حالة من الحزن سيطرت على الوسط الموسيقي، وذلك بسبب رحيل الموسيقار الكبير محمد سلطان، وهو الموسيقار الذي اكتشف موهبته موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وقام بتوصية والده لرعايته ورعاية تلك الموهبة الموسيقية الفذة، وبدلا من تنفيذ تلك الوصية انشغل والد سلطان بعمله كضابط في الشرطة، لكن والدته هي من قامت بتنفيذ تلك الوصية وقامت بدعم وتطوير موهبته النابعة من حبها للفن، فهي كانت تعزف البيانو والعود.
"محمد سلطان" ملحن وممثل مصرى عرف في البداية كممثل، ولد فى الإسكندرية عام 1937، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1960، بعد أن ترك الكلية البحرية، واتجه إلى التمثيل وتزوج الفنانة فايزة أحمد ولحن لها أشهر أغانيها، منها: "غريب يا زمان، رسالة إلى امرأة، قاعد معايا، اخد حبيبي"، وشارك الموسيقار فريد الأطرش بالتمثيل في فيلم يوم "بلا غد" عام 1962 من إخراج بركات، ومن أبرز ألحان الموسيقار محمد سلطان مثل "بكرة تعرف" و"اؤمر يا قمر" و"لو كنت غالى عليك" و"سامحتك كتير" و"بحبك يا مصر".
الموسيقار محمد سلطان صاحب تجارب غنائية مهمة قدمها مع نجوم الزمن الجميل، على رأسهم النجمة فايزة أحمد، منها: "مال عليا مال"، و"رسالة من امرأة" و"غريب يا زمان"، و"آخد حبيبى"، إضافة الى وضعه الموسيقى التصويرية والألحان لعدد من الأفلام السينمائية، منها: "الراقصة والسياسى" و"التوت والنبوت" و"ولاد الإيه" و"يا عزيزى كلنا لصوص".
وكان الراحل في حوار سابق مع "اليوم السابع" قد قال إن الوسط الفنى دائمًا تحت الميكروسكوب، فالوضع الآن تغير ولا يوجد عبد الحليم ولا فايزة أحمد ولا محمد عبد الوهاب، الوحيدة المتواجد من الزمن الجميل حتى الآن هي الفنانة نجاة وهي مختفية تمامًا عن الأضواء ولم تظهر.
وأضاف سلطان لـ"اليوم السابع"، في حوار قبل الرحيل، إنه بعد رحيل هؤلاء العظماء أصبح هناك فقر فى الساحة الغنائية، مؤكدًا أن الفنان الراقي سيظل راقيا ويستمر طول العمر ومدى الحياة، والجيل الحديث يفتقر إلى الثراء الفني الذي كان متواجدًا قديمًا، وأتمنى أن يوجد فن كثير وأجيال حديثة فى نفس مستوى الأجيال القديمة.