البن ، فإن الظروف الجوية مماثلة لتلك التي حدثت في أزمة الصدأ عام 2012 ، عندما أثر المرض على 60٪ على الأقل من المناطق المخصصة لزراعة البن.
وأوضح زينيا تشافيس ، المدير التنفيذي معهد القهوة الكوستاريكى أن منتجى القهوة طالبوا الحكومة مؤخرًا على السماح بالتدفق الطبيعي للمهاجرين من نيكاراجوا من أجل عملية حصاد الحبوب ، التي بدأت في أغسطس.
أما فى كولومبيا ، فقد بلغ إنتاج القهوة الكولومبية فى سبتمبر 834 ألف كيس بوزن 60 كيلوجرامًا (للكيس الواحد)، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 31 % مقارنة بـ1.2 مليون كيس فى نفس الشهر من عام 2021، وفقًا لما ذكره الاتحاد الوطنى لمزارعى البن ( FNC).
وبحسب بيان صادر عن المجلس الوطنى الاتحادى، فقد انخفض إنتاج الحبوب فى البلاد بين يناير وسبتمبر من هذا العام بنسبة 10%، إلى ما يقرب من 8.2 مليون كيس، من أكثر من 9 ملايين تم إنتاجها فى نفس الفترة فى عام 2021، وفقا لصحيفة "انفوباى" الارجنتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن سبب الانخفاض الحاد فى الإنتاج هو الوضع المناخى الذى أثر على ازدهار النباتات، مشيرة إلى أنه فى الأشهر الاثنى عشر الماضية - من أكتوبر 2021 إلى سبتمبر 2022 - بلغ الإنتاج 11.7 مليون كيس، أى أقل بنسبة 13% من 13.4 مليون كيس فى الفترة السابقة.
وأثر الاتجاه الهبوطى أيضًا على الصادرات، والتى كانت فى سبتمبر 820.000 كيس، أى أقل بنسبة 25% من حوالى 1.1 مليون تم تصديرها فى نفس الشهر من عام 2021.
وحتى الآن هذا العام، انخفضت الصادرات بنسبة 6%، لتصل إلى ما يقرب من 8.6 مليون كيس وزن 60 كيلوجرامًا مقارنة بأكثر من 9.1 مليون كيس تم طرحها فى الأسواق الدولية قبل عام.
وتستضيف كولومبيا هذا الأسبوع الاجتماع السنوى لمنظمة البن الدولية (ICO)، والذى سيحلل الوضع وآفاق سوق الحبوب العالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة