تعانى الأرجنتين من آثار الجفاف الذى طال أمده، ما تسبب فى تغيرات فى منتجاتها الزراعية الرئيسية، حيث أثر الجفاف على 126 مليون هكتار أى ما يعادل 75% من المساحة الزراعية فى الأرجنتين التى تركز على إنتاج القمح والذرة وفول الصويا.
وقال بابلو ميركورى، مدير مركز أبحاث الموارد الطبيعية فى المعهد الوطنى للتكنولوجيا الزراعية (INTA): "هذا الوضع يتسبب فى تأخير جزء كبير من المنتجين للزراعة أثناء انتظار المزيد من المياه".
يُعزى الجفاف المُسجّل خلال المحصول الحالى بشكل رئيسى إلى وجود ظاهرة النينيا للسنة الثالثة على التوالي، حيث حددت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، النينيا هى ظاهرة تنتج تبريدًا واسع النطاق للمياه السطحية للأجزاء الوسطى والشرقية من المحيط الهادئ الاستوائى، بالإضافة إلى التغيرات الأخرى فى دوران الغلاف الجوى المدارى، أى فى الرياح والضغط وهطول الأمطار.
فى الأرجنتين، تولد ظاهرة النينيا نظامًا للمطر أقل من المعتاد، وفقًا لعالم الأرصاد الجوية ليوناردو دى بنديكتيس.
ذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية فى نشرتها الأخيرة أن احتمال استمرار حلقة النينيا الحالية خلال الأشهر الستة المقبلة هو 70٪ للفترة من سبتمبر إلى نوفمبر 2022، على الرغم من أن هذه النسبة تنخفض تدريجيًا إلى 55٪ للأشهر من ديسمبر 2022 حتى فبراير 2023.
وتوقع مسح حديث لبورصة الحبوب فى بوينس آيرس أن يبلغ إنتاج القمح 17.5 مليون طن "نتيجة لغياب هطول الأمطار". هذا هو الرقم الأدنى فى السنوات السبع الماضية.
من ناحية أخرى، من المتوقع حدوث توسع فى إنتاج فول الصويا، وهو محصول أقل حساسية لعجز المياه. قدرت بورصة الحبوب فى بوينس آيرس زيادة بنسبة 10 ٪ فى إجمالى الأطنان، مما تسبب فى تغيير الاتجاه بعد عدة دورات هبوطية.
وأضاف المتخصص أن من المتوقع أن تبلغ مساحة فول الصويا 16.7 مليون هكتار، بزيادة 400 ألف هكتار عن العام الماضى، ومساحة الذرة 7.5 مليون هكتار، مقابل 7.7 مليون العام الماضى.
وبحسب المستشار نيستور روليت، فإن الخسائر المقدرة تصل إلى 3 مليا و300 مليون دولار، بالنظر إلى تداعياتها على القمح والذرة وفول الصويا. لم يقم الاختصاصى بتقييم التغييرات فى المساحة المزروعة فحسب، بل قام أيضًا بتقييم انخفاض العائد الناتج عن عجز المياه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة