إثارة الجدل فى الفكر العربي.. من طه حسين إلى محمد شكرى.. كل مبدع وله طريقه

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2022 06:30 م
إثارة الجدل فى الفكر العربي.. من طه حسين إلى محمد شكرى.. كل مبدع وله طريقه الدكتور طه حسين والدكتور نصر حامد والكاتب محمد شكرى
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادة ما يثير المفكر أو المبدع العربى الجدل فى عالمنا العربى لأسباب ربما تقتصر على عدة جوانب أساسية، يمكن اختصارها إما فيما يطرحه من قضايا فكرية مثل عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، أو فيما يتعلق بسيرته الذاتية مثل الكاتب المغربى محمد شكرى، أو يثار الجدل حوله نتيجة للفهم الخاطئ لقضاياه الفكرية التى يطرحها فى أعماله مثل الدكتور نصر حامد أبو زيد.
 

طه حسين عميد الأدب العربي 

الذى يعرف بأنه صاحب التأثير الأعظم بين الأدباء على كتاب مصر ومثقفيها، أثار جدلا كبيرا بسبب كتابه "فى الشعر الجاهلى" الصادر فى عام 1926، والذى خلص فيه إلى أن الشعر الجاهلى منحول، وأنه كتب بعد الإسلام ونسب للشعراء الجاهليين.
ففى كتاب الشعر الجاهلى، قال عميد الأدب العربى طه حسن: "كل الشعر الجاهلى قد وُضع بعد الإسلام ممن اعتنقوا الإسلام، ثم نسبوه إلى العرب فى العصر الجاهلى، وكان السبب فى هذا الوضع وانتحال العديد من الأسباب السياسية والدينية، كأن تحاول قريش الإعلاء من شأنها بين القبائل الأخرى، أو محاولة الأمويين إثبات أنهم الأحق بكل شىء فى أمور الحياة، أو محاولات إثبات أمر من أمور الدين حسب تفسيرهم وأهوائهم، ما جعلهم يحاولون تأليف الشعر الذى يُثبت ما يذهبون إليه، ثم ينسبونه فيما بعد إلى العرب فى الجاهلية، وإن الكثرة المطلقة مما نسميه شعرا جاهليا ليست من الجاهلية فى شىء، وإنما هى مُنتحلة مُختلقة بعد ظهور الإسلام، فهى إسلامية تُمثل حياة المسلمين وميولهم وأهواءهم أكثر مما تُمثل حياة الجاهليين، وأكاد لا أشك فى أن ما بقى من الشعر الجاهلى الصحيح قليل جدالا يمثل شيئا ولا يدل على أى شىء، ولا ينبغى الاعتماد عليه فى استخراج الصورة الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلى، وأنا أُقدر النتائج الخطرة لهذه النتيجة".
 
طه حسين
 
وبعد أن صدر كتاب "فى الشعر الجاهلى" أثار جدلا كبيرا دفع مجموعة من الشيوخ والكتاب من أبرزهم شيخ الأزهر الخضر الحسين، للرد على ما قاله فى كتابه، وبعد أن استمرت الأزمة، ووصلت حد التحقيق مع عميد الأدب العربى، انتهت بحفظ التحقيق معه، وقيامه بإعادة طباعة كتابه بعنوان جديد "الأدب الجاهلى" بعدما قام بحذف الفصول الأربعة التى أثارت الرأى العام وأغضبت العلماء.
 

الدكتور نصر حامد أبو زيد 

فقد أثار جدلا كبيرا فى تسعينيات القرن الماضي بسبب كتاباته في الفكر الإسلامي ومعارضته لسلطة النص المطلقة، الأمر الذى أدى إلى صدور قرار من محكمة الأحوال الشخصية بتطليقه من زوجته الدكتورة ابتهال يونس، أستاذة الأدب الفرنسي في جامعة القاهرة، بعدما اعتبر مرتداً عن الإسلام، فاضطر للجوء معها إلى هولندا إثر هذا الحكم.
كانت بداية الأزمة عندما قدم نصر حامد أبو زيد أبحاثه بعنوان نقد الخطاب الديني للحصول على درجة الأستاذية، فتكونت لجنة من أساتذة جامعة القاهرة أبرزهم رئيسها الدكتور عبد الصبور شاهين، الذي اتهم في تقريره "أبوزيد" بالكفر، ليرفع ضده دعوى حسبة تطالب بتفريقه عن زوجته الدكتورة ابتهال يونس التى هاجرت معه بعد الحكم بتفريقهما.
وخلال الجلسة فى المحكمة رفض نصر حامد أبو زيد نطق الشهادتين؛ وذلك لأنه ضد التفتيش فى نواياه، كما قال هو فى محاضرة له بالخارج بعد ذلك، وبدأ المحاضرة بنطق الشهادتين، لكن المثير للجدل هو أن الدكتور عبد الصبور شاهين نفى نفيا قاطعا في عام 2010 في حوار أجرته معه إحدى الصحف المصرية أن يكون قد كفر أبوزيد وأشار إلى أن ما كتبه في التقرير الذي أقرته اللجنة العلمية وأقره مجلس الجامعة كان تقييماً لأعمال الباحث نصر حامد أبو زيد.
 
نصر حامد أبو زيد
 
وحول أسباب رفض الدكتور عبد الصبور شاهين للأبحاث التي تقدم بها نصر حامد أبوزيد للحصول على الترقية قال في نفس الحوار: "أبو زيد" دعا إلى الثورة الفورية على القرآن والسنة، لأنها كما قال: نصوص دينية تكبل الإنسان وتلغي فعاليته وتهدد خبرته، ويدعو إلى التحرر من سلطة النصوص، بل من كل سلطة تعوق مسيرة التنمية في عالمنا.
وعلى إثر نفى عبد الصبور شاهين تكفيره لـ"أبو زيد" انشغلت الأوساط العلمية والفكرية في مصر والعالم العربي بالقضية، خصوصا أن عبدالصبور شاهين أرفق اتهامه بالردة لأبي زيد تقريراً تضمن العداوة الشديدة لنصوص القرآن والسنة والدعوة لرفضهما. والهجوم على الصحابة، وإنكار المصدر الإلهي للقرآن الكريم، والدفاع عن الماركسية والعلمانية.

الكاتب المغربى محمد شكرى

 فقد أثار جدلا كبيرا بسبب روايته الشهيرة "الخبز الحافى"، التى لا تزال تلاحقه حتى يومنا هذا رغم رحيله فى 15 نوفمبر عام 2003، والمعروف أنه كتبها باللغة العربية عام 1972، ولم تنشر بهذه اللغة إلا فى عام 1982، لكنها نشرت عام 1973 باللغة الإنجليزية، ثم ترجمها إلى الفرنسية مواطنه الطاهر بنجلون سنة 1981 وبعدها نشرت إلى اللغة العربية.
وعلى الرغم من أن محمد شكرى فى رواية "الخبز الحافى" كان يسرد حياته البائسة وطفولته التي عاشها متشردا في طنجة، الأمر الذى جعل البعض يرونها أشبه بوثيقة اجتماعية تعكس الحالة التي كان يمر منها المغرب، خلال مرحلة الأربعينات من القرن الماضي، إلا أنها أثارت جدلا كبيرا حول أسلوبه الأدبى في تناول قضايا تعد من المحرمات في المجتمع المغربي، مثل المشاهد الجنسية الصادمة، وتطرقها إلى علاقة الأب مع الأسرة التي كان يطبعها العنف، حسبما قالت "مليكة الشيكر" أخت الراحل محمد شكري، خلال حديثها مع وسائل الإعلام الأجنبية.
 
محمد شكرى
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة