"لم الشمل".. شعار ترفعه قمة الجزائر، لتحقيق طفرة كبيرة، على مستوى التوافق العربي، في ظل العديد من التحديات والأزمات الدولية، التي لا تقتصر في نطاقها على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وإنما امتدت إلى النطاق العالمى، جراء العديد من الازمات الدولية، على غرار الأزمة الأوكرانية وتداعياتها من جانب، وبزوغ أزمات أخرى غير تقليدية، على كتفشي الاوبئة، وظاهرة التغيرات المناخية.
مفهوم "لم الشمل"، ربما هيمن على الحديث المرتبط بالقمة العربية الحالية في الجزائر، مع النجاح فى التوصل إلى اتفاق بين الفصائل الفلسطينية، قبل أيام من قدوم الوفود العربية، في محاولة صريحة من قبل الدولة المستضيفة لاضفاء المزيد من الزخم على أجوائها، وهو ما يمثل انعكاسا لجهود كبيرة من قبل الجزائر لإنجاح الحدث الاستثنائي، حظى بإشادة كبيرة سواء من الدول المشاركة فى القمة أو مسؤولى جامعة الدول العربية.
ففى تصريح سابق، أشاد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكى بجهود الجزائر فيما يتعلق بالاتفاق بين الفلسطينيين حيث يضفى أجواءإيجابية على القمة العربية، واصفا إياه بالانجاز الطيب، موضحا أنه من المهم تنفيذ ما تم التوصل إليه فى هذا الشأن وهو ما يمثل المحك حتى يؤتي ثماره.
إلا أن التوافق، وشعار "لم الشمل"، بات يتجاوز الداخل الفلسطيني، إلى مستويات أخرى أكثر عمقا، منها ما يتعلق بالمنطقة العربية ودولها، حيث تبقى القضايا المطروحة على مائدة القادة والزعماء العرب انعكاسا صريحا للعديد من المصالح المشتركة، وأبرزها الاوضاع الدولية الراهنة وتداعياتها الاقتصادية، بالاضافة ظاهرة التغيرات المناخية، والتي تعد المنطقة العربية من بين أكثر مناطق العالم تأثرا بها، وكذلك تفشي الاوبئة والأمراض، وهي القضايا التي ترتبط بالاوضاع داخل الدول العربية، بينما تتطلب تعاونا جماعيا للتعامل معها.
وهنا أصبح تحقيق الامن الغذائي العربي، وتعزيز انتاج الغذاء، وتنويع عمليات الانتاج بين الدول العربية لتعزيز التجارة البينية على رأس أولويات القمة، لتحقيق طفرة اقتصادية يمكن من خلالها التغلب على التحديات الراهنة، والتي تفرض تغييرا كبيرا في أولويات العمل العربي المشترك.
في هذا الإطار، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته أمام اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري بالجزائر، إن الأوضاع المستجدة تدفع إلى إعادة النظر فى أولويات العمل العربى المشترك بإيلاء اهتمام أكبر بموضوعات بعينها مثل الاستجابة الإنسانية فى حالات الجوائح والكوارث والأزمات، وتعزيز الأمن الغذائى العربى مشيرا إلى أن جدول أعمال الم جلس يتضمن عددًا من الموضوعات المتعلقة بموضوع الأمن الغذائى على وجه التحديد.
ولكن يبقى مفهوم التوافق متجاوزا النطاق الاقليمي العربي، وإنما يمتد إلى المستوى الدولي، عبر مشاركات مهمة لعدد من المنظمات الدولية في فاعليات القمة العربية بالجزائر، وعلى رأسها الأمم المتحدة، والتي يشارك أمينها العام أنطونيو جوتيريش، وهو ما يعكس آلية العمل التوافقي الذي تتحرك نحوه جامعة الدول العربية، عبر سياسات تحمل انسجاما مع محيطها الدولى والاقليمي.
ولا تتوقف المشاركة الدولية على الامم المتحدة وإنما تحظى القمة العربية بمشاركة الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي، الرئيس السنغالي ماكي سال، ورئيس حركة عدم الانحياز، ورئيس أذربيجان إلهام علييف.