فى ظل اتساع جهود الدولة فى التنمية والمشروعات الاقتصادية، والتوسع فى شبكات الطرق والكهرباء والصناعة، تأتى الحاجة إلى شبكات متوازية ومتقاطعة للتعامل بسرعة وكفاءة مع كل ما يمكن أن يحدث من طوارئ أو أحداث مفاجئة.
وعلى مدى السنوات الأخيرة واجهت مصر والعالم عددا من الأزمات والأحداث الطارئة التى تتطلب وجود خلايا أو هيئات لإدارة ومواجهة الأزمات، بدءا من أزمات كورونا أو الأمطار وموجات الحر والتقلبات الجوية، فضلا عن الحوادث، بجانب ما يمكن أن يواجه الأنشطة الاقتصادية والسياحية من مفاجآت، وبقدر ما تتوسع الدولة فى أنشطتها الاقتصادية، فإنها تسعى إلى تكوين شبكات وأدوات جماعية للتعامل مع الأزمات وإدارتها بسرعة وكفاءة.
وعلى مدار شهور، تتجه الدولة لبناء قدرتها على التعامل مع الأزمات والطوارئ بشكل مكثف، مع توظيف التكنولوجيا والاتصالات بالشكل الذى يتيح التواصل والتدخل السريع، من هنا يأتى دور مركز التحكم المركزى للشبكة الوطنية لخدمات الطوارئ والسلامة العامة المتطورة بالمقطم، والذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، ويمثل نقلة كبرى فى التعامل مع الأزمات والطوارئ من خلال منظومة واحدة تشارك فيها جميع الوزارات والهيئات ودواوين المحافظات، بما يضمن جودة التعامل مع الأزمات الطارئة وسرعة احتوائها بمعايير عالمية، وتزامنا مع إطلاق الشبكة افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، إطلاق خدمات القمر الصناعى المصرى للاتصالات «طيبة 1» من أحد مركزى الإدارة والتحكم، والذى تم إنجازه بجهود مصرية ليمثل مركز اتصالات رقميا حديثا، لخدمة الاتصالات الحكومية، بما يسهم فى تطوير الإدارة الحكومية.
الرئيس السيسى شهد عروضا من كوادر وزارات الاتصالات والصحة والداخلية والبترول والكهرباء، حول المنظومة، والتى يديرها كوادر شابة متعلمة ومؤهلة وقادرة على توظيف التقنيات الحديثة فى التواصل وتوجيه وتوحيد الجهود للتعامل مع الأزمات والحوادث الطارئة. الرئيس أكد على أمان الشبكة، وضمان تأمينها بشكل تام، مؤكدا أنها تنهى أوقات الانتظار وتجعل خدمة الطوارئ فورية، وأن هذه الشبكات هدفها ضمان تقديم الخدمة للمواطن، من خلال مركز عمليات فى كل محافظة، بجانب المركز الرئيسى بما يعنى أن «الدولة بتشوف بعضها و كل القطاعات متداخلة مثل الإسعاف والحماية المدنية، ليكون التعامل مع الأزمة بالترابط والتماسك».
وتتيح الشبكة التعامل بسرعة وكفاءة، وتحريك فرق الإغاثة والطوارئ لحظيا، بما يوفر الجهد ويدعم العمل الجماعى من خلال فرق مدربة، والشبكة حسب حديث الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات، تعمل على توفير إدارة متكاملة ومتزامنة للأزمات مثل الحماية المدنية والنجدة والكهرباء والنقل، بهدف تكوين منظومة متكاملة قادرة على التناغم بين هذه الجهات لدى حدوث طارئ أو أزمة، وإذا حدث أى طارئ لأى مواطن أو حادث كان يتعين عليه الاتصال بعدة جهات لنجدته، لكن النظام الجديد يتيح إمكانيات مختلفة، فيتصل برقم واحد، متصل بكل الهيئات والجهات التى عليها التعامل بسرعة مع الحادث.
فإذا نشب حريق فى مبنى أو حادث على طريق، يكون البلاغ مركزيا لجهة واحدة فقط بطبيعة الحادث، ويتيح النظام الجديد تحديد مكان المتصل آليا ولحظيا، لتبدأ الغرف المركزية فى محافظة الحدث بإصدار تعليمات للفرق المختلفة من نجدة وإسعاف ومطافئ، فضلا عما يحتاجه الحادث من المعدات المختلفة للتوجه لمكان الحادث، والتحكم اللحظى للمعدات، مع تصوير الحادث لحظيا ونقله إلى غرفة التحكم المركزية، فتكون سيارات الإسعاف مربوطة بالغرفة المركزية وكل ما يجرى للمصاب من إجراءات إسعاف أولية وقياس وظائفه الحيوية أثناء نجدته، ينقل إلى الغرف المركزية بالصوت والصورة، وتحدد أقرب مستشفى للحادث وفق قدرته على الإغاثة ونوع الإصابة، ويكون المستشفى جاهزا لاستقبال الحالة.
والواقع أن المنظومة التى توفرها الشبكة الوطنية الموحدة للطوارئ والسلامة، حسبما شرح اللواء أركان حرب بكر محمد البيومى، مدير سلاح الإشارة، تضافرت فيها جهود كل الجهات المعنية بالدولة، وأن المكونات الرئيسية للشبكة، بنية أساسية ومراكز سيطرة موحدة، ومنظومة تلقى البلاغات، ومعدات وسنترال رئيسى ومحطات محمول وأبراج اتصالات جديدة، لترشيد التكلفة المادية، واستغلال الطاقة النظيفة فى التغذية الكهربائية بتكلفة مليار دولار، وشبكة الألياف الضوئية لربط مواقع الشبكة، على جميع الاتجاهات، وتتضمن تكنولوجيا متقدمة لنظام تراسل يوفر نقل بيانات بتكلفة 18.6 مليار جنيه، وحسب ما أعلنه اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، فإن مشروع الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة يوفر البيانات والمعلومات لمتخذى القرار، لتحقيق سرعة رد الفعل أثناء الحالات الطارئة، وتسهم الشبكة أيضا فى متابعة المشروعات التنموية فى كل أنحاء البلاد، وبالتالى فإنها فى حال اكتمالها تمثل إضافة ودعما لنظام الإدارة والخدمات بشكل حديث وسريع وكفء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة