تؤثر تغيرات المناخ على الكثير من الأشياء حولنا، ولعل المحاصيل الزراعية هى أبرز ما يتأثر بهذه التغيرات، وذلك بسبب اعتماد الزراعات على المناخ فى عملية نضخ الثمار، ولعل تأثير عوامل البيئة لها دور كبير فى الإتلاف أو النضج.
وفى محافظة أسوان، ورغم كونها من المناطق الجافة ذات الطقس الاستوائى، شديد الحرارة صيفاً معتدل شتاءً، إلا أنها تتعرض لتغيرات المناخ وبالتالى تؤثر بالسلب على بعض المحاصيل الزراعية فيها، ومنها محصول البلح أو التمور الأسوانية الجافة.
"اليوم السابع" انتقل إلى مناشر تجفيف البلح بقرية بنبان في مركز دراو محافظة أسوان، والتقينا عددا من المزارعين للمحصول للحديث عن كيفية تأثير المناخ على التمور سواء على النخيل أو بعد قطعه وجمعه بموسم حصاده.
تحدث حجاجى محمود إبراهيم، مزارع وتاجر بلح من محافظة أسوان، 52 سنة، عن إنتاج أسوان من التمور قائلاً: "أسوان من المحافظات التى تشتهر بزراعة البلح ويوجد بها عدد كبير من النخيل وتشتهر أيضاً بزراعة التمور الجافة التى يمكن تخزينها للمواسم المختلفة وأبرزها شهر رمضان، وهذه الزراعات هى خير آبائنا وأجدادنا الذين غرسوا فسيل هذا النخيل والذى نجنى ثماره اليوم".
وتابع المزارع الأسوانى، بأن موسم حصاد البلح بأسوان يعم بالخير على أهالى المحافظة ويساعد الأسرة فى توفير نفقاتهم المعيشية ومنه ينفق الآباء على أبنائهم فى التعليم وفى شتى مناحى الحياة المختلفة، خاصة أن المحصول يتم بيعه فى أسواق الوجه البحرى بمدن القاهرة والإسكندرية وطنطا وغيرها، وهو منتج معروف لدى الكثيرين ويشهد جميعهم بأن بلح أسوان من أجود أنواع التمور فى مصر.
وحول تغيرات المناخ، قال حجاجى، إن السنوات الماضية كانت نسبة الإنتاج فى البلح مرتفعة جداً، ولكن مؤخراً قل وضعف هذا الإنتاج والسبب فى ذلك هى عوامل الطقس وتغيرات المناخ بشكل رئيسى، موضحاً بأن أسوان تعرضت خلال شهر نوفمبر الماضى لموجة طقس سيئة وهطول أمطار غزيرة وصلت إلى حد السيول وهو ما أثر على محصول البلح الذى كان يضعه المزارعون فى العراء تحت أشعة الشمس حتى يتم تجفيفه وتعبئته لموسم شهر رمضان، ولكن تساقطت الأمطار بغزارة حتى أتلفت المحصول، ووصل إنتاج الموسم الماضى "على حد قوله" إلى 25 % من المعدل المعتاد للإنتاج السنوى بسبب السيول والأمطار.
سيد أبو الوفا، تاجر بلح بقرية بنبان أيضاً، تابع الحديث عن تغيرات المناخ وتأثيرها على محصول البلح قائلاً: سيول أسوان أضرت بالمحصول بشكل مباشر وغير مباشر، وذلك عن طريق تساقط الأمطار على التمر المجفف الذى يقطعه المزارع من النخلة ويتركه فوق "مشمعات" فى العراء حتى يجف، وأيضاً عن طريق تراكم كميات المياه الناتجة من السيول على الطرق السريعة وإعاقة حركة المرور ونقل تجارة التمور من أسوان إلى أسواق الوجه البحرى.
وأشار أبو الوفا، إلى أن التغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية فى أسوان ليست قاصرة على هطول الأمطار أو السيول فقط، ولكن أيضاً الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة وانخفاضها فى موجات الطقس المتقلب فى بعض الأحيان يؤثر بالسلب على الثمار التى تحتاج إلى درجات حرارة معينة تكون اعتادت عليها على مدار السنة لاكتمال عملية نضج الثمرة، وأصبح المحصول حالياً يتعرض للتلف فوق نخيله وقبل قطعه فى موسم الحصاد.
وفى السياق، أوضح جمعة مصطفى، تاجر بلح من قرية بنبان، بأن البلح الأسوانى أصناف وأنواع مشهورة وهى "ذات الطابع الجاف" التى تعتمد على مناشر التجفيف فى العراء حتى تتعرض للشمس والهواء ثم يتم تعبئتها فى أجولة وتخزن لموسم شهر رمضان، ومن هذه الأصناف: "القنديلة والسكوتى والبارتامودى" وغيرها، مشيراً إلى أن الموسم الحالى والماضى شهد خسارة كبيرة لدى المزارعين بسبب التغيرات المناخية التى شهدتها محافظة أسوان، واضطر عدد كبير منهم إلى تحويل نسبة الخسارة من المنتج إلى أعلاف تتغذى عليها المواشى، موضحاً بأن موسم حصاد البلح فى أسوان يعود بالنفع على الجميع ويفتح فرص عمل مختلفة ومتعددة فى مجالات الحصاد المختلفة خلال الموسم.
المزارعون
النخيل
تجار-البلح
تلف-المحصول
حجاجى-محمود-تاجر-بلح
صحفى-اليوم-السابع-فى-مناشر-البلح
قرية-بنبان_1
مزارعو-وتجار-البلح-فى-أسوان
مناشر-البلح-فى-الصحراء
مناشر-تجفيف-البلح
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة