تحل اليوم ذكرى ميلاد عملاق المسرح العربى الأديب الكبير توفيق الحكيم الذى ولد في 9 أكتوبر من عام 1898 في مدينة الإسكندرية في مصر لأسرة ثرية من ملاك الأراضي، وكان والده قاضيًا في الإسكندرية.
أظهر منذ صغره حبًا وولعًا بالآداب، حيث بدأ بارتياد المسارح وحضور العروض للممثلين الشهيرين من أمثال جورج أبيض كما كتب عدة مسرحيات قصيرة بينما كان يتابع تعليمه الثانوي وقام أصدقاؤه بتأديتها، لكنه كان قد انفعل كثيرا بما يقدمه جورج أبيض على المسرح وبالتالي تأثر به.
كتب في العديد من المجالات مثل القصص القصيرة، المقالات، كما كتب كلمات لأغانٍ وطنية ودخل بعد ذلك كلية الحقوق في جامعة القاهرة، لكنّه لم يبلى فيها بلاء حسنا، وانتقل لدراسة اللغة الفرنسية.
مزج توفيق الحكيم بين الرمزية والواقعية علي نحو فريد يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد أو غموض، وأصبح هذا الاتجاه هو الذي يكون مسرحيات الحكيم بذلك المزاج الخاص والأسلوب المتميز الذي عرف به. ويتميز الرمز في أدب توفيق الحكيم بالوضوح وعدم المبالغة في الإغلاق أو الإغراق في الغموض؛ ففي أسطورة إيزيس التي استوحاها من كتاب الموتى فإن أشلاء أوزوريس الحية في الأسطورة هي مصر المتقطعة الأوصال التي تنتظر من يوحدها ويجمع أبناءها علي هدف واحد.
وفى عودة الروح رمز إلى الشرارة التي أوقدتها الثورة المصرية، وهو في هذه القصة يعمد إلي دمج تاريخ حياته في الطفولة والصبا بتاريخ مصر، فيجمع بين الواقعية والرمزية معا على نحو جديد، وتتجلي مقدرة توفيق الحكيم الفنية في قدرته الفائقة على الإبداع وابتكار الشخصيات وتوظيف الأسطورة والتاريخ على نحو يتميز بالبراعة والإتقان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة