قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، إن العالم اليوم في حاجة ماسة إلى مراجعة الخطاب الإنساني، بما يضمن العدالة والمساواة للجميع، خاصة بعد ما شهدته البشرية من صراعات أودت بآمال الشعوب وأحدثت عزلة بين الدول، مما كان له أثار مدمرة على المجتمعات، وضاعف من التحديات التي تواجه البشرية في مسيرتها الحضارية.
وأكدت الصعيدي، خلال كلمتها بمركز الحوار والتعاون بين الحضارات والجامعة المحمدية في مدينة سورا كارتا، وصندوق الثقافة والتعليم المتعدد، القائمين على منتدى السلام العالمي بإندونيسيا بعنوان "الإخوة الإنسانية والطريق الوسطى كركائز لعالم يسوده السلام والعدالة والازدهار" على أهمية وثيقة الأخوة الإنسانية التي تجسد القيم العليا في واقع عملي يبرهن على عظمة مبادئ الإسلام وصلاحيتها لكل زمان ومكان، وقدرتها على إنجاب الأنموذج المطلوب لتقدم وسعادة العالم، وتقديم الحلول الحضارية لمشكلات البشرية الكبرى.
وأوضحت الصعيدي أن الرحمة والإخاء أصلان من أصول الدعوة الإسلامية مقصودان لذاتهما ولأثرهما حتى في أشد حالات النزاع والخلاف والحرب، ويتضح ذلك من خلال النظر إلى حال الأمم قبل الإسلام وحالها بعد الدعوة الإسلامية، والخير الحقيقي أن يجتهد العالم في تحقيق الإخاء وتطبيق الرحمة، من أجل استقرار الحياة، وتحقيق السعادة البشرية للجميع من دون تمييز أو تفريق.
وأضافت مستشار شيخ الأزهر، أن الأخوة الإنسانية لا تفرق بين الشعوب وتحرم الاعتداء والظلم والاستبداد، وتدعو إلى العدل والحرية والمساواة والإخاء، من أجل أن تستقيم المجتمعات ويعم السلام بين الأمم والمجتمعات وينعم البشر بالأمن والسلام بعيدا عن ويلات الحروب.
داعية الجميع إلى الالتفاف والتكاتف حول هذه الدعوة الخالدة والعمل على إنجاحها؛ لأنها دعوة من الله عز وجل، دعوة إلى العدل والحرية والمساواة والإخاء؛ ليصلح الله بها الحال وتستقيم المجتمعات ويعم السلام بين الأمم وبين الطبقات، والتي تدعو للقائمين عليها إلى أن يرثوا صبرا يأسهم في سبيل حمايتها وحمل رايتها ونشر مبادئها للإنسانية جميعا.
وبينت الصعيدي أن العالم إذا لم ينتبه لضرورة تطبيق المبادئ التي تنادى بها الأخوة الإنسانية، والدعوة العادلة المنصفة الحليمة الرحيمة للإنسانية جميعا، فسوف تسود ضروب من الإرهاب الفكري المذهبي والطائفي، والحزبي، التي تنتهي بنا إلى العجز عن التعامل مع الواقع ويصبح أكثر تعقيدًا بما يصعب معه تحقيق أي إنجاز حضاري للبشرية؛ لأن الحضارة الحقيقية هي التي تبنى على التسامح والسلام وتنطلق من قيم العدل والمساواة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة