مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفية الأمريكية، تشير استطلاعات الرأى إلى فرص كبيرة للجمهوريين فى الفوز بالأغلبية فى مجلس النواب على الأقل. ولو حدث هذا، فإنه ينبئ بصعود جيل جديد من الجمهوريين من القادمين الجدد الذين يتبنى بعضهم أفكارا متشددة، بما يمهد لمزيد من الانقسامات السياسية فى الولايات المتحدة.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن ثلاثة على الأقل من الجمهوريين الذين يترشحون على مقاعد مجلس النواب الأمريكى قد حضروا مسيرة "أوقفوا السرقة" يوم 6 يناير 2021، وتوجهوا نحو مبنى الكابيتول الأمريكى خلال مساعى وقف انتخاب جو بايدن فى هذا اليوم، فيما يعرف بأحداث اقتحام الكونجرس.
وأوضحت الوكالة أن عددا لا يحصى من المرشحين الجمهوريين الآخرين يتشككون إزاء انتخابات 2020 وينكرون هزيمة ترامب. ومن بين هؤلاء المرشحين أيضا محاربون شاركوا فى حربى العراق وأفغانستان، وأصحاب مشروعات صغيرة ومجموعة هى الأكثر تنوعا جغرافيا وعرقيا وثقافيا من الجمهوريين فى العصور الحديث من الساعين لمقاعد فى الكونجرس، والكثير منهم قادمون جدد لعالم السياسة، مثلما كان ترامب فى عام 2016، والذين لم يتولوا أى منصب بالانتخاب من قبل.
وذهبت الوكالة إلى القول بأن قائمة مرشحى مجلس النواب من الجمهوريين فى انتخابات 2022 النصفية تشمل جيلا جديدا من القادمين من خارج عالم السياسة والشعبويين وبعض المتشددين الذين يمكن أن يحدثوا حالة من الجدل فى الكابيتول. وسيكون هؤلاء أغلبية غير مختبرة وربما جامحة لو فاز الجمهوريون بمجلس النواب فى انتخابات الثامن من نوفمبر.
وقال جون فيهرى، المخطط الإستراتيجى الجمهورى الذى عمل متحدثا لرئيس مجلس النواب الأسبق الجمهورى دينس هاسترت، إن ترامب هو ملهم كل هؤلاء، ولا يحاول الكثيرون أن يكونوا معتدلين، فهم يحاربون من أجل معتقداتهم.
وتزداد ثقة الجمهوريين بأنهم سيفوزون بأغلبية فى مجلس النواب، ويواجهون الديمقراطيين فى خريطة سياسية متسعة. وعادة ما يعانى حزب الرئيس من انتكاسات فى الانتخابات النصفية، ويعانى الديمقراطيون فى ظل تراجع شعبية بايدن وعدم ارتياح الناخبين بسبب ارتفاع التضخم.
وتقول أسوشيتدبرس إن الجمهوريين يقومون بإعادة جمع ائتلاف ترامب من خلال تحالف ممول جيدا لكنه غير عادى من المرشحين، والذى يعكس أنصاره. يضم هذا التحالف، نجوم إعلام يتبعون أسلوب ترامب، ومحاربين قدامى من أنصار فكرة "أمريكا أولا"، ونساء وأقليات وما تبقى من المحافظين التقليديين للحزب الجمهورى.
وقال كارولوس كوربيلو، عضو الكونجرس الجمهورى السابق من فلوريدا، إن هذه الطبقة ستكون الأكثر تنوعا من الجمهوريين على الإطلاق، وسيظل ما تعنيه للحكم محل تساؤل كبير.
ومن المؤكد أن بعض المرشحين الجمهوريين فى مجلس النواب على دراية بالمناصب المنتخبة أو المحافظين الأكثر اعتدالا الذين شاركوا فى الخدمة العامة. لكن الطبقة الجمهورية سيشكلها على الارجح القادمون الجديد أصحاب الطابع الترامبى.
من بين هؤلاء جندى البحرية الأمريكيى المتقاعد ديريك فان أوردين، الذى سافر إلى واشنطن فى 6 يناير 2021، على الرغم من أن يصر أنه لم يكن ضمن من اقتحموا الكونجرس. ويعتبر فان أوردين نجما صاعدا يستعد لهزيمة براد باف فى السباق على مقعد النواب لولاية ويسكونسن، والذى طالما سيطر عليه الديمقراطيون.
وعلى العكس من جمهوريى حزب الشاى الذين برزوا عام 2010 لتقليص الميزانية الفيدرالية، أو الديمقراطيون الذين اكتسحوا فى عام 2018 على أمل بالحكم الجيد، فإن مرشحى عام 2022 أقل توحدا حول أجندة سياسية مشتركة. وما يجمع بينهم هو رفض ترامب للمؤسسة والقواعد المدنية، وهو النهج الذى جسدته النائبة الجمهورية ماريجورى تايلور جرين عن ولاية جورجيا، والذى يحدث تحولا فى الحزب الجمهورى.
وتقول أسوشيتدبرس إنه فى مختلف أنحاء الولايات المتحدة، يعكس المرشحون الجمهوريون النفوذ المستمر لترامب والاستعداد لجلب اليمين المتشدد إلى المركز، كما حدث فى ولاية واشنطن بعدما تفوق جو كنت، ضابط السى أى إيه السابق صاحب الحياة الشخصية المروعة، على النائب الجمهورى جيمى هيريرا يوتلر، الذى كان قد صوت لصالح مساءلة ترامب بعد اقتحام الكونجرس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة