قال السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، إن الوزارة لديها مشروعات كثيرة من خلال منصة "موفى "مرتبط بالإنذار المبكر ومرونة القطاع الزراعى، ومشروعات مرتبط بتمكين المزارعين والفلاحين فى مناطق شمال الدلتا والأراضى القديمة من التكيف مع هذه المتغيرات وأيضا مشروعات مرتبطة باستنباط أصناف جديدة قادرة على التحمل مع الاجهادات البيئية والتغيرات المناخية، وأن مشروعات الوزارة هدفها تمكين القطاع الزراعى من التكيف مع التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن تم اطلاق مبادرة "فاست" والهدف منها حشد وتحفيز التمويل للتحول المستدام فى نظم الزراعة .
أضاف القصير، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أن هناك إجراءات كثيرة للتكيف والتخفيف من التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن التخفيف رغم أهميته إلا أنه يجب ألا يكون على حساب التنمية المستدامة، وألا يؤثر على معدلات النمو وبالتالى تركيز قطاع الزراعة على برامج التكيف التى تمكنه من مواجهة هذه الآثار، موضحًا أن قطاع الزراعة رغم مساهمته المحدودة فى الانبعاثات الكربونية لكن لديه قدرة على الامتصاص ويكون "بلاعات " كربونية تمكنه من القدرة على على امتصاص الكوبون من الهواء يحسن هذا الدور، وبالتالى قطاع الزراعة له مساهمة مزدوجة، الأمر الآخر أنه يوفر الأمن الغذائى للشعوب وهذه مسألة أمن قومى العالم يبحث عن توفير الأمن الغذائى لشعوبها.
أشار وزير الزراعة، إلى أن المشروعات القومية التى تنفذها الدولة متعددة ونحن نرى اتجاه مصر إلى الطاقة الجديدة والمتجددة ونظم النقل بالكهرباء واستفادتنا من هذه الطاقة، أيضا إطلاق الاستراتيجية الوطنية والتوسع نحو الهيدروجين الأخضر ومشروعات المدن الذكية والنقل المستدام والاستفادة من الكهرباء النظيفة، وفى مجال الزراعة محور التوسع الآفقى وزيادة الرقعة الزراعية من المساحة الخضراء ومعالجة مياه الصرف الزراعى والاستفادة منها فى زيادة المساحات الزراعية، موضحًا أن هناك مشروعات قومية كثيرة والدولة المصرية أخذت إجراءات كثيرة لتدعيم هذا الملف وتمكين قطاع الزراعة من مواجهة التغيرات المناخية والحفاظ على منظومة الغذاء والأمن الغذائى .
وقال القصير، إنه لا يوجد لدينا أعداد كبيرة من الإنتاج الحيوانى لكننا نستهدف دعم منظومة البروتين الحيوانى سواء من خلال الإنتاج الداجنى أو السمكى أو الحيوانى وتبنى نهج الصحة الواحدة بالتعاون مع عدد من الوزارات والمنظمات العالمية الأربعة واتخاذ إجراءات لحماية الحيوان والتأكد من عدم وجود تأثير للمضادات الميكروبية وأيضًا المضادات الحيوية والقوافل البيطرية والحماية من الأمراض وأيضًا البرنامج الكبير الذى أطلقه رئيس الجمهورية لتحسين السلالات وبالتالى زيادة معدل التحول للحوم فى الرأس والإنتاجية وبالتالى أصبحت رأس تكفى مكان 3 وبالتالى توافق قطاع الثروة الحيوانية مع التغيرات المناخية.
وأكد وزير الزراعة، أن الوزارة تلجأ للاستفادة من الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة الشمسية فى إدارة برامج ومشروعات الطاقة فى الزراعة واستخدام الزراعة الذكية والاستفادة من الزراعة الرقمية والذكاء الاصطناعى، ولا شك أنه لا قطاع واحد المؤثر جميع القطاعات تؤثر فى بعضها قطاع النقل قطاع الطاقة وقطاع الزراعة والتجارة كلها متشابكة تؤثر فى الآخر وتتأثر وبالتالى جميع القطاع تستفيد من بعضها، ونحن نسعى للاستفادة من البرامج الميسرة والمشروعات القومية فى تأهيل قطاع الزراعة للاستفادة من هذه التطورات.
وأكد القصير، أن جميع المحاصيل الزراعية سوف تتأثر بالتغيرات المناخية مثل نقص الإنتاجية، وانتشار الأمراض وبصفة خاصة الحشرات العابرة للحدود وزيادة الاحتياجات المائية نتيجة ظاهرتى التبخر والنتح، وملوحة التربة والتأثير على مساحة الأرض المجاورة للسواحل بعد ارتفاع مستويات سطح البحر، والتأثير على الخزان الجوفى نتيجة تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية، جميع هذه العوامل تؤثر على القطاع الزراعى وبالتالى لابد أن يكون هناك إجراءات استباقية، والدولة بدأت فى اتخاذ تلك الإجراءات حتى نتمكن من التوافق والمحافظة على حجم الإنتاجية، وهناك الكثير من دول العالم غير قادرة على مواجهة هذه البرامج وبالتالى المناداة بأن الدول التى تسببت فى الانبعاثات الكربونية تحمل المسئولية وتقدم تمويلات ميسرة للدول النامية.
أوضح القصير، أن نسبة مساهمة مصر فى الانبعاثات الكربونية لا تكاد تكون نصف فى المئة لكنها مثل باقى الدول الأفريقية تتأثر بالتغيرات المناخية وبالتالى الدول التى تعتمد على الزراعة لابد أن يكون لها برامج، مشيرًا إلى أن الدول النامية والاقتصادات الناشئة غير قادرة على تنفيذ برامج التكيف فى مجال الإنتاج الزراعى والأنشطة الزراعية من خلال القروض لأنه سيؤدى إلى زيادة الأعباء على الموازنات ولكن يجب أن تكون من خلال دعم ومنح من الدول المتقدمة والمؤسسات التنموية والعالمية حتى تتمكن من تنفيذ هذه البرامج خاصة الدول التى تسببت فى الانبعاثات الكربونية فهناك حوالى 20 دولة فى العالم تسببت فى 80% من الانبعاثات الكربونية وبالتالى يجب أن تتحمل مسئوليتها اليوم، لأننا لو لم نواجه هذه الظروف الان ولم نتمكن من مواجهة هذه الظروف فهناك صعوبة فى المستقبل أن نتحمل تكاليف هذه البرامج وأيضًا ضياع لحقوق المستقبل "البشر هو الذى تسبب فى هذه الانبعاثات الكربونية والبشر أنفسهم مثلما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى القادر على الإصلاح" ومثلما قال الأمين العام للأمم المتحدة أن البشر يشنون حربًا انتحارية على الطبيعة وهم القادرون على الإصلاح أيضًا.
وأكد وزير الزراعة، أن الدول الناجحة ومصر منهم يمكنهم تحويل المحن إلى فرص مثل أزمة كورونا فهناك بعض الدول التى استفادت من هذه الازمة وحولتها إلى فرصة والدولة المصرية قادرة أن تستفيد من الفرص نحن نقوى قطاع الزراعة وتدعمه بالكثير من البرامج وتتوسع فى البرامج التى تدعم القطاع الزراعى لمواجهة هذه الظروف وأيضًا الظروف المستقبلية ندعم قطاع الثروة الحيوانيه وقطاع الثروة السمكية والثروة الداجنة واستنباط أصناف جديدة والاستفادة من الانظمة الزراعية الجديدة والذكية والرقمية والذكاء الاصطناعى والإنذار المبكر كما يمكن أن تتحول إلى الإرشاد الرقمى كل هذه البرامج فرصة للفلاح، وأيضًا الزراعة التعاقدية من ضمن البرامج الهامة لزيادة دخل الفلاح حتى يمكن توفير حياة كريمة لها، وكذلك هدفنا جميعًا وهو توفير غذاء آمن وصحى ومستدام لشعب مصر العظيم.