الطبيعى أن تكون مصر بعد قمة المناخ cop27، غيرها بعد القمة، وأن يتم توظيف العلم والأفكار لصالح التنمية، وهناك أفكار كثيرة ومبادرات تم تداولها خلال القمة، وحولها، بل إن الحدث نفسه فجر الكثير من الطاقات لدى شباب من محافظات مختلفة يتحدثون عن مبادرات صغيرة لإعادة تدوير المخلفات أو توليد الطاقة الحيوية، ويمكن أن يتم تسليط الضوء على التجارب التى تم تطبيقها فى قرى ومناطق مختلفة لتوليد الطاقة الشمسية لأغراض الزراعة وتشغيل طلمبات رفع المياه أو تشغيل الآبار، فى مناطق زراعية أو صحراوية.
وبشكل عام فإن قمة المناخ يمكن أن تنعكس على الكثير من مشروعات التنمية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، من خلال توسيع المبادرات والتحركات للتعريف بقضية المناخ وتأثيراتها على الحياة فى الريف والحضر وتأثيراتها على الزراعة والغذاء من جهة، ومن أخرى مضاعفة التوجه نحو تصنيع وتوفير أدوات إنتاج الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية وتدعيم صناعات مستلزماتها لتكون فى متناول الجميع، مع التوعية بسهولة تركيب هذه المحطات فى الأراضى الزراعية والمنازل بما يوفر طاقة نظيفة رخيصة للزراعة والاستخدام المنزلى.
سبق وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أثناء افتتاح مصنع منتجات الرمال السوداء فى كفر الشيخ دعوته للقطاع الخاص لأن يستثمر فى صناعة مضمونة، ومنتجاتها مطلوبة، وأن يدخل فى شراكة أو يعمل منفردا فى مجالات عوائدها كبيرة وتولد فرص عمل، وهو ما ينطبق على صناعات إنتاج مستلزمات الطاقة الشمسية، وهنا القطاعان الخاص والعام مدعوان للاستثمار فى إنتاج هذه الوحدات، أو السخانات الشمسية، أو محطات صغيرة للطاقة الشمسية، بشكل يجعلها قابلة للتركيب فى المبانى والعقارات الجديدة، بشكل جماعى يخفض التكلفة، ونفس الأمر فيما يتعلق بوحدات ومحطات تصلح للتركيب فى المزارع أو الحقول للإضاءة أو أغراض تشغيل الآلات الزراعية.
نحن هنا نتحدث عن نماذج مطبقة فى دول كثيرة ليس لديها قوة الشمس لدينا أو فى أفريقيا، فقط الأمر بحاجة إلى حملات وتسويق وتخفيض للأسعار، ونظن أن هذه التكنولوجيا الجديدة سوف تجتاح العالم خلال فترة وجيزة، ويفترض أن نكون ضمن هذه المنظومة، لأن هذه الاستثمارات جاذبة للاستثمارات الداخلية والخارجية، وتمتلك مصر فرصا للدخول فى شراكات من هذا النوع، وهى نقاط تدخل ضمن اتفاقيات وتعهدات تمت خلال قمة المناخ بشرم الشيخ.
وبهذه المناسبة فإن مبادرة «حياة كريمة» التى توصل التنمية والتحديث إلى القرى والتوابع، فى جزء منها تتضمن توصيل الغاز والطاقة الشمسية والاتصالات إلى الريف، وبجانب المبادرة هناك تحالفات ومنظمات أهلية يمكن أن تلعب دورا فى تقديم التدريبات الفنية أو المشروعات المتعلقة بإنتاج الطاقة المتجددة وتدوير المخلفات، بشكل يشكل بذورا لمشروعات صغيرة ومتوسطة تولد فرص عمل وعوائد، وتسهم فى تنقية البيئة من خلال تشجيع الأفراد والجماعات على استخدام الطاقة الشمسية، وهى خطوات كلها فوائد.
ما ينطبق على الطاقة الشمسية ينسحب على إنتاج الوقود الحيوى، من المخلفات الزراعية والحيوانية، وهناك نماذج تم تركيبها ونجحت فى القرى والمحافظات شمالا وجنوبا، ويمكن دراسة هذه النماذج وإدخالها ضمن مناهج الدراسة بكليات الهندسة والعلوم بالشكل الذى يجعلها ضمن مناهج التعليم المرتبطة بالتنمية والتحديث والتخصصات المطلوبة لسوق العمل.
وبالتالى أمام مصر فرصة لأن تكون مركزا لإنتاج وتصنيع مستلزمات الطاقة المتجددة، والوحدات الصغيرة والكبيرة التى تناسب المساحات المتعددة، وهناك استعدادات من شركات عالمية يمكنها الإقبال على الاستثمار فى مثل هذه المجالات، وهى ثروات متجددة لا تنتهى، وهى أفكار يتيحها نجاح قمة المُناخ cop27 التى نظمتها مصر، وتفتح أبوابا متعددة للشباب والاستثمار الداخلى والخارجى، للدخول فى مجال مضمون للحاضر والمستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة