شهدت منصة منتدى شباب العالم في مؤتمر المُناخ (COP27)، اليوم الأربعاء، 16 نوفمبر 2022، جلسة نقاشية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حول "التغذية والتغير المناخي"، وذلك بحضور كلٍّ من النائبة أميرة صابر، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، والدكتورة نيفين دوس، مدير قسم الصحة ببرنامج الحفاظ على حياة الأطفال وتنميتهم، باليونيسف- مصر، وأدارت الجلسة الدكتورة هبة السواحلي، المسؤول الفني بالمكتب المحلى لمنظمة الصحة العالمية بمصر.
تناولت الجلسة علاقة النظم الغذائية والصحية بالتغيرات المناخية، وتطرقت إلى أن نمط التغذية الحالي يعمل على تسريع تغير المناخ عبر قطع الغابات وتغيير استخدام الأراضي، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة انبعاثات الكربون، في المقابل فإن التحول إلى نظم غذائية صحية ومستدامة يعمل على القضاء على الجوع وسوء التغذية، ودفع العمل نحو مكافحة تغير المناخ.
وشدد الدكتورة نفين دوس، على ضرورة استثمار وعي الشباب وتعويدهم على الوجبات المتوازنة كروتين يومي يتضمن المكونات الغذائية السليمة، في ظل ارتفاع نسبة المصابين بالأنيميا والسمنة بين الأطفال في مصر. مطالبة بالاعتماد على وجبات صحية تقينا هذه المخاطر، عبر تقليل تناول الوجبات السريعة في المطاعم واستخدام العبوات البلاستيكية. موضحة أنه "اليونيسيف" تعمل بشكل جيد لمتابعة نمو الأطفال حتى سن خمس سنوات، ولكنها توجه تحدي متابعة أطفال المدارس نظرا للتغيرات التي تطرأ في المراحل العمرية المختلفة والنوع.
وأوضحت النائبة أميرة صابر دور البرلمان في الرقابة على تنفيذ الحكومة للسياسات ومراقبة جودة الأغذية، مضيفة أنها تقدمت بمشروع قانون لمكافحة هدر الطعام الذي يبلغ 50 كجم سنويا للفرد، يجمع تحت مظلته الفنادق الكبرى، ووزارة التضامن، والهيئة القومية لسلامة الغذاء، وبنك الطعام المصىي، والجمعيات الأهلية.
وتابعت البرلمانية أنه يجب أن تكون الأغذية المقدمة للأطفال والحوامل متوازنة ولا تغلب عليها الكربوهيدرات بحجة تقليص النفقات؛ لأن الإنفاق سيكون أضعافا على علاج أمراض سوء التغذية والسمنة والتقزم. مشيدة بمبادرة منظمة الصحة العالمية في مصر لتعليم النساء الطهي الصحي، مشيرة إلى دور المنظمات الدولية في مساعدة البرلمانيين بالتقارير والإحصاءات، مشددة على الحاجة إلى الوعي بالصحة النفسية والبدنية بالتنسيق مع المختصين والإعلام والمبادرات الكبرى مثل حياة كريمة، موصية بضرور التشبيك وتكامل الجهود من كافة الجهات لتحقيق هذا الهدف.
وذكرت الدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، خلال مداخلة لها بأفكار ومبادرات الحضور، أننا في حاجة لعودة التوعية بالصحة الغذائية إلى المناهج الدراسية والأنشطة المدرسية، وتحسين السلوكيات الغذائية التي أثر عليها الإعلام والفن سلبا، من خلال دعم المبادرات الشبابية، والعمل الجماعي، مشيرة إلى أن نسبة السمنة في الشرق الأوسط بلغت 23%، ويجب العمل على تقليل هذه النسبة، وأن تكون مصر نقطة البداية لنصل إلى كل الوطن العربي والشرق الأوسط.
وفي ختام الجلسة استقبل المتحدثون استفسارات ومشاركات الشباب، وأعرب الحضور عن مخاوفهم من أن التغيرات المناخية قد تؤدي إلى غياب بعض المحاصيل الزراعية وتحديدا القمح، وأيضا انتشار التصحر وتهديد الأمن الغذائي لبعض الدول، كما أشاروا إلى مبادرة وزارة التخطيط المصرية GREEN MINDS لتدريب الأطفال على الحفاظ على البيئة واختار الطعام الصحي وعدم هدر الطعام والتوعية بأهداف التنمية المستدامة.