ثورة المدجنين.. حكاية آخر ثورات المسلمين في الأندلس

الأحد، 09 أكتوبر 2022 11:00 م
ثورة المدجنين.. حكاية آخر ثورات المسلمين في الأندلس ثورة المدجنين
عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ758 على تمكن ألفونسو العاشر ملك القشتاليين بحصار واحتلال مدينة شريش وطرد من تبقى من المسلمين، وذلك بعد ثورة المدجنين، التي ساندها المغاربة ومملكة غرناطة، ورغم نجاحها في عدة مدن، لكن النتيجة لم تكن فى صالحهم، وحدث ذلك في 9 أكتوبر عام 1264م.
 
وثورة المدجنين (1264-1266)‏، هى الثورة التى قام بها المسلمون الذين آثروا البقاء فى الأندلس ومرسية وتاج قشتالة، وعاشوا فى ظل الحكم المسيحى، وكانت بلنسية مثوى لكثير من هؤلاء وتجمع فيها ما يقرب من ثلاثين ألفا، ورأوا أن يقوموا بثورة لاكتساب بعض الحقوق الإنسانية، كحرية العقيدة، واستطاعوا احتلال بعض الحصون وتقدموا نحو بلنسية بعد أن كونوا جيشًا، واستمروا فى التقدم، وأصيب حاكمهم (جقوم) بهم وغم أديا إلى وفاته، وجاء ابنه (بطره) الذى اتصل بالمسلمين وفاوضهم، وعقد هدنة أمان معهم، ورفع عنهم الظلم، حتى إذا تفرقوا، نقض العقود والمواثيق وضربهم، قبل أن يتجمعوا، وأسرهم.
 
كان الاضطهاد الأعظم في غرناطة، وكانت القوانين الأخيرة التي أصدرها فيليب الثاني سنة 1566م، وبدأ تطبيقها دون هوادة في ذكرى سقوط غرناطة في الأول من يناير من العام التالي 1576م صعبة، وقد أدرك المسلمون أنهم على موعد مع القطيعة النهائية مع دينهم وتراثهم وتاريخهم وأجدادهم، لا سيما وأن محاولاتهم للوساطة والود ودفع الأموال للتخفيف من وطأة هذا العدوان لم تفلح مع التعصب الكاثوليكي، ومع مظالم ووحشية محاكم التفتيش التي أنزلت بهم صنوفا من التعذيب والأسر والقتل لم يروا مثلها من قبل.
 
فلما بلغ اليأس بالمورسكيين ذروته، قرروا المقاومة والثورة، والذود عن أنفسهم إزاء هذا العسف المضنى، أو الموت قبل أن تنطفئ في قلوبهم وضمائرهم آخرُ جذوة من الكرامة والعزة، وقبل أن تُقطع آخر صِلاتِهم بالماضى المجيد، وكانت نفوسهم لا تزال تضطرم ببقية من شغف النضال والدفاع عن النفس، وكانوا يرون في المناطق الجبلية القريبة ملاذا للثورة، ويؤمّلون أن يصلوا بالمقاومة إلى إلغاء هذا القانون الهمجي أو تخفيفه.
 
وكانت العصبة الأندلسية القديمة تتركز قوتها في حي البيّازين أسفل الحمراء في غرناطة، والتف الجميع حول أحد أعيانهم الأشاوس واسمه فرج بن فرج من أسرة بني السراج فرسان دولة بني الأحمر القدامى، واتفقوا على الوثوب على الحامية العسكرية الإسبانية في المدينة للفتك بها في أحد أعياد النصارى في أبريل من عام 1568م وإعلان الاستقلال وبداية الثورة لتحرير الأراضي الأندلسية ورفع الضيم عن المورسكيين.
 
وبالرغم من أن خطتهم باءت بالفشل في ذلك التوقيت، فإن فرج بن فرج وبمعاونة مائتين من المورسكيين المسلحين فتكوا بمجموعة من القضاة والمحققين الإسبان خارج غرناطة في ديسمبر من ذلك العام، وأراد فرج أن يستغل الأحداث بصورة أكثر فعالية، فيفتك بحامية قصر وقلعة الحمراء الإسبانية، لكن كبار رجالات المورسكيين في غرناطة خشوا من العواقب، فاضطر فرج للخروج بقواته القليلة صوب قرى البشرات في جنوب المدينة، وهنا تسامع المورسكيون في أرجاء ومدن وقرى الأندلس كافة بما حدث، فتتابع الرجال والفرسان بأنفسهم وأموالهم وأسلحتهم مؤيدين الثورة، ومنضمين لها، وكانت الخطوة التالية تعيين أمير أو ملك ذي شأن على هذه الجموع التي تتوق إلى تحرير الأندلس.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة