شهد المسرح المصرى فى مرحلة ما بعد حرب أكتوبر المجيدة مباشرة كمًا من المسرحيات، لكنها جميعا لم تكن على مستوى الحدث وكانت أشبه بعروض انفعالية مناسبية، وكشف الدكتور عمرو دوارة، الناقد والمؤرخ والمخرج المسرحى، أن مسرحنا المصرى ظل عبر مسيرته الفنية كعادته لسنوات طويلة مواكبا لجميع الأحداث السياسية، وبالتالى فقد تصدى لقضية "الصراع العربى الصهيونى" منذ نكبة فلسطين عام 1948، كما واكب بعروضه الحروب والمعارك المهمة التى خضناها معه وبالتحديد سنوات 1956،1967، 1973 ومن أهم ما قدم مسرحيا عن أكتوبر والحرب بشكل عام مسرحيات: أقوى من الزمن: تأليف يوسف السباعى وإخراج نبيل الألفى عام 1973، وصلاح الدين: تأليف محمود شعبان وإخراج كمال حسين عام 1973، وحدث فى أكتوبر: تأليف إسماعيل العادلى وإخراج كرم مطاوع عام 1973، وحبيبتى شامينا: تأليف رشاد رشدى وإخراج سمير العصفورى عام 1973، وسقوط خط بارليف: تأليف هارون هاشم رشيد وإخراج سناء شافع عام 1974، النسر الأحمر: تأليف عبد الرحمن الشرقاوى وإخراج كرم مطاوع عام 1975، وباب الفتوح تأليف محمود دياب وإخراج سعد أردش عام 1976.
وأضاف دوارة : قدم "المسرح الحديث" مسرحيات: مدد مدد شدى حيلك يا بلد: عام 1973، تأليف زكى عمر، وإخراج عبد الغفار عودة، و"رأس العش" عام 1974، تأليف سعد الدين وهبة، وإخراج سعد أردش، والعمر لحظة: عام 1974 تأليف يوسف السباعى، وإخراج أحمد عبد الحليم، والحب والحرب: عام 1974 تأليف شوقى خميس، وإخراج عبد الغفار عودة، كما شاركت فرقة "مسرح الطليعة" بتقديم ثلاثة عروض عام 1974 هى: القرار من تأليف سعيد عبد الغنى، وإخراج مجدى مجاهد، وجبل المغناطيس: تأليف سعيد عبد الغنى، وإخراج فهمى الخولى، وحراس الحياة: تأليف محمد الشناوى، وإخراج أحمد عبد الحليم، كذلك قام قطاع "الفنون الشعبية والاستعراضية" بتقديم عدة مسرحيات غنائية استعراضية من أهمها: حبيبتي يا مصر: عام 1973، تأليف سعد الدين وهبة، وإخراج سعد أردش، الحرب والسلام: عام 1974، تأليف يوسف السباعي، وإخراج محمود رضا ومحمد صبحى، مصر بلدنا: عام 1978، تأليف حسام حازم، وإخراج أحمد زكى، نوار الخير: عام 1979، تأليف توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، وإخراج حسن عبد السلام.
المسرح والحرب
فالمسرح المصرى انفعل بشكل لحظى استمر منذ اندلاع الحرب حتى عام 1979، لكن بعد ذلك ندر تقديم مسرح عن حرب أكتوبر، ولم تظهر مسرحية تجسد ما حدث فى الحرب حتى على المستوى الإنساني ، ولم تغب القضايا الوطنية والقومية عن خشبة المسرح القومي؛ بل شهد عددًا لا يستهان به من الأعمال الثورية الرافضة لمفهوم الهزيمة، كـ"كوابيس فى الكواليس"، من تأليف سعد الدين وهبة وكرم مطاوع، الذي عرض لأول مرة في مايو 1967، حوى بين سطوره رسائل وعبارات حادة تدفع المجتمع لرفض الاستسلام لمفهوم الهزيمة والنكسة، وفي عام 1969 صدر العرض المسرحى "وطنى عكا"، من تأليف عبدالرحمن الشرقاوي، وإخراج كرم مطاوع، وفي عام 1970 عرضت «ليلة مصرع جيفارا» تأليف ميخائيل رومان، وإخراج كرم مطاوع، وأيضأ "النار والزيتون"، من تأليف ألفريد فرج، وإخراج سعد أردش، الذي تناول القضية الفلسطينية، وهو عمل يمكن إدراجه تحت مسمى المسرح التسجيلي، حيث اعتمد المؤلف على الوثائق الخاصة بمنظمة التحرير الفلسطينية والحقائق التاريخية والتقارير الصحفية والبيانات والدراسات التي تناولت القضية بالبحث والتحليل.
ولم يتخاذل المسرح الحر عن دوره أيضًا؛ إذ قدمت فرقة المسرح الحديث بين عامي عام 1968 و1971 العرض الغنائي «أغنية على الممر» من تأليف على سالم، وإخراج أنور رستم، وقدم مسرح الجيب عرض «رسالة إلى جونسون» تأليف عبدالرحمن الشرقاوي، وإخراج كرم مطاوع، كما قدمت فرقة «مسرح الحكيم» مسرحيتى أرض كنعان «فلسطين ٤٨»، و«الصليب» تأليف محمد العفيفى وإخراج جلال الشرقاوي، «زهرة من دم» تأليف سهيل إدريس، وإخراج كمال ياسين.
ولم يغب الكتاب العرب عن الاحتفاء بالنصر إذ المعركة، إذ قدم الكاتب السوري سعد الله ونوس " ليلة سمر من أجل 5 حزيران» كما قدم الكاتب الفلسطيني هارون هاشم رشيد "سقوط خط برليف".
سميحة أيوب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة