تعهدت إندونيسيا، وهى واحدة من أكبر مستهلكى الفحم فى العالم، بتقليل اعتمادها بشكل حاد على الوقود الأحفورى وتسريع انتقالها إلى الطاقة المتجددة كجزء من صفقة تمويل مناخ بقيمة 20 مليار دولار تم الإعلان عنها، اليوم الثلاثاء،على هامش قمة مجموعة العشرين.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الصفقة تمثل أكثر الجهود طموحًا حتى الآن من قبل الدول الغنية؛ لإقناع الاقتصادات النامية بالتخلي عن الفحم، وهو أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا من أجل السيطرة على ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتم الكشف عن الصفقة في قمة مجموعة العشرين في بالي بعد أكثر من عام من المفاوضات بين القادة، ولاقت هذه الأنباء موجة من الاهتمام في مصر، حيث يجتمع دبلوماسيون منذ السادس من نوفمبر في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) التي تستمر أسبوعين للتوصل إلى حلول لتمويل العمل المناخي، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وتتبع الصفقة تقريبًا الخطوط العريضة لاتفاقية تم التوصل إليها العام الماضي تعهدت بموجبها الولايات المتحدة والدول الأوروبية بتقديم منح وقروض بقيمة 8.5 مليار دولار لجنوب إفريقيا مقابل التزامها بعدم استخدام محطات الفحم والتحول إلى الطاقة المتجددة وإعادة تدريب العمال، وتجري أيضًا مناقشة ترتيبات مماثلة، تُعرف باسم شراكات انتقال الطاقة العادلة مع فيتنام والسنغال والهند.
وكجزء من الاتفاق، تعهدت إندونيسيا بالحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة لديها عند 290 مليون طن بحلول عام 2030، وهو ما سيتطلب الوصول إلى ذروة الانبعاثات قبل سبع سنوات، والحد من استخدامها للفحم.
وستهدف إندونيسيا أيضًا إلى توليد 34 في المائة من الكهرباء من مصادر متجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول عام 2030، ارتفاعًا من حوالي 11 في المائة اليوم.
وفي المقابل.. ستقدم الدول الغنية مزيجًا من القروض والمنح والاستثمارات الخاصة لإندونيسيا، وسيأتي ما يقرب من 10 مليارات دولار من حكومات الولايات المتحدة واليابان وكندا والعديد من الدول الأوروبية بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
ووفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، كان من المتوقع أن تأتي 10 مليارات دولار أخرى من مستثمرين من القطاع الخاص، بما في ذلك بنوك مثل بنك أوف أمريكا وسيتي بنك.
وقال جون كيري، مبعوث الرئيس الأمريكي للمناخ- في بيان- "في كل خطوة، أبلغت إندونيسيا أهمية بناء اقتصاد نظيف يعمل لصالح شعب إندونيسيا ويجذب الاستثمار، ومعًا لدينا رؤية مشتركة لهذا الهدف وسنعمل جنبًا إلى جنب للعمل بلا كلل من أجل تحقيقه".
وتولد إندونيسيا حاليًا 60 في المائة من احتياجاتها من الكهرباء من الفحم وكانت تاسع أكبر مصدر لانبعاث ثاني أكسيد الكربون في العالم العام الماضي، ولدى مرفق الكهرباء الذي تديره الدولة حاليًا خطط لبناء أكثر من 13 جيجاوات من قدرة الفحم الجديدة لدعم اقتصاد البلاد سريع النمو وتوفير الكهرباء لملايين الإندونيسيين الذين ليس لديهم وصول موثوق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة